نود التقدم بجزيل الشكر للأستاذ والناقد الروائي سعيد يقطين على مجهوداته الكبيرة والمتواصلة مند أكثر من 20 سنة، في رفض ومقاومة تطورات الشأن اللغوي والثقافي والهوياتي بالمغرب، مند الخطاب الملكي بأجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وخاصة خلال الانتفاضة غير المباركة رفقة بعض الباحثين القوميين والمهتمين بالأدب العربي، من خلال بيانهم اللاديمقراطي السيء الذكر، ضد دسترة وترسيم اللغة الأمازيغية في دستور سنة 2011. ثم الاستمرار في مقاومة مأسسة تدبير التعدد اللغوي والتنوع الثقافي الوطني، وبدل جهود مضنية في تطوير الصيغ الحطابية والنفسية والحجج الواهية وصك الاتهامات لتجديد نفس المقاومة وسرد الخطابات القديمة من أجل التشكيك في هذا التحول والتدبير الديمقراطي والحقوقي والعلمي، وفي كيل التهم والأحكام والتصنيفات المجانية والمجانبة للصواب، للباحثين والمدافعين والعاملين من أجل إرساء هذه الخيارات السياسية والمؤسساتية والثقافية التي أقدمت عليها الدولة المغربية، وتفعيلها في كل مجالات الحياة العامة والانتاج اللغوي والأدبي والفني والعلمي.
نشكره لأنه من القلائل الذين استطاعوا الصمود والاستمرار بعناد على الجبهة الأمامية للمقاومة، والاجتهاد في ابتكار الافتراءات وأساليب التحجيم والتخويف، والتتبع الهواسي للاصطياد في الماء العكر، والتحايل على الواقع والتطور الزمني والإدراك العلمي الموضوعي، حيث أكد أنه سيبقى على العهد والوفاء لفكر وإيديولوجية الهيمنة والإقصاء والتوحيد والتأحيد القسري لفائدة اللغة والثقافة العربية، وأدبها وانتاجها ونقدها، وضد الأمازيغية والمكونات اللغوية والثقافية الأخرى. كما أكد أنه سيظل يقاوم رغم كل التطورات والتدابير والتحولات والانتاجات التي تجري أمامه وتحت أعينه المراقبة، وكل محاولات مصالحة المغرب مع واقعه الاجتماعي وتاريخه الحقيقي الممتد لألاف السنين، ولو بقي وحده وسلاحه في ذلك تحكيم النوايا وتبخيس الأعمال والتصدي لحركية التاريخ والتذكير بالانتماء والوحدة الايديولوجية، مرضاة المشرق ومؤسساته ودور نشره ولجن جوائزه.
ونشكره لأنه استطاع أن يشكل حالة قائمة الذات، تتوفر فيها كل مواصفات وشروط الدراسة العلمية والثقافية، نيابة عن الأخرين الذين ربما اهتدوا إلى الحقيقة والانصاف أو تعبوا في مقاومة الحقائق واستسلموا للأمر الواقع والصائب، وذلك لفهم وتفسير ظاهرة “القوميون العرب بالمغرب، ومقاومة دسترة ومأسسة الأمازيغية وتدبير التعدد اللغوي والتنوع الثقافي الوطني”.
نتمنى لسي سعيد عمرا مديدا، للاستمرار في المقاومة إلى أخر رمق والتشكيك والتصدي لهذه الخيارات والتدابير الديمقراطية والحقوقية ولمأسستها وإرسائها في التعليم والثقافة والقضاء والإدارات والإعلام، وفي البحث العلمي اللغوي والتاريخي والعلوم إنساني والابداع الأدبي والفني، وفي فضاء المجتمع ومناحي الحياة العامة الوطنية في بلادنا المغرب.
وهذه بعض عناوين مقالاته التي تختزل ما ذكر، لمن أراد دراسة الحالة، دراسة سوسيو نفسانية، واستخلاص النتائج:
من اليسراوية إلى الأمازيغوية، من يدرس باللغة التي تريدون؟ الحركة الوطنية والتعريب، هل تعرف من أنت؟ إنك أنا! تاريخية التعريب، الحقد الثقافي والعمى الإيديولوجي، أية وحدة… وأي تعدد؟ يقطين: وعي مدافعين عن الأمازيغية “زائف”، العنصرية الثقافية…