مما لا شك فيه أن في التاريخ أجوبة عن الحاضر واشكالياته، وبالتالي العودة إلى الماضي والنبش فيه يغني الذاكرة، ويؤسس للمستقبل الزاهر لكل أمة.
وبما أن آفة الأمية الأبجدية العربية قد نخرت مجتمعنا البدوي والقروي، مما كان وراء غياب الكتابة والتدوين في أهم مراحل تكون وتشكل المجموعات السكانية بمختلف مناطق سوس العالمة ، واكتفت عناصر المجتمع بالشفوي وتوريث الأجيال المحافظة على التراث المادي واللامادي وتاريخ وحضارة وثقافة وادب وفنون كل مجتمع على حدى، وإن ضاع منه الكثير بسبب النسيان والوفاة، وغياب التدوين والكتابة التي تحافظ على المادة الأساسية والخام في الأدب والعلوم ومناحي الحياة .
وبعد تطور مجتمعي في الكتابة والتدوين والتوثيق ، لابد من الإنخراط الفعلي والميداني من طرف باحثين وأساتذة وطلبة في مشروع كتابة تاريخ المنطقة والغوص في بحار الحضارة القروية لسوس.
هذا التاريخ الغامض والحامل لأسرار كبيرة وكثيرة، والذي يشمل الإنسان وما يخفيه من طقوس وابداعات وعمل وتجارب إنسانية من المجحف تركها تموت مع الاجداد أو ما بقي منه حيا ، والمجال وما يخفيه من انتاجات وأعمال ومواضيع كبرى تستحق العمل والاشتغال عليها.
إننا أمام ورش كبير، يتطلب المهنية والاحترافية وأصحاب الإختصاص مسلحين بالوطنية، الغيرة والرؤية المستقبلية ، ومناضلين يحبون هذه الرقعة الجغرافية الغنية، ومستعدون لتقديم واجب الوفاء للوطن من باب إعادة كتابة التاريخ وإنصاف كل بقاع هذا الوطن.
لقد سبق إلى ذلك غربيين تحث طلب دولهم من أجل بسط النفوذ على هذه المنطقة فأنتجوا أعمال كبرى، كانت سببا لغزو المغرب ، وبسط النفوذ عليها، والتمكن منها في عز الأزمة المالية والاقتصادية والسياسية، يمكن الإعتماد عليها قبل أن يتم إنتاج أعمال مغربية سوسية بإمتياز.
إنها مسؤوليتنا جميعاً ، لكن بنسب متفاوتة ، تضع الباحث والأستاذ والطالب أصحاب الخبرة والأدوات العلمية والبحثية، والدولة من خلال توفير الدعم المادي و المعنوي للمصالحة مع تاريخ المنطقة العالمة سوس، وهي مسؤولية المجالس المنتخبة حسب ما توفره الميزانية العامة السنوية من دعم مادي، وكل هذا من إتمام مسيرة باحثين سابقين أسسوا لمنهجية الإشتغال على تاريخ المنطقة، وحققوا أهداف لا يمكن تجاهلها.
تاريخنا أمانة يجب المحافظة عليه، وتدوينه ، ووضعه رهن إشارة الأجيال الصاعدة من أجل حاضر ومستقبل هذا الوطن.
الحسن بنضاوش
جزاكم الله خير الجزاء
مبادرة طيبة من قبلكم
الفكرة دائما ما تخالج دهني وتمنيت فعلا أن يتم تجميع ناريخنا وثقافتنا و تراثنا وحدة صفنا من أجل النهوض بمنطقتنا الغاليه على قلوبنا.