مكسب لأول مرة للأمازيغية بالمغرب: امتحان الكفاءة المهنية يتضمن “ديداكتيك الأمازيغية”

يحدد المرسوم رقم 403-04-2 الصادر في تاريخ 29 من شوال 1426 (2 دجنير 2005)، شروط إرتقاء موظفي الدولة في الدرجة أو الإطار، حيث يفيد المرسوم المذكور أن التَّرقِّي يكون إما عن طريق امتحان الكفائة المهنية في حدود 13% سنويا (ابتداء من فاتح يناير 2012) من عدد الموظفين المتوفين على الأقل على أقدمية ستة سنوات في الدرجة، أو بالاختيار حسب الاستحقاق، بعد التقييد في جدول الترقي بالنسبة للموظفين الذين يتوفرون على أقدمية 10 سنوات في الدرجة.

في التصريح الذي خصه الاستاذ والباحث المهتم بالقضايا الأمازيغية “مصطفى مروان”، لجريدة “العالم الامازيغي”، إعتبر اجتياز أساتذة اللغة الأمازيغية لامتحان الكفاءة المهنية في مادة ديداكتيك اللغة الأمازيغية، ضمن اختبار ديداكتيك المواد المدرسة بالسلك الابتدائي لولوج إطار أستاذ التعليم الابتدائي من الدرجة الأولى (السلم 11) دورة شتنبر 2018، مكــســب مُفرح ويستحق التنويه.
وأضاف الباحث أن “ديداكتيك الامازيغية كان من بين المطالب المستعجلة لأساتذة التخصص، بل طالما طلبوا انصافهم أسوة بزملائهم اساتذة المواد الأخرى، وهو أيضا مطلب جاء بعد مسار طويل من المرافعة والنضال من طرف الأستاذ ـ محمد المعين ـ و زملائه أساتذة التخصص المقبلين على اجتياز هذا الاختبار”.

مشيرا “مصطفى مروان” أنه من غير المنطقي وغير المقبول أن يدرسوا مادة اللغة الأمازيغية ومن أجل الترقي يتم اختيارهم في مواد أخرى (الفرنسية و الرياضيات أو العربية والنشاط العلمي)؛ هو مكسب إذن يجب تحصينه في انتظار تحقيق مكاسب أخرى، فكما هو معلوم أساتذة تخصص الأمازيغية يعانون كل بداية موسم دراسي جديد من التعسف والشطط في استعمال السلطة، حيث يعمد بعض مدراء المدارس والمديريات الإقليمية إلى تكليفهم كتابيا أو شفويا لتدريس المزدوج (العربية أو الفرنسية)، بالرغم أن هذا التخصص يعاني من خصاص مهول يقدر بأكثر من 14000 أستاذ (ة).
مشيرا أن أساتذة الأمازيغية تكونوا وتخرجوا وعينوا كاساتذة اللغة الأمازيغية لا لغة أخرى، إضافة إلى مشكل استعمالات الزمن الرهينة بمزاجية الإدارة وتوافق أساتذة المواد الأخرى، والقاعة والفضاء ذو الصبغة الأمازيغية المحروم منها الأستاذ وتلاميذته، حيث يتنقل الأستاذ يوميا بين القاعات، علاوة على مشكل النقص الحاد في الكتب المدرسية.

من جانبه ندد “ياسين البزاز” في تصريحه لجريدة “العالم الامازيغي” بصفته أستاذ اللغة الامازيغية بثانوية مولاي اسماعيل الاعدادية، التابعة للمديرية الاقليمية لمدينة الخميسات، حرمانه من امتحان “ديداكتيك الامازيغية” من طرف مدير المؤسسة، والذي إمتنع عن فتح الظرف المخصص للإمتحان بالامازيغية بذريعة غياب أي أستاذ طلب الامتحان المخصص للأمازيغية.

ويضيف “ياسين البزاز” أنه “منذ سنوات خلت ونحن كمهتمين بتدريس الامازيغية وادراجها في اسلاك المنظومة التربوية افقيا وعموديا، وكناشطين في الجمعيات الاقليمية لمدرسي الامازيغية وكذلك في الكنفيدرالية المغربية لمدرسات ومدرسي اللغة الامازيغية، ننادي ونطالب بادراج لغتنا في امتحان الكفاءة المهنية، إذ لا يعقل أن تمتحن استاذا يدرس هذه المادة منذ سنين طويلة او تلقى تكوينه الاساس في اللغة الامازيغية في مادة غير تخصصه”.

هذا ويردف “ياسين” أن هذه السنة تم إدراج الامازيغية في امتحان الكفاءة الامازيغية وهي بادرة أكثر من حسنة ونشجعها ونصفق لها وهي خطوة جيدة للرقي بتدريس الامازيغية وتطويرها، إلا أنه حسب تعبيره “لازالت هناك جيوب مقاومة تمارس كل اشكال الميز ضد الامازيغية فأنا شخصيا ترشحت لاجتياز امتحان الكفاءة المهنية هذه السنة وأنا المتخصص في تدريسها ولم يكن لي علم بإدراجها لاول مرة في هذا الامتحان، فقد كنت أظن أنه سيكون مثل سابقيه أي أننا سنمتحن فقط في العربية والفرنسية والمواد العلمية، لكن عندما وزعوا علينا ورقة تشرح كيفية اختياز مواضيع الاختبار، فوجئت بوجود الامازيغية، لأطلب من أستاذة وأستاذ مكلفين بالتوزيع، إمدادي باختبار اللغة الامازيغية فقالوا “انها غير مدرجة وأن ورودها في ورقة التعليمات لا يعدو اشهارا وترويجيا اعلاميا من بعض الاطراف لا اقل ولا أكثر”.

مضيف “رضخت لأمر الواقع فاجتزت الامتحان في مواد أخرى، وبعد اقتراب انتهاء المدة الزمنية لاجراء الامتحان جاء مدير المركز يتفقد الاجواء فسألته عن الامازيغية فاجابني بأنها موجودة ولكن لا أحد طلبها وبالتالي لم نفتح الظرف، لكن بعد إصراري على رؤية موضوع الامتحان وحملته مسؤولية عدم فتح الظرف وتوزيع اختبار الامازيغية أجابني بالقول ــ سير شكي في النيابة ــ” حسب شهادة أستاذ اللغة الامازيغية “ياسين البزازا.

في التصريح الذي خصه “محمد المعين” استاذ التعليم الابتدائي تخصص الامازيغية بمدينة ورزازات، لجريدة “العالم الامازيغي”، أبدى فيه شكره للجريدة على الالتفاتة وعلى الاهتمام الذي توليه للقضايا الامازيغية بشكل عام، وقضايا التربية والتكوين بشكل خاص، مشيرا قبل الخوض في الحديث على تجربته مع الامتحان المهني لولوج الدرجة الاولى – اطار اساتذة التعليم الابتدائي (تخصص الامازيغية)، أنه كان دائما يطرح سؤالا على نفسه وعلى الفاعلين التربويين إن كان سيجتاز الامتحان ضمن تخصص الامازيغية فقط؟ أم سيمتحن في مختلف المواد كباقي اساتذة المزدوج (العربية او الفرنسية وجوبا والنشاط العلمي او الرياضيات وجوبا)؟.

علما بتعبير “محمد المعين” أن عدد الاساتذة الذين يتوفرون على شروط اجتياز الامتحان ضمن تخصص الامازيغية – على حد علمه- لا يتجاوز استاذين بالمغرب، “فكان توجسي ان يتم اغفالنا، فبادرت الى الاستفسار لدى مصلحة الامتحانات بالمديرية الاقليمية وبالوزارة عن وضعيتنا كأول فوج سيجتاز الامتحان المهني، وبعد سلسلة من الاتصالات والاستفسارات تأكد لي شفويا من الوزارة ان الامازيغية ستكون حاضرة في الامتحان المهني رغم عدم ادراجها في مذكرة الإطار المنظمة للامتحان لسنة 2018، فاطمأن قلبي رغم ان الأمر يبقى غير ذي رسمية. وهكذا والى حدود اليومين الذين يسبقان الامتحان المهني تمالكتني توجسات عدة ان لا يتم الالتزام بالوعد، ضغوطات نفسية نالت مني رغم اصراري على التركيز على الاهم وهو اجتياز الامتحان مهما كانت المواضيع المقترحة”.

في يوم الامتحان يضيف “محمد المعين” اجتزت “اختبار في المجال البيداغوجي والممارسة المهنية إسوة بباقي المترشحين في جميع التخصصات و بعد الزوال دقت ساعة الحسم بتوزيع الاساتذة المراقبين لأوراق الامتحان والتي كانت كثيرة للغاية نالت من وقتهم الكثير لتوزيعها و عددها (11) في البداية توصلت باختبار ديداكتيك العربية ثم اختبار ديداكتيك الفرنسية ، بدت لي اوراق مختلفة التشفير بين يدي المراقب، تنفست الصعداء فتيقنت انها ـ تيفناغ ـ وبالفعل جاء دور اختبار ديداكتيك الامازيغية والذي كان على ثلاث صفحات (ثلاث وضعيات اختبارية لمدة 3 ساعات) ، وضعت اوراق الاختبارات الاخرى جانبا بعدما قرأت في ورقة توجيهية ان اختبار الامازيغية خاص بمتخصصي الامازيغية وانهم غير مطالبون بالإجابة على أي اختبار آخر. تفاجئ جميع الممتحنين بتلقيهم لإختبار ديداكتيك الامازيغية لأول مرة، بدأت أقرأ الإختبار وأجيب على الأسئلة وفي لحظة دخل احد الملاحظين فنادى على اسمي رفعت اصبعي فسألني ان كنت متخصص في الأمازيغية وقال للجميع انني الوحيد المعني بالإجابة على الموضوع وانهم غير مطالبين بذلك؛ انتهيت من الامتحان قبل نهاية الوقت ب 10 دقائق سلمت ورقتي للمراقبين، وهم مستغربين ان كانت الأمازيغية تستحق كل هذا الوقت والإعداد..؟ انتهى سيناريو الامتحان المهني بنشوة النجاح قبل النجاح”.

يشار أن “إمتحان الكفاءة المهنية” تنظمه الإدارة العمومية لفائدة موظفيها كل سنة من أجل تقييم كفاءاتهم المهنية و ترقية المرشحين الناجحين.

أمضال أمازيغ: حميد أيت علي “أفرزيز”

 

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *