تواجه الجامعات المغربية تحديات كبيرة تتعلق بمدى ارتباطها بقضايا المجتمع المحلي وتقديم حلول علمية لمشاكله المتعددة. يرى الأستاذ سعيد بنيس أن على الجامعات أن تلعب دورًا أكثر فاعلية في تحليل الظواهر الاجتماعية التي تؤثر بشكل مباشر في البيئة المحلية، وأن تسهم في إيجاد الحلول التي تعزز من تأثيرها الإيجابي على المجتمع.
يشير بنيس إلى أن التركيز الحالي في الإصلاحات الجامعية ينصب غالبًا على مواءمة المخرجات مع متطلبات سوق الشغل، في حين يتم إهمال المقاربة الترابية. هذا الإهمال يؤدي إلى تجاهل المشاكل المجتمعية المرتبطة بالبيئة المحلية ومنظومة القيم، والتي يجب أن تكون جزءًا من أهداف الإصلاح الجامعي.
يؤكد بنيس أن البحث العلمي يجب أن يركز على دراسة ظواهر اجتماعية مثل الانتحار، المخدرات، التسول، العنف، التحرش، الجفاف، والأمن المائي، بالإضافة إلى المشكلات الصحية المتجددة كمرض الليشمانيا والسل. غياب هذه القضايا عن الأجندة البحثية يجعل الجامعات تبدو منفصلة عن محيطها المجتمعي، ويفقدها دورها كمؤسسة قادرة على تقديم حلول عملية.
الحل، بحسب سعيد بنيس، يكمن في خلق “جامعة جهوية مواطنة”، تستمد قوتها من انخراطها في قضايا بيئتها المحلية، وتسعى لتكون مركزًا لإنتاج المعرفة وإيجاد الحلول التي تواجه المجتمع، مما يعزز دورها كقاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.