كفاح محمود المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كوردستان في حوار حصري مع “العالم الأمازيغي”

حاوره: منتصر إثري

أكد كفاح محمود، المستشار الإعلامي لمسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان “العراق”، الذي أجرى استفتاء تقرير المصير والاستقلال عن العراق يوم الاثنين 25 شتنبر الماضي، أن نتائج الاستفتاء التي صوت فيها الشعب الكوردي بنسبة تجاوزت 92 بالمائة، “لم تعد ملكا لشخص، ولا تستطيع أي سلطة إلغائها”، موضحا أنها أصبحت ملكا للشعب الكوردي.

وأضاف كفاح محمود في حوار حصري مع “العالم الأمازيغي” أن لا “خيار حضاري وإنساني وديمقراطي أمام بغداد والعالم إلا الحوار احترام إرادة ستة ملايين إنسان في التعبير عن رأيهم”، مشيرا إلى أن سياسة الحصار الذي فرضته بغداد ودول الجوار على الإقليم مباشرة بعد الاستفتاء، على الشعب الكوردي التواق للحرية، سياسة فاشلة ومقيتة، وسيفشلون وسننتصر لا محالة”.

وحول رأيه في التهديدات العسكرية التي تصدر عن دول الجوار للإقليم، أوضح المستشار الإعلامي لبارزاني أن “الحسم العسكري ثبت فشله تاريخيا” مشيرا إلى أن “كل محاولات الأنظمة التي حكمت العراق منذ إعلان المملكة العراقية 1921 لكسر إرادة شعب كوردستان بأشكال عديدة من الحروب بما فيها الإبادة الجماعية، فشلت وذهبت إلى الجحيم وبقي شعب كوردستان وقيادته التاريخية”.

رفضتم كل الضغوطات والمطالبات الدولية والإقليمية لتأجيل الاستفتاء وقمتم بإجرائه في موعده؟ لماذا هذا الإصرار والتحدي إن جاز التعبير؟

دعنا نتفق بداية بان معظم الذين اعترضوا لم يكونوا ضد حقنا بل كان لهم رأي في التوقيت بسبب الحرب ضد داعش، وقد أبلغناهم بأننا سنعتمد الحوار والتفاوض مع العراقيين، ولن نعلن الاستقلال لمجرد تحقيق الاستفتاء، بل سنحمل نتائجه ونذهب إلى بغداد وكل العالم طالبين منهم دعم حوارنا السلمي مع بغداد للوصول إلى صيغة حضارية ديمقراطية في العلاقة بيننا، ومن هنا ومن ثقة شعبنا وإرادته وإيمانا منا بالسلام والديمقراطية ذهبنا إلى الاستفتاء وتحقق ما توقعناه وهو 93% من شعبنا يريد الاستقلال.

وبماذا تفسرون كل هذه التشنجات والانفعالات التي صدرت عن حكومة بغدد مباشرة بعد الاستفتاء؟

الديمقراطية ليست شعارات ومؤسسات، بل هي ثقافة وسلوك وقبول الأخر واحترام رأيه، في بغداد للأسف نمو لنمط من الدكتاتورية المشرعنة بصناديق الانتخابات التي تهيمن عليها الأموال الفاسدة وفتاوى رجال الدين وثقافة القبيلة، ولذلك تراهم لا يقبلون غيرهم، فقد همشوا كل المكونات الأخرى وخاصة السنة وعملوا على تقزيم الشراكة بيننا ثم محاولة إقصائنا وفرض الحصار علينا منذ 2014 وحتى اليوم.

كيف تنظرون لمواقف بغداد والعواصم العالمية الرافضة لتقرير الكورد لمصيرهم؟

لا خيار حضاري وإنساني وديمقراطي أمام بغداد إلا الحوار، وأمام العالم المتمدن إلا احترام إرادة ستة ملايين إنسان في التعبير عن رأيهم. على الجميع الاعتراف بعملية الاستفتاء التي تمت والتعامل مع نتائجها كونها تمثل إرادة الشعب الكردي، لأن القضية أصبحت ملكا للشعب الكوردي، وعلى الجميع احترام هذه الإرادة بأسلوب حضاري ديمقراطي بعيدا عن لغة التهديد والوعيد ، وليس هناك أمام بغداد خيار غير التفاوض والحوار دون شروط مسبقة.

هناك خطوات تصعيدية ضد الإقليم تتزامن والمطالبة بإلغاء نتائج الاستفتاء ماذا أنتم فاعلون؟

إن لغة الحصار مع شعب تواق للحرية فاشلة ومقيتة، ولذلك سيفشلون وسننتصر لا محالة، ونتائج الاستفتاء لم تعد ملكا لشخص، ولا تستطيع أي سلطة إلغائها، لأنها أصبحت ملكا للشعب، ولكي يتم إعادة النظر فيها عليهم إجراء استفتاء آخر وبإشراف دولي للوقوف على رأي الشعب!

لقد نجحنا خلال الربع قرن الأخير من استقلالنا الذاتي في إقامة كيان ايجابي ناجح ومزدهر وبعلاقات متوازنة تحترم الجوار ولا تتدخل في شؤونه الداخلية، ونتيجة تلك السياسة تطورت علاقاتنا مع تركيا وايران حتى أصبحت أكثر دول العالم استثمارا في بلدنا، لكن تخوفاتهم وربما تهديداتهم تعود إلى معاناتهم من مشاكل داخلية أهمها عدم حل القضية الكوردية في بلادهم، ربما أنهم يعتقدون أن استقلالهم سيؤدي إلى مطالبات شبيهة، رغم تأكيدنا قولا وفعلا خلال ربع قرن على خصوصيتنا وعدم تدخلنا في شؤونهم الداخلية، عموما نحن نؤمن بالسلام والتعايش وعدم التدخل في خصوصيات الجوار، أما  لغة التهديد والوعيد لغة متخلفة وبدائية تنم عن نفسيات قلقة ومريضة، وخطابنا واضح يعتمد لغة الحوار والتفاوض وعدم الانجرار إلى ثقافة غير منتجة، و كوردستان ستستقل عاجلا أم آجلا وعلينا جميعا كوردستانيين وعراقيين قبول بعضنا والتعايش السلمي والحضاري.

ماذا لو عمدت حكومات الدول المجاورة إلى إقفال المعابر وحظر جوي كامل ومحاصرة الإقليم ؟

لقد تعرضنا لأشكال عديدة من الحروب والحصار، وأخرها في عقد التسعينيات بعد انتفاضة الربيع 1991، حيث منع حتى رغيف الخبز من دخول كوردستان، ورغم ذلك قاومنا وصمدنا، بل ونجحنا في بناء تجربتنا في الحكم، حتى دخلنا 2003 ونحن أفضل من العراق الذي كان تحت سيطرة نظام البعث، لذلك فلغة التهديد والوعيد والحصار فاشلة لا محال، ولغة السلام ستنتصر،  لقد اندحروا جميعا منذ جمهوريتهم الخالدة وحتى مختار العصر وبقينا نحن.

ألا تخشون من عمل عسكري، خاصة مع وجود تدريبا عسكرية مشتركة بين دول الجوار؟

الحسم العسكري هكذا إشكاليات ثبت فشله تاريخيا، فقد حاولت كل الأنظمة التي حكمت العراق منذ إعلان المملكة العراقية 1921 كسر إرادة شعب كوردستان بإشكال عديدة من الحروب بما فيها الإبادة الجماعية، لكنها فشلت وذهبت إلى الجحيم وبقي شعب كوردستان وقيادته التاريخية، لذلك ترى أن خطابنا هو الحوار والتفاوض لتحقيق سلام دائم والتحول من الصراع إلى التعايش السلمي.

اليوم والأغلبية الساحقة من الشعب الكوردي صوت لصالح الاستقلال عن بغداد كيف تدبرون الأمر؟

في كل مشاكل العالم السياسية والاقتصادية والعسكرية، أثبتت لغة الحوار نجاحها وفشل الحسم العنيف، وفي قضية شعبنا أكدت مجريات الأمور منذ قرن من الزمان فشل كل أشكال الحسم العسكري وسقطت كل محاولات السيطرة والاحتواء ضد شعبنا، وكانت النتيجة سقوط وانهيار كل تلك الأنظمة وبقاء شعبنا، وهذه النتائج أفضل درس لكل من يفكر أو يحاول تكرار تلك التجارب المريرة، لأنها بالتالي ستنتهي بالفشل وسيعود الجميع إلى لغة الحوار.

هل أخذتم ضمانات من دول بعينها لعدم تكرار الهجوم العسكري على الإقليم؟

العالم اليوم لم يعد يتحمل غزوا عسكريا أو صراعا عنيفا، كما حصل سابقا، خاصة وأننا لم نقترف جريمة بحق احد، كل الذي فعلناه هو عملية إنسانية حضارية مدنية ديمقراطية لم تتجاوز شعبنا وجغرافيتنا دون المساس بآخرين، وذلك لأخذ رأي شعبنا بمصيره وطبيعة خياراته في الحياة والعيش مع الآخرين، ولذلك نحن نؤمن بعلاقات إنسانية متطورة مع كل جيراننا بما يخدم مصالح شعوبنا.

اقرأ أيضا

الكورد والأمازيغ.. الكفاح من أجل الهوية بين تشابه الواقع واختلاف أساليب النضال

الحدود السياسية التي رسمتها الدول الاستعمارية بعد بسط نفوذها على أرث الامبراطورية العثمانية وفرض هيمنتها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *