بثبات وعزم كبيرين يشق ابن منطقة الريف محجوب بنسعلي طريقه ومساره المهني كإعلامي، فنان ومدير شركة للإنتاج السمعي البصري. مسار مهني ناجح ومتميز بارتباط اسمه بتجربة إعداد وتقديم برنامجي “تاروا ن تمازيرت ءينو” و”فين غادي بيا أخويا”، ودوره في مسلسل “رسائل مرزوق” بشخصية “السي عبد الرحيم”.
في هذا الحوار يحدثنا الإعلامي والفنان الأمازيغي محجوب بنسعلي عن رحلته الممتدة لأكثر من 20 سنة في غمار الإعلام، وعن ولوجه لعالم التلفزيون بإعداد وتقديم عدة برامج على القناتين الثامنة والأولى، ويتقاسم معنا بعضا من مشاريعه المستقبلية، وكذا بعض الصعوبات التي واجهته منذ بداية مسيرته الإعلامية والفنية..، وعن كتابه “10 قصص نجاح… من الصفر إلى القمة”الذي تم توقيعه حديثا بالمعرض الدولي للكتاب والنشر في دورته 27 بالرباط.
كما يؤكد على أن “لابد للقناة الأمازيغية أن تمر إلى البث المستمر 24/24″، وضرورة “النضال من أجل تمكين الأمازيغية من الحضور في باقي قنوات القطب العمومي، والالتزام بدفتر التحملات الذي ينص على 30 بالمائة من البرامج باللغة الأمازيغية”.
ضرورة النضال من أجل تمكين الأمازيغية من الحضور في باقي قنوات القطب العمومي
لابد للقناة الأمازيغية أن تمر إلى البث المستمر 24/24
نرحب بكم على صفحات جريدة العالم الأمازيغي، نبدأ معكم بالسؤال الكلاسيكي من هو محجوب بنسعلي؟
أولًا شكرًا لجريدة «العالم الأمازيغي» على الاستضافة، محجوب بنسعلي إعلامي وفنان مغربي من مواليد تمسمان -إقليم الدريوش- كبر وترعرع في مدينة الحسيمة، إنسان بمسار متواضع في مجال الإعلام والصحافة والفن والإنتاج، متزوج وأب لطفل (أنير).
حدثنا عن غمار رحلتكم في مجالي الإعلام والفن؟
رحلتي في مجال الإعلام تمتد لأزيد من 20 سنة، بدأتها كمراسل لمجموعة من الجرائد الجهوية والوطنية قبل تأسيس مؤسسة «أصداء الريف» التي تصدر صحيفة ورقية (متوقفة حاليًا) وموقع إلكتروني يعد من المواقع الإخبارية الأولى بالمغرب ومستمر إلى حدود اليوم، اشتغلت كذلك كمراسل معتمد لمدة عشر سنوات مع إذاعة كاب راديو، ثم بعدها ولجت عالم التلفزيون من خلال إعداد وتقديم برنامج «تاروا ن تمازيغت» لمدة أربع سنوات متتالية على قناة تمازيغت، لتأتي من بعده مجموعة من البرامج الأخرى (اقتصاد ومواطنة/ قصص نجاح…)، وكلها برامج بثت على قناة الثامنة.
وفي سنة 2014 سأنتقل للاشتغال على إعداد وتقديم برنامج «فين غادي بيا» على شاشة القناة الأولى وهو برنامج كان مخصصًا للسفر والاكتشاف رفقة مجموعة من نجوم الشاشة المغربية، وربما كان البرنامج الذي اكتشفني عبره الجمهور العريض، وبالموازاة مع ذلك اشتغلت كمنتج منفذ على مجموعة من اليرامج لفائدة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون.
أما بخصوص رحلتي الفنية فعمرها قصير ويعود فقط إلى سنة 2017 بفضل مشاركتي بدور رئيسي في مسلسل «فرصة العمر» للمخرج هشام الجباري إلى جانب الفنان الكبير رشيد الوالي ونخبة من ألمع نجوم الدراما الريفية، ثم بعدها في السلسة الفكاهية «نهار واحد» للمخرج يونس الركاب، ثم تجربة الفيلم التلفزيوني مع المخرج طارق الإدريسي في فيلم «وابا ناريف».
شاهدك الجمهور مؤخرا من خلال مشاركتكم بمسلسل “رسائل مرزوق” الذي حقق نجاحا كبيرا. هلا تحدثنا قليلا عن هذا العمل التلفزيوني؟
مسلسل «ثيبراثين نْ مرزوق» من أجمل التجارب الفنية في مساري كممثل، أولًا لأن فكرة المسلسل مستمدة بشكل كبير من واقع الريف في الثمانينيات من القرن الماضي وتطرق لمجموعة من المواضيع الاجتماعية التي عاشها المجتمع الريفي وربما يعيشها إلى حدود اليوم خصوصًا في المناطق البعيدة عن المدن، ثانيًا لأن الدور الذي لعبته في المسلسل هو دور مغاير تمامًا لكل ما شخصته في السابق وبعيد أيضًا عن شخصيتي في الواقع، وبذلك فنجاح المسلسل جماهيريًا وتتويجي بجائزة أحسن ممثل عن صنف الدراما الأمازيغية في الحفل السنوي لمجلة سلطانة هو شهادة اعتراف معنوي بأنني أتقنت دور «السي عبد الرحيم».
ما هي الصعوبات التي واجهتكم في بداياتكم الإعلامية والفنية، وكيف تغلبتم عليها؟
بالنسبة للصعوبات فأعتقد أنه لا يوجد نجاح دون عراقيل ومطبات وأشواك في الطريق، بطبيعة الحال فالصعوبات جزء من النجاح، لكن شخصيًا وإلى حدود اليوم فالأمور تسير بنوع من التسلسل السلس، هناك أحيانًا خيبات لا تستطع تفسيرها كمثال توقيف برنامج «فين غادي بيا» رغم نجاحه بشهادة الجميع وهو ما أحبطني في البداية، لكن تجاوزت الأمر وانطلقت مجددًا في رحلة البحث عن إثبات الذات مهنيًا.
إلى أي مجال تميلون أكثر الإعلام أم الفن، ولماذا؟
لا أخفيك أن فؤادي يميل إلى مجال الإعلام خصوصًا إعداد وتقديم البرامج ذات الطابع الاجتماعي، لكن الفن أيضًا بصفة عامة هو مجال أحبه وأتمنى أن أبصم فيه على مسار يشبه مساري – نسبيًا – في مجال الإعلام.
ما هو تقييمكم لواقع الإعلام والفن الأمازيغي؟
لا يمكن أن ننكر بأنه هناك تطور كبير على مستوى الإعلام الأمازيغي والفن، خصوصًا بعد إنشاء القناة الأمازيغية التي أعطت مساحة أكبر للمبدعين والمشتغلين بالأمازيغية لتقديم أعمالهم سواء كانت برامج أم أعمال درامية، لكن مع ذلك مازال طريق طويل للبلوغ إلى مرحلة الرضا، أولا لابد للقناة الأمازيغية أن تمر إلى البث المستمر 24/24، كذلك يجب النضال من أجل تمكين الأمازيغية من الحضور في باقي قنوات القطب العمومي والالتزام بدفتر التحملات الذي ينص على 30 بالمائة من البرامج باللغة الأمازيغية.
ما هي الشروط والأسس التي يجب أن تتوفر في الممثل والإعلامي حتى يحقق النجاح في مساره، حسب رأيك؟
أولا لابد أن يتوفر الحب والشغف بالمهنة ثم الموهبة، ثم بعدها يأتي التكوين والتكوين المستمر، ثم الإرادة والإيمان بأن بلوغ الأهداف يستوجب التضحيات والصبر، والإيمان بأن النجاح من أول مرة هو سوء حظ وليس حظاً.
حدثنا عن كتابكم 10 قصص نجاح: من الصفر إلى القمة؟
هو كتاب جمعت فيه قصص نجاح عشر شخصيات مغربية من مختلف المجالات، ما يجمع بينها أنا لم تولد بملعقة ذهب في الفم، وبدأت من الصفر وأحيانًا كثيرة من تحت الصفر، بالمناسبة الكتاب مبني على فكرة برنامج سبق لي أن اشتغلت عليه لفائدة قناة تمازيغت، واستضفت فيه ثلاثون شخصية ناجحة داخل وخارج الوطن، هذا هو الجزء الأول وسيليه أجزاء أخرى مستقبلًا.
أريد الإشارة أن ريع الكتاب كاملًا سأخصصه لإنشاء مكتبة تربوية بمدينة الحسيمة.
ما هي مشاريعكم المستقبلية؟
هناك العديد من المشاريع المستقبلية لكن يبقى أهمها أنني بصدد الاشتغال على فيلم سينمائي سيكون الأول لي كمنتج مع مجموعة من الوجوه النسائية المغربية، وهو فيلم سينمائي بتصور جديد وبقالب كوميدي.
ثلاث أسماء أثرت في مسيرتكم الإعلامية والفنية؟
– والدتي: لأنها كانت دومًا السند في هذه الرحلة الحياتية والمهنية، هي من ولدتني وهي من أمنت بي منذ البدايات الأولى، كانت الداعمة الأولى والدائمة، هي الترمومتر الذي أقيس به خطواتي في الحياة المهنية بالخصوص، وبذلك فتأثير والدتي في مساري المهني كبير جدًا، وربما هي الأحق والأجدر أن أعلق على صدرها قلادة الحب والعرفان والشكر والتقدير والاعتراف.
– أحمد زاهد: صديق وأخ عزيز، رجل المواقف، يحبك لشخصك لمهنيتك، لا ينتظر منك شكرًا ولا عرفانًا لأنه من طينة الكبار الذين يزرعون ليحصد غيرهم ثمار النجاح، كان له دور كبير في دخولي غمار التلفزيون حين أخبرني بوجود كاستينغ لتقديم برنامج تلفزي على القناة الأمازيغية سنة 2009، تقدمت لاجتياز الكاستينغ وبتوفيق من الله انطلقت الرحلة.
– قناة تمازيغت: تحية تقدير لكل القائمين على هذه القناة الفتية التي فتحت الأبواب أمام المئات من المبدعين للبروز والظهور على الساحة الوطنية، هذه القناة كان لها دور كبير في مساري المهني لأنها كانت أول قناة أطل من خلالها على المشاهد المغربي كمعد وكمقدم للبرامج، وأيضًا كفنان، وبالتالي فالقائمين عليها يستحقون كل التقدير.
كلمة حرة؟
شكرًا لكم على هذه الاستضافة الجميلة، وأتمنى لكم المزيد من النجاح والاستمرارية في خدمة الثقافة الأمازيغية بمختلف تجلياتها ومجالاتها، دمتم نبراساً يضيء طريق كل مبدع يؤمن بهويته الأمازيغية المغربية.
حاوره: خيرالدين الجامعي