منظمة نسائية تراسل رئيس النيابة العامة وتُعبر عن استيائها من الحكم الصادر في قضية اغتصاب جماعي لطفلة قاصر بتيفلت

وجه اتحاد العمل النسائي وشبكة مراكز النجدة رسالة مفتوحة إلى الرئيس المنتدب للسلطة القضائية والسيد رئيس النيابة العامة عقب ما أثاره الحكم القضائي الصادر في قضية اغتصاب جماعي لطفلة قاصر والذي قضى على ثلاثة متهمين بعقوبات لا يتجاوز أقصاها سنتين حبسا نافذا من أجل جناية التغرير بقاصر وهتك عرضها بالعنف، من “استياء واستنكار و صدمة لنا و لكل الغيورين و الغيورات على طفلات بلادنا”.

وأكد المكتب التنفيذي في رسالته أن “تمتيع المتهمين باغتصاب طفلة دون سن التمييز القانوني بأقصى ظروف التخفيف و جعل جزء من العقوبة الحبسية موقوف التنفيذ لاعتبارات مرتبطة بشخص المتهمين و بمستوى خطورة الفعل التي هي في الأصل ظروف تشديد واضحة و ثابتة، يعبر للأسف عن ممارسة قضائية مختلة و مناقضة لأسس الأمن القضائي و لكل المجهودات التي يبدلها المجتمع المدني و الدولة بمختلف مؤسساتها الدستورية السياسية و الحقوقية و القضائية لحماية حقوق الأطفال و تكريس الحقوق الإنسانية للنساء من خلال الإرادة المعبر عنها في مختلف مراكز القرار والتي تروم تقوية قواعد سياسة جنائية فعالة و رادعة للقطع مع كل الممارسات و الأفعال و السلوكات المفضية الى الإفلات من العقاب ، و كذا مع نزوعات الانحياز لظروف المتهم عندما تكون الضحية في وضعية هشاشة بسبب جنسها و حداثة سنها و انتمائها الاجتماعي المثقل بالعزلة و القهر و الفقر”.

وأضاف نص الرسالة ان “التساهل البادي في حيثيات الحكم و منطوقه مع مغتصبين عبثوا بجسد طفلة باتفاق و تواطئ و تناوب بينهم يعيد التساؤل حول مفهوم السلطة التقديرية و حدودها و النتائج الخطيرة التي تترتب عنها عند الميل غير المبرر لانتقاء مقتضيات قانونية دون غيرها من القانون الجنائي بشكل يبرر أفعال جرمية في غاية الخطورة و البشاعة، و يلغي الحماية الجنائية للطفلات و يستبيح أجسادهن و كرامتهن و انسانيتهن ، و يستكثر عليهن انزال العقوبة الجنائية المقررة قانونا رغم ان الامر يتعلق باغتصاب بشع نتج عنه حمل وولادة، و ذلك بتأويل متعسف لمعنى خطورة الفعل حيث يرى في العقوبة كونها قاسية ضدا على قصد المشرع بما يشكله كل ذلك من انتصار للمغتصبين على حساب طفلة هي أولى بالحماية والاعتبار “.

وأشار المصدر نفسه إلى أن “تمتيع المغتصبين بظروف التخفيف اعتبارا لظروفهم الاجتماعية وتغيب تداعيات الاغتصاب على الضحية، وعدم استحضار حجم المآسي والمشكال التي ستواجهها هي وابنها طوال حياتهما سواء على المستوى النفسي أو الجسدي أو الاجتماعي يشكل حيفا آخر ينضاف لمعاناة الضحية”، مضيفا أن “مثل هذه الأحكام التي تساهم في إفلات المغتصبين من العقاب قد تؤدي الى التطبيع مع جريمة الاغتصاب والتشجيع على الاعتداءات الجنسية بمختلف أنواعها ضد النساء والفتيات، مما سيؤدي الى استفحال الظاهرة وتقويض كل الجهود المبذولة في هذا المجال”.

وقالت المنظمة النسائية، إن “الحكم الصادر ضد المغتصبين يشكل اجتهادا خارج سياق مغرب اليوم بعيدا عن مكتسبات النص الدستوري في باب الحماية الجسدية والنفسية للطفلات، وغير آبه بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة، ولا علاقة له بقواعد العدل والانصاف التي هي أساس العدالة الجنائية وقوامها”.

وعبر المكتب التنفيذي لاتحاد العمل النسائي في رسالته المفتوحة عن “استيائه الشديد لما يمثله الحكم أعلاه من ظلم وانتهاك لحقوق طفلاتنا وتشويش على المكتسبات المحققة في المجال”، مطالبا رئيس النيابة العامة “بإعمال سلطاتكم التي يخولها لكم الدستور والقانون وفق ما يوطد الثقة في القضاء ويسمو بمعنى الامن القضائي ويحمي الحقوق والحريات “.

منتصر إثري

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *