محمد كارحو في حوار مع “العالم الأمازيغي”: “أكتب لأساهم في بناء القيم الإنسانية، ولم أتأثر بأحد”

ولد القاص محمد كرحو سنة،1967 بإغرم، حصل على الإجازة في العلوم الفيزيائية سنة 1991، ودبلوم مركز تكوين المعلمين سنة 1992. مارس مهنة التدريس بالتعليم الابتدائي الإعدادي ببلدته، لمدة 20 عاما، التحق بعدها بمركز تكوين المفتشين بالرباط سنة 2012، ثم عين مفتشا للتعليم الابتدائي بنيابة طاطا. أصدر مجاميع قصصية منها «إرزاك يميم» (مر وحلو) سنة 2010، «أكاتن غ وانو» (دلاء في البئر) سنة 2014، ومجموعة قصصية للأطفال نالت جائزة رابطة تيرا سنة 2012. وله مشاريع روائية وقصصية مستقبلية.

وقد أنجزنا معه هذا الحوار للتعرف على العوالم السرية للكتاب بالأمازيغية، وكشف طرق تفاعلهم مع عذابات الكتابة ولذاتها. ونظن، حسب معلوماتنا، أن هذا الجانب الخفي في عالم الكتاب الأمازيغ، لم يتم الحديث عنه من قبل، ولا شك أن الأمر سيكون مبهرا ومدهشا كلما أغرق الكاتب في وصف التفاصيل الصغيرة التي أنتج في سياقها نصوصا قرأناها بلذة ومتعة، وتساءلنا لحظتها: «من أين جاء كل هذا».

وقد بدأنا معه هذا الحوار بالسؤال الآتي:

حدثنا عن الغايات التي تتوخاها من منجزك الأدبي.

النصوص القصصية التي أكتبها، أود دائما أن تكون رسالة إنسانية واجتماعية لقارئها على شكل فني. عند قراءة أي نص قصصي كتبته أود أن يثير لدى القارئ نوعا من المتعة، ويكتسب حكمة أو شيئا من هذا القبيل، لعله يفيده في حياته الشخصية والاجتماعية.

هذا يتحقق في نصوصك، خصوصا في»إرزاك يميم» التي أعجبتني كثيرا. لهذا أسألك عن قصة انخراطك في الكتابة، كيف جئت إليها؟

بعد أن كتبت بعض النصوص، نشرتها في موقع «أماينو»، وحين قرأها بعض الكتاب تفاجؤوا بها، وشجعوني على نشرها، وبالتالي بدأت أكتشف قدراتي في الكتابة.

ماذا عن ظروف كتابة ونشر نصك الأول؟

الكتاب الأول «إرزاك يميم» لقي إعجابا لدى جميع من اطلع عليه. وأجريت عليه قراءات ودراسات لنيل شهادة الإجازة والماستر.كل من قرأ هذه المجموعة القصصية يقول لي إنني كتبت عنه وعن بعض همومه في الحياة. والكتاب الثاني أجريت عليه قراءة نقدية واحدة، لكنه غني بحِكم ومعلومات مفيدة للحياة النفسية والاجتماعية.

ما هو نصك الأقرب إلى نفسك؟

كل النصوص قريبة إلي .

وما هو مفهومك للأدب؟

الأدب في نظري كل ما يدخل في تنشئة الإنسان على مستوى الفكري والقيمي والاجتماعي.

طرح سؤال «لماذا تكتب؟» على كثير من الكتاب، وكل منهم أجاب إجابة مختلفة. ماذا عنك، لماذا تكتب؟

أكتب لأساهم في بناء القيم الإنسانية.

هل تمارس طقوسا، قبل وأثناء الكتابة؟

أكتب عندما أرى أشياء تبدو غريبة في المجتمع. أكتب حينما أشعر بأنني في حاجة إلى الكتابة. أكتب حينما أشعر بأفكار تتدفق في عقلي وأخاف أن تذهب هكذا . أكتب لأنني أحب ذلك. أكتب لأتواصل مع الأخر.

وهل تمارس نقدا على نصوصك؟ هل تنفصل عنها لتقرأها بوصفك ناقدا لا مبدعا؟

أنفصل عنها خلال لحظة كتابتها، مع مرور الزمن أرجع إليها، وأقرأها مرة أخرى وتساؤلات عديدة تبادر إلى الذهن لماذا هذه الكتابة؟ وهي نصوص قيمة سوف يتم الرجوع إليها. تحتاج إلى من يحللها وهي غنية مليئة بالمعاني والطاقة الإيجابية التي تفيد الإنسان في حياته الاجتماعية .نعم أعيد قراءتها وهي كما كتبتها مازالت تحمل نفس الحيوية وأشعر بها. فقط يجب أن أقوم بتصحيح بعض الأخطاء النحوية. لدي إحساس قوي أنها ستكون مرجعا في المستقبل للأنثربولوجيين والأدباء والمؤرخين.

ما هي الفترة الزمنية التي استغرقتها كتابة نصوصك، كل على حذة؟

هناك نصوص عبارة عن أحلامي، نهضت من نومي ودونتها،كل النصوص كتبتها في ظرف وجيز، لا أفارق أي نص حتى أنتهي من كتابته، هناك نصوص تحولت من فكرة تدور في مخيلتي مدة طويلة حتى تحولت إلى قصة وتمت كتابتها.

ماذا تقرأ حتى ترفع من القيمة الأدبية لكتاباتك؟

أقرأ ظواهر اجتماعية من الواقع.

ما عدد النسخ المطبوعة من كل كتاب؟ وما هو حجم المبيعات؟

الكتاب الأول طبعت منه 500 نسخة، وهو الآن غير موجود في المكتبات. الكتاب الثاني طبعت منه 500 نسخة، وهو مجموعة قصصية للأطفال، نفد أيضا. وهو من إصدار رابطة تيرا، وحاز على جائزة 2012. الإصدار الثالث طبعت منه 500 نسخة، وما يزال بيعه بطيئا.

هل حصلت على أي تعويض مادي من كتبك؟ وهل يمكنك ذكر التفاصيل؟

بالنسبة للربح المادي ضئيل جدا. يتم شراء بعض النسخ من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

لمن تقرأ من الكتاب الأمازيغ؟

رواية «توركيت د إميك» لمحمد اكوناض. أقرأ بعض المجموعات القصصية للحسن زهور، وغير ذلك.

هل ثمة نصوصا نقدية منشورة اعتمدت إبداعك متنا للدراسة؟

قراءة لـ«إرزاك يميم» من طرف محمد أسوس في جريدة تويزا. دراسات أخرى لنيل الإجازة من طرف طلبة مسلك الدراسات الأمازيغية بابن زهر، دراسة لنيل الماستر من طرف طالب. ودراسة نقدية من طرف لحسن زهور لكتاب «اكاتن غ وانو» (دلاء في البئر)، نشرت بجريدة المنعطف، وجريدة نبض المجتمع.

ما موقع المرأة في كتاباتك؟

في كل النصوص يوجد الرجل الامازيغي بجانب المرأة. والرواية المستقبلية سوف تتناول المرأة الأمازيغية وزوجها الأمازيغي.

بمن تأثرت إبداعيا؟

لم أتاثر بأحد. فقط هذه موهبتي. ولم أقرأ أي كتاب يتحدث عن طرق كتابة النصوص. فقط هذه موهبتي وأحمد الله عليها.

لماذا اخترت القصة القصيرة ولم تختر غيرها؟

اخترت هذا الجنس لأنه جنس غني، يساهم في التنشئة الفكرية للإنسان.

ما السؤال الذي تود لو يطرح عليك؟

هل ترغب في ترجمة أعمالك إلى لغات أخرى؟

هلا أجبت عنه؟

أتمنى أن تكون هناك أطر للقيام بذلك حتى تدخل ثقافتنا إلى العالمية. ويشعر الآخر بالمتعة الموجودة في أدبنا.

ماذا تعني المرأة لك؟

  • المرأة: شريك الرجل في الحياة، فبدونها لن تستمر الحياة.
  • والجنس معبرا عنه في الإبداع: متعة إنسانية كالجوع والعطش فهي حاجة بيولوجية.
  • والموت: نقطة تحول الإنسان من الحياة الدنيا إلى الآخرة.نطلب الله أن ييسرلنا سكراتها .كل نفس ذائقة الموت.
  • والدين: الدين الإسلامي هو ديننا.
  • واللغة العربية: لغة القران. تعلمنا بها أشياء كثيرة.

حاوره: مبارك اباعزي

شاهد أيضاً

الحسن زهور: النقد الأمازيغي ما يزال في طور التأسيس ويأخذ طريقه نحو الإنتاج والكتابة

من الجنوب الشرقي للمملكة، إلى جامعة القاضي عياض بمراكش حيث نال شهادة الإجازة في الأدب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *