حتى الجيل الصاعد يحفظ أغانيه ومتشبث بمساره النضالي..
تمر اليوم الذكرى الـ20 لاغتيال الفنان القبائلي معتوب لوناس، وذلك في 25 جوان 1998 بالمكان المسمى ثالة بونان على الطريق المؤدي إلى بني دوالة.
ورغم مرور عقدين من الزمن، فإن اسم معتوب لايزال يتردد على ألسنة جميع القبائليين الذين أثبتوا مع مرور الزمن مدى تعلّقهم الكبير بأغانيه ورفعوا راية لا للنسيان، هذا الفنان الذي كرس حياته وضحى بالنفس والنفيس من أجل الدفاع عن الهوية والثقافة الأمازيغية والنضال من أجل الديمقراطية والحريات ليضل نضاله أبديا وقدوة يقتدى بها حتى جيل ما بعد معطوب.
لم تكن 20 سنة خلت عن اغتيال الفنان المتمرد سببا بالنسبة لسكان منطقة القبائل لطيه ضمن خانة النسيان، فهنا تسقط معادلة أن كل شيء قابل للنسيان مع مرور الزمن، بل وأكثر، تنقلب هذه المعادلة رأسا على عقب بعدما كانت كل هذه المدة برهانا آخر لإثبات مدى تعلق المنطقة بكبيرها وصغيرها بهذه الشخصية، التي استطاعت أن تكسب ود وحب حتى من لا يعرفونه من جيل ما بعد معطوب، الذين كانت أعماله وأغانيه كافية لجعله رمزا من رموز النضال الحر والديمقراطي والدفاع عن الهوية والثقافة الأمازيغية.
هؤلاء، ورغم أنهم ولدوا دون أن يعرفوه عن قرب وكبروا مع الغموض الذي لا يزال يطال حقيقة اغتيال الفنان، إلا أنهم لم يرضخوا لكل الحملات الشرسة التي تقودها أطراف معينة ومعادية لمنطقة القبائل الرامية إلى تطبيعها بانتزاع منها لقب حاملة مشعل النضال الحر بمحو الإرث الفني والغني، الذي تركه المتمرد، والذي كان وسيبقى مدى الحياة منبعا للنضال والدفاع عن القضية الأمازيغية عامة. فشعبية معطوب اكتسبها في حياته ليس لشيء آخر سوى أنه نجح في تمثيل الأغنية القبائلية الملتزمة، ودافع عن كل الفئات الاجتماعية المحرومة ورفض أن يسقط في كل المساومات التي عرضت عليه بغية إسكاته، ولا حتى التهديدات التي كان يتعرض لها في كل مرة، والتي لم تنقص من عزمه في استكمال مسيرته بل وبالعكس اتخذها مصدرا للقوة والشجاعة لإكمال درب الحق والطريق الذي اختاره منذ نعومة أظافره وهو النضال من أجل الهوية والثقافة الأمازيغية والديمقراطية.
هذه السمات ورثها تلقائيا جيل ما بعد معطوب، الذين هم في عقدهم الثاني من عمرهم كأقصى تقدير، وميزات جعلتهم يثبتون في كل مناسبة خصوصا عند إحياء ذكرى ميلاده أو اغتياله مدى تعلقهم الكبير بفنانهم الغائب جسديا والحاضر فنيا في أذهانهم وقلوبهم، كيف لا وهم يحجون بالآلاف إلى قرية مسقط رأسه توريرث موسى ليقولوا له وهم يقفون على قبره نحن على دربك نسير ولعهدك وافون، وليوجهوا رسالة أمل لعائلته وأمه نا علجية بالتأكيد على أن الوناس يخلد خلودا أبديا في قلوب جميع سكان منطقة القبائل الذين ضموا صوتهم إلى صوت والدته المناشد لمعرفة حقيقة اغتيال فلذة كبدها ومحاسبة الأطراف المتورطة قبل أن تفارق الحياة، والإعلان عن مساندتهم المطلقة لشقيقته مليكة معتوب بطلبها العدالة الجزائرية وبعد 20 سنة بإعادة فتح ملف اغتيال الفنان الذي اعتبرته اغتيالا سياسيا يجب تسليط الضوء عليه وإظهار الحقيقة.
*المحور اليومي