مدريد: حراك الريف يجمع “الراخا” بالأحزاب السياسية في البرلمان الإسباني


لقاء هام ذلك الذي عقد في البرلمان الإسباني يوم الأربعاء 12 يوليوز 2017 وجمع بين الأمازيغ والأحزاب السياسية الإسبانية الكبرى، وجاء بمبادرة من رئيس التجمع العالمي الأمازيغي “رشيد الراخا” الذي يواصل جولاته بين العواصم الأروبية لكسب المزيد من التأييد والمساندة الدوليين لحراك الريف بعد استنفاد جميع الوسائل في مخاطبة الدولة المغربية التي تواصل ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بل حتى لقوانينها الداخلية.

قضية “حراك الريف” لقيت ترحيبا من طرف جميع الأحزاب الإسبانية التي لبت دعوة اللقاء التي وجهها إليها رشيد الراخا وذلك عبر ممثلين عنها، بإستثناء حزب المواطنين الذي اعتذر عن الحضور نظرا لتعذر ذلك على ممثله.

وإلى جانب رشيد الراخا، حضر اللقاء “الأمازيغي- الإسباني” عن الطرف الأمازيغي عضوين في الحركة الأمازيغية بمدريد وهما “أحمد كمبو” و”مروان الجوري” مرفوقين بالأنثروبولوجي المعروف “أنطونيو أرنيز فيلينا”. أما من الجانب الإسباني فقد حضر اللقاء كل من “إيطور إيستيبان” عن الحزب الوطني الباسكي، و”جوردي روكا ماص” عن الحزب الشعبي الإسباني، و”إغناسيو سانشيز أمور” عن حزب العمال الإشتراكي الإسباني. كما حضر اللقاء المسؤول عن العلاقات الخارجية لحزب بوديموس، بالإضافة ل”جوان تاردا” عن حزب اليسار الجمهوري الكطلانوي و”جوردي كسولا” عن الحزب الديمقراطي الكطلانوي.

هذا وتناول المجتمعون حراك الريف وما يشهده من تطورات خطيرة خاصة الجانب المتعلق منها بانتهاك حقوق الإنسان وخرق القانون من طرف الدولة المغربية، بما في ذلك قمع الاحتجاجات والإفراط في استعمال القوة العمومية وشن حملة اعتقالات واسعة دون سند قانوني أو مصوغ مادي راح ضحيتها العشرات من المواطنات والمواطنين الذين لا زالوا رهن الإعتقال بتهم خطيرة تتعلق بأمن الدولة، فيما يجمع كل الحقوقيين على كونه يمثل نكسة خطيرة وتراجعا حقوقيا كبيرا تؤشر على عودة الدولة إلى ما يسمى بسنوات الرصاص في السبعينيات من القرن الماضي حيث كانت السلطات تعتقل المعارضين والمحتجين وتكدسهم في معتقلات سرية وتستعمل القضاء لإصدار أحكام قاسية ضدهم، وتنكل بهم.

وطالب الراخا الأحزاب الإسبانية بالتدخل قصد الضغط على الحكومة المغربية من أجل احترام حقوق الإنسان والقانون، مشيرا في هذا الصدد إلى اتفاقية الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي وقعت بين إسبانيا والمغرب في سنة 1991 ودخلت حيز التنفيذ في 28 يناير 1993، خاصة المواد المتعلقة منها بالتزام الرباط بالعمل على حماية واحترام حقوق الإنسان والحريات بمختلف أنواعها ونبذ التمييز بكل أشكاله، مشددا على السياسيين الإسبان بأن يساهموا في إفهام المسؤولين المغاربة بكون إنجاح الإنتقال الديمقراطي على غرار التجربة الإسبانية هو الخيار الوحيد لحكام المغرب للحفاظ على استقرار البلاد وحماية المصالح العليا للوطن والشعب.

في نفس الصدد، ندد “الراخا” بالمقاربة الأمنية الحادة التي تنهجها الدولة المغربية ضد حراك الريف، وكذا محاولة مختلف مسؤوليها ممارسة سياسة الهروب إلى الأمام، وذلك عبر التنصل من انتهاك حقوق المواطنين والتعبير عن الغضب من المس بكرامتهم مع التأكيد على مشروعية مطالبهم في وسائل الإعلام، وفي نفس الوقت يواصل هؤلاء المسؤولين سياسية الإعتقالات والقمع ويرفضون أي استجابة لمطالب المواطنات والمواطنين الذين يحتجون طيلة ثمانية أشهر على نحو سلمي لقي إشادة وطنية ودولية.
من جانبهم تجاوب ممثلي الأحزاب الإسبانية مع تلك المطالب مؤكدين على أنهم سيتدخلون لدى حكومة بلادهم لكي تعمل وزارة خارجية بلادهم في ما يخص قضية حراك الريف بفعالية أكبر، بهدف دفع الدولة المغربية إلى وقف كل الخروقات التي تمس بحقوق وحريات المواطنات والمواطنين كما هي متعارف عليها دوليا وكما هي منصوص عليها في الإتفاقيات التي تجمع بين المغرب واسبانيا والتي التزمت الدولة المغربية بالحرص على تنفيذها، بالإضافة إلى دفع الحكومة المغربية للتجاوب مع المطالب المشروعة للمواطنين وحماية حقهم في الإحتجاج السلمي والإفراج عن المعتقلين.

يذكر أن التجمع العالمي الأمازيغي، وقبل الاجتماع مع الأحزاب الممثلة في البرلمان الإسباني كان قد عقد عدة لقاءات في العاصمة البلجيكية بروكسيل مع المسؤولين الأوروبيين، وضمنهم رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، بيير أنطونيو بانزيري، وذلك يوم الثلاثاء 27 يونيو 2017. بالإضافة إلى اجتماع مع المسؤولين الأوروبيين عن جهة شمال إفريقيا والسياسة الخارجية لجنوب البحر الأبيض المتوسط في مندوبية العلاقات الخارجية الأوروبية، يوم 29 يونيو 2017، بمقر مفوضية الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية بالعاصمة البلجيكية بروكسيل وجاء ذلك الاجتماع بتعليمات من الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغيريني، هذه الأخيرة التي وجه إليها رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا، رسالة بكل ما يتعلق بحراك الريف والإنتهاكات التي يتعرض لها المواطنون في المنطقة.

أمدال بريس/ ساعيد الفرواح

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *