تم تسليط الضوء على تجربة المملكة في التنمية المستدامة للقصور والقصبات، يوم الثلاثاء 05 في كوبنهاغن، بمناسبة النسخة الثامنة والعشرين من المؤتمر العالمي للمهندسين المعماريين التابع للاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين.
وخلال عرض تم تنظيمه في الجناح المغربي في هذا الحدث الكبير، استعرض مدير البرنامج الوطني لتثمين القصور والقصبات بوزارة إعداد التراب والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بوعزة بركة، خصائص هذه المنشآت العمرانية العريقة بالمملكة، مهد حضارات ضاربة في التاريخ.
وأبرز المسؤول أنها كصرح “مبني من مواد متاحة محليا مثل التراب والقش والنخيل والحجر والقصب والجير والدفلى وما إلى ذلك، تشهد القصور والقصبات على براعة السكان المحليين في التكيف مع بيئتهم الطبيعية التي تتميز بظروف مناخية قاسية وبندرة الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة”، مشيرا إلى أن المملكة تمتلك قرابة 4000 قصر و800 قصبة، تدهور جزء كبير منها نتيجة عدة عوامل.
وأشار إلى أنه على الرغم من الإجراءات العديدة التي تم تنفيذها خلال السبعينيات والتسعينيات، إلا أن المشكلة استمرت في التفاقم، موضحا أنه في مواجهة هذا الوضع المقلق ووفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فقد بلورت الوزارة الوصية ونفذت بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي برنامجا تجريبيا يسمى “برنامج التنمية المستدامة للقصور والقصبات بالمغرب”.
وربطا بين البرنامج المذكور والتنمية المستدامة، الموضوع الرئيسي للمؤتمر، أشار السيد بركة إلى أن البرنامج ينسجم تماما مع الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة: الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وعلى الصعيد الاجتماعي، قال إن البرنامج يساهم في تحسين ظروف السكن للسكان المحليين ومعالجة الأشكال المختلفة للسكن غير الصحي لصالح 23 ألف ساكن من 22 قصرا نموذجيا.
وفي الجانب الاقتصادي، أوضح السيد بركة أن البرنامج يساهم في تحسين أوضاع السكان المحليين من خلال تعزيز الأنشطة المدرة للدخل المرتبطة بأعمال التجديد وتعزيز قدرات التعاونيات والجمعيات النشطة داخل المنطقة.
كما شدد المسؤول على المهمة البيئية لبرنامج التنمية المستدامة للقصور والقصبات الذي يوصي باستخدام المواد البيئية المعترف بها لكفاءة الطاقة، من أجل إنجاز أعمال التأهيل والترميم.
يذكر أن المؤتمر العالمي للمهندسين المعماريين ينظم كل ثلاث سنوات في بلدان مختلفة، وهو أكبر حدث في العالم حول العمارة المستدامة. وينعقد هذا العام لأول مرة في كوبنهاغن بمبادرة من قسم دول الشمال في الاتحاد الدولي للمعارض.