مولاي محمد الفقيه
استقبل الحاج سعيد أوبرايم، الفنان الفوتوغرافي ابن مدينة أكادير، سنة 2018 بحصوله على لقب عالمي ؛ منحته إياه الجمعية الأمريكية للتصوير الفوتوغرافي Photographic Society of America، المعروفة اختصارا ب (PSA). و يتعلق الأمر برتبة نجمتين ( 2 Stars) في صنفي الأبيض و الأسود، وتصوير الطبيعة. وذلك تتويجا لمساره الفني الحافل الممتد لما يزيد عن ثلاثين سنة. و ما تخلله من مشاركات في معارض ومسابقات عبر العالم، تشرف عليها هذه الجمعية الأمريكية، أو تحظى بالقبول من لدنها. و فوق هذا كله، لابد من التوفر على ملف مضبوط خاضع لشروط شكلية صارمة، تفرضها القوانين المسيرة للجهة المانحة لهذه الألقاب. و التي من أساسياتها؛ أن الفنان يتوجب عليه ضبط ارشيفه، وتنويع مشاركاته في مختلف التظاهرات الفنية التي تكون مجالا للتنافس القوي بين محترفي التصوير الضوئي عبر العالم.
مؤسس نادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي، استقبل التتويج بابتسامته الهادئة. وأكد أن سر النجاح هو التوفر على الموهبة أولا، لكن يجب صقلها بالتمكن من الجانب التقني ،و الاطلاع على التاريخ الفني للصورة، و المواظبة على العمل المستمر؛ في انفتاح تام على ما تعرفه الساحة الوطنية و الدولية من ابداعات. و يضيف الحاج سعيد، بأنه إذا كان القدماء يوصون الراغب في أن يصبح شاعرا بحفظ ألف بيت ثم نسيانها، فإن الذي يأمل أن يصبح مصورا، يلزمه أن يشاهد ألف صورة فنية، ويتريث في قراءتها ثم يتعرف على مبدعيها. آنذاك سيكون قد وضع نفسه على السكة الصحيحة لطريق النجاح.
هذا المسار الطويل، بدأه أستاذ علوم الحياة و الأرض السابق، يوم أن شجعه أستاذه الفرنسي الجنسية – بالمركز التربوي الجهوي بمراكش – في سبعينيات القرن الماضي، على حمل آلة التصوير أول مرة. وسيستمر إلى اليوم بعمل مستمر، و اشتغال في صمت الفنان الحكيم، ليعرف مجموعة من المحطات المتميزة، من أهمها سنة 2014، حيث نال لقب فنان بالفيديرالية الدولية للتصوير الفوتوغرافي (AFIAP). أما الآن، فهو يخصص الحيز الزمني المريح الذي منحه له تقاعده ،لإنجاز مشاريعه الفنية، والقيام برحلاته الفنية، واتمام مؤلفاته التي تبين غنى الطبيعة والموروث الثقافي للجنوب وللمملكة عموما.
كما يشرف على ورشات تدريبية موجهة إلى تربية النشء على الذوق السليم، آملا أن يتلقى منه الشباب مشعل حب الفن و الجمال، وموهبة اقتناص اللحظات الهاربة.