شكلت سنة 2009 سنة حاسمة في مسار محمد مماد المهني، حيث كان على موعد مع تعيينه كمدير مركزي بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مكلف بالقناة الأمازيغية.
واعتبر مماد، حسب ملخص اللغة العربية للنسخة الفرنسية للاستجواب الذي أجرته جريدة العالم الأمازيغي مع الأستاذ محمد مماد المدير المركزي بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مكلف بالقناة الأمازيغية، أن هذا التكليف جاء تتويجا لمسار أكاديمي ومهني، شكلت تجربته في القناة الثانية كصحافي ورئيس التحرير العمود الفقري في هذا المسار، تنقل فيه من صحافي إلى رئيس تحرير ليتقلد بعد ذلك منصب مدير مكلف بالنشرات التلفزيونية والمجلات الإخبارية باللغتين العربية والفرنسية.
ويرى مدير القناة الأمازيغية أن قناة “الثامنة” الأمازيغية التي تأسست سنة 2010، وبالرغم من أن ظروف نشأتها كان محاطة بمجموعة من الصعاب من بينها قلة الموارد البشرية المؤهلة وبعض القيود اللوجيستيكية والتقنية،فإنها استطاعت أن تصل إلى مرحلة تحقيق الذات، بل تفوقت في تشكيل هوية مستقلة واحتلال مكانة بارزة في المشهد السمعي البصري المغربي.
وأكد مماد أن القناة الثامنة تمكنت من وضع توليفة موفقة لكل مكونات الثقافة المغربية، وحققت مبدأ “قناة كل المغاربة” الذي شكل منذ البداية شعارا للقناة الأمازيغية، واستطاعت أن تكون في مستوى تطلع جمهورها وتمكنت من رفع عدد مشاهديها تدريجيا، لأنها لامست جميع شرائح المجتمع المغربي، وناقشت مواضيع آنية مرتبطة بالاقتصاد والمجتمع والثقافة والتعليم والسياسة والفن.
وأضاف محمد مماد أن “الثامنة” ارتقت فعلا إلى مستوى “الخدمة العمومية” بامتياز، وواكبت التحولات العميقة التاريخية والحاسمة التي مرت بها بلادنا، وهو ما دفع بإدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إلى العمل على مزيد من تطوير هذه المؤسسة الإستراتيجية عبر تحديث هياكل القناة وتجديد بنيتها، وهو ما أدى إلى توسيع دائرة جمهورها داخل وخارج الوطن.
واعتبر أخيرا، أن اللغة والثقافة الأمازيغية أخذت المسار الصحيح، وقطعت أشواطا مهمة، وتمضي تدريجيا لتحقيق الأفضل مواكبة للتوجه الملكي الساعي للنهوض بالمكونات الثقافية للبلاد. والذي شكل مرجعية تأسيس القناة الأمازيغية وفق ما نص عليه الخطاب الملكي بخنيفرة “خطاب أجدير” سنة 2001، للنهوض بالثقافة واللغة الأمازيغية، والذي كان عماد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ومن بعده تم إدراج اللغة الأمازيغية كمادة للتدريس الابتدائي، ثم جاءت نشأة قناة “الثامنة” بتاريخ 4 مارس 2010 وكانت أول قناة سمعية بصرية أمازيغية هدفها الأساسي التطرق للثقافة واللغة الأمازيغيتين. وبعدها أضفى دستور 2011 طابع الرسمية على اللغة الأمازيغية.
إن هذا المسار، حسب مماد، يلزم جميع المغاربة بالانخراط الواعي في هذا الورش الذي يهدف إلى إنقاذ الإرث الثقافي، والعمل على برمجة مناهج وخطط عمل على المدى القريب والبعيد.