كارثة إنسانية “سببها لدغة أفعى” بالمغرب العميق.. تفضح قطاع الصحة ببلادنا

عاشت “مينة” أم لأربعة أبناء والبالغة من العمر 35 سنة، والحامل في شهرها التاسع، أسوء يوم لها منذ الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الأحد 24 يونيو 2018، حيث تعرضت للذغة أفعى في منطقة تسمى “دوار تَگْرَاگْرا” جماعة النقوب إقليم زاگورة، وهي تزاول عملها اليومي كراعية غنم، في ظل غياب أبسط المرافق الصحية بمنطقتها، أو طريق معبدة لنقلها لأقرب مركز صحي البعيد عن قريتها ب 37 كلم، ومع غياب شبكة للإتصالات ظلت تمشي مسافة طويلة لوحدها بإتجاه مقر سكناها، مما أدى إلى إنتفاخ رجلها المصابة.

في تصريح “لحسن أولهى” لجريدة “العالم الامازيغي” بصفته من عائلة المصابة وأحد مرافقيها منذ صباح اليوم بحثا عن العلاج، يفيد الشاهد أن “مينة” بعد تعرضها للذغة أفعى “عادت بصعوبة كبيرة للقرية تجر رجلها المنتفخة، ليبادر بعض الجيران والعائلة في نقلها على “بغلة” من قريتنا ‘تگراگرا’، وهي الوسيلة الوحيدة المتوفرة لدينا نحن أبناء الهوامش، لغياب مسالك طرقية تتيح للسيارة أن تتوغل في تلك التضاريس الوعرة”.

وأضاف “لحسن” يحكي ما رأته عيناه، “لمدة ثلاث ساعات والمصابة فوق دابة متجهين للمركز الصحي بجماعة النقوب البعيد ب 37 كلم، وصلنا لدوار ‘الدَّاوْ عْبِيد’ حيث وجدنا سيارة الاسعاف الوحيدة التابعة لجماعة النقوب، لتنطلق بنا للمركز الصحي القروي المستوى ـ2ـ بجماعة النقوب، إذ لم نجد الطبيب هناك، ليقوم مساعده بتقديم بعض العلاجات الأولية والبدائية كقطع الثلج، وورقة تفيد بنقل المصابة لمستشفى وارزازات البعيد عن النقوب بمسافة 140 كلم”.

إنطلقت بنا سيارة الإسعاف بإتجاه مستشفى “سيدي حساين بناصر” بوارزازات، يضيف المتحدث، “وبمجرد مغادرتنا لجماعة النقوب، أصيب عطب سيارة الاسعاف التي تحمل المرأة المصابة والحامل في شهرها التاسع، إنتظرنا 30 دقيقة حتى وصلت إلينا سيارة الإسعاف التابعة لدوار “أيت أوزين” جماعة أيت ولال، ويا للكارثة كون سيارة الاسعاف الثانية تتعطل بمجرد إنطلاقها، لتزودنا الوقاية المدنية بسيارة إسعاف ثالثة نقلت المصابة لمستشفى وارزازات”.

يختم “لحسن أولهى” تصريحه الذي خصه لجريدة “العالم الامازيغي”، مستبعدا أن تظهر في محياه أية علامة إسغراب إن خرج إليه الطبيب وقال له أن “مينة” وجنينها قد فارقوا الحياة، ” كون ما عشته أنا هذا اليوم منذ صباح اليوم إلى حدود العاشرة ليلا، جعلني أفقد الأمل في هذه الحياة، وعلى مسؤولي الوطن، ومسؤولي قطاع الصحة مراقبة جودة مستوصفاتها ومستشفياتها، وكذا سيارات الاسعاف المهترئة، كما أتمنى أن يبادر مسؤولي الوطن في تعبيد الطرقات، وبناء المرافق الصحية، لنحس بكرامتنا في وطننا”.

يشار أن المصابة “أمينة” منذ الحادية عشر صباحا من يوم الأحد ظلت في الطريق بحثا عن العلاج، إلى حدود التاسعة والنصف ليلا، وهو التوقيت الذي وصلت فيه للمستشفى الإقليمي “سيدي حساين” بوارزازات ولا يستبعد نقلها لمستشفى مراكش لحالتها الخطيرة؛ ويطرح هذا المراطون بحثا عن العلاج، اشكالية التغطية الصحية في أسامر “الجنوب الشرقي”، معيدا شريط وفاة الشهيدة الطفلة “إيديا” للواجهة، متسائلين: أين هي المروحية الطبية لنقل المصابة “أمينة” والتي ظلت في الطريق لأكثر من عشر ساعات بحثا عن دواء لذغة أفعى سامة؟؟.

أمضال أمازيغ: حميد أيت علي “أفرزيز”

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *