بعد مرور أحد عشر شهرا على وفاة الطفلة “إيديا” البالغة من العمر سنتين آنذاك، والتي تنحدر من جماعة تودغى العليا التابعة لإقليم تنغير، بسبب “الإهمال الطبي”، لا تزال اشغال مستشفى “إيديا” متوقفة.
ولا تزال ساكنة تنغير تعاني منذ سنوات من غياب مستشفى يتوفر على تجهيزات خاصة وأطباء أخصائيين، الأمر الذي أدى إلى عدد من المشاكل الصحية والوافيات بين الساكنة، أبرزها وفاة الطفلة إيديا، بعد نزيف دماغي لم ينفع معه علاج، بسبب خلل في جهاز “السكانير” بالمستشفى الإقليمي لتنغير الذي نقلت إليه بعد الحادث، كما أن الطبيب أخبر والديها أن حالة طفلتهم لا تدعو للقلق، لتتدهور بعد ذلك صحة الطفلة “إيديا” جراء استمرار النزيف داخل دماغها، ففارقت الحياة بعد نقلها إلى غرفة الإنعاش بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بمدينة فاس.
الحادث خلف غضبا عارما لدى الساكنة، وأدى إلى احتجاجات كبيرة في مختلف أنحاء المغرب، لمحاسبة المسؤولين، والتعجيل بإحداث مستشفى بإمكانياته الطبيبة بالمنطقة.
وقد تفاعلت وزارة الصحة مع الحدث بعدما أعطت الإشارة لبناء المركز الاستشفائي الذي سيقام على مساحة ست هكتارات وفق معايير هندسية ومعمارية حديثة، بطاقة استيعابية قدرها 120 سرير ويتكون من عدة أقسام ومصالح من بينها: المستعجلات، قسم الأشعة، مختبر التحليلات الطبية المركب الجراحي، جراحة العظام، جراحة الولادة وأمراض النساء، الجراحة العامة، جراحة العيون وجراحة الأنف والحنجرة، قسم الإنعاش، قسم المواليد الجدد، وقسم الفحوصات الخارجية، معززة بوحدات مصلحية نذكر منها: مصلحة الصيانة البيو طبية، مصلحة التعقيم، مصلحة الدعم والمساعدة، مصلحة الاستقبال، وحدة الصيدلة، مستشفى النهار، قسم الترويض الطبي، مركز لتصفية الكلي، فضلا عن مشرحة للأموات ومقر لمديرية المستشفى.
يذكر أن وزير الصحة، الحسين الوردي، قد قام بتدشين المستشفى بعد احتجاجات كبيرة في مختلف أنحاء المغرب، لمحاسبة المسؤولين، والتعجيل بإحداث مستشفى بإمكانياته الطبيبة بالمنطقة بعد الحادثة بأسابيع قليلة.
ففي الوقت الذي لازال الكثيرون ينتظرون ميلاد هذه الوحدة الطبية الحيوية، يتساءل عدد كبير من ساكنة تنغير حول ما إذا تحول هذا المشروع إلى “جعجعة أُريد بها إخماد غضب التنغيريين”.
أمضال أمازيغ: سعيد فاتح