أكدت رئاسة الجمهورية التونسية وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، عن عمر يناهز 93 عاما، صباح اليوم الخميس على الساعة العاشرة و25 دقيقة بالمستشفى العسكري بتونس، وذلك بعد نقله إلى المستشفى العسكري يوم أمس الأربعاء بعد تدهور حالته الصحية وادخاله غرفة العناية المركزة.
وقالت رئاسة الجمهورية على حسابها الرسمي على موقع “فيسبوك” : “وافت المنية صباح اليوم الخميس… على الساعة العاشرة و 25 دقيقة المغفور له بإذن الله رئيس الجمهورية محمد الباجي قايد السبسي بالمستشفى العسكري بتونس“.
وكانت عائلة الرئيس التونسي قد أعلنت، أنه أُدخل إلى المستشفى مجددا، بعد مرور شهر تقريبا على الوعكة الصحية التي كان تعرض لها في يونيو.
وقال نجل السبسي لوكالة “فرانس برس” إن الرئيس التونسي “في العناية الفائقة في المستشفى العسكري بالعاصمة والأمور ليست على ما يرام”.
وتولى الرئيس التونسي الراحل، الباجي قايد السبسي، منصب الرئاسة في تونس في دجنبر 2014، بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية جرت بعد الإطاحة بحكم زين العابدين بن علي عام 2011.
وفاز السبسي على منافسه المعارض لحكم بن علي لفترة طويلة، منصف المرزوقي، في انتخابات شهدت استقطاباً حاداً بين الإسلاميين ومعارضيهم من مختلف التيارات.
وأكد حينها السبسي في خطاب الفوز في أعقاب حملة انتخابية شرسة على “أهمية المصالحة الوطنية” متعهداً بأن يكون رئيساً لكل “التونسيين رجالا ونساء“.
وللإشارة فقد ولد السبسي في 26 نونبر 1926 بالعاصمة تونس، وهو محام ورفيق درب للحبيب بورقيبة، أول رئيس لتونس عقب الاستقلال عن فرنسا.
وتولى مناصب وزارية عدة في عهد بورقيبة منها وزارات الخارجية والداخلية والدفاع.
وانضم إثر استقلال تونس عام 1956 إلى الحكومة مستشاراً لبورقيبة، قبل أن يعين مديراً عاماً لأمن الدولة.
ثم عين وزيرا للداخلية عام 1965، كما تولى وزارة الدفاع بين 1969 و1970.
وكان من الشخصيات البارزة في الحزب الدستوري، الذي كان الحزب الحاكم حتى نهاية عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، إلا أنه انسحب منه عام 1971 للمطالبة بإصلاحات سياسية.
وانضم عام 1978 إلى “حركة الديمقراطيين الاشتراكيين” الليبرالية المعارضة التي شكلها خصوصاً منشقون عن الحزب الحاكم.
وفي دجنبر 1980 عاد قايد السبسي إلى الحكومة كوزير معتمد لدى رئيس الوزراء محمد مزالي الذي سعى للانفتاح السياسي.
وعين في 15 أبريل 1981 وزيراً للخارجية وظلب في هذا المنصب لمدة ست سنوات. ومن أهم المهام الصعبة التي واجتهه في تلك الفترة انتزاع قرار من مجلس الأمن الدولي بإدانة الهجوم الجوي الاسرائيلي على أحد مقرات منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية.
وفي 1989 وبعد تولي زين العابدين بن علي السلطة في تونس، انتخب الباجي قائد السبسي نائبا في مجلس النواب ثم رئيساً لمجلس النواب حتى 1991.
ومع انتهاء ولايته كنائب عام 1994، عاد لممارسة مهنة المحاماة حتى تعيينه رئيساً للحكومة المؤقتة في تونس خلفا للوزير الأول المستقيل، محمد الغنوشي في 27 فبراير عام 2011.