نظمت جمعية موشي بنميمون للتراث اليهودي المغربي وثقافة السلام بالناظور، زيارة ذات طابع ثقافي وديني وتاريخي، لفائدة وفدٍ من الأساتذة والباحثين القادمين من مدينة مليلية المحتلة.
وشمل النشاط زيارة أماكن تاريخية في إقليم الناظور؛ من بينها فضاء الذاكرة للمقاومة وجيش التحرير بمدينة بني أنصار، حيث جرى التعرف على صور ملوك الدولة العلوية وتاريخهم ورجال المقاومة الريفية، وغيرها من صور الأرشيف والتراث المغربي. كما توجه الوفد إلى المزار اليهودي الإسلامي المشترك “ربي سعديا عداتي” أو “سيدي يوسف” بحي ترقاع، حيث تم التعريف بتاريخه ومميزاته وحياة هذا الولي الصالح.
وبقيادة اللجنة التنظيمية للجمعية سالفة الذكر، انتقل الوفد المليلي إلى زيارة الثكنة العسكرية بمدينة أزغنغان، حيثُ تولى الباحث في تاريخ الريف اليزيد الدريوش تقديم معلومات تاريخية حول هذه الثكنة والأحداث المرتبطة بها، قبل أن يقوم الوفد بجولة داخل فضاء الثكنة.
وزار الوفد نفسه، كذلك، مكتبة القمر العمومية التي شُيدت مؤخرا بالناظور، حيث تعرف على أروقة هذه المكتبة واطلع على الكتب التي تتوفر عليها صفوفها.
وفي النهاية، انتقل الزوار إلى كنيسة الناظور التاريخية “سانتياغو إلمايور”، حيث قدم كاهن الكنيسة معلومات تاريخية وهندسية على هذه المعلمة التي تكرس التعايش بالناظور.
عبد العالي الرحماني، رئيس جمعية موشي بنميمون للتراث اليهودي المغربي وثقافة السلام بالناظور، قال إن “الغاية من هذا النشاط هو التعريف بمعالم الناظور، التي تجمع بين ما هو تاريخي وثقافي وديني ووطني”.
وأوضح الرحماني، في تصريح له لجريدة العالم الأمازيغي، أن “النشاط شكّل فرصة ليطلع هذا الوفد، الذي يتكون من أساتذة وباحثين، على مدينة الناظور ومعرفة الكثير من التفاصيل المتعلقة بهذه المعالم وأخذ فكرة حولها”.
وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته “أن النشاط أيضا يهدف إلى تكريس قيم التعايش الثقافي والديني وربط أواصر التواصل والحوار البناء من أجل ترسيخ ثقافة السلام في إطار فتح الفرصة أمام الآخر للانفتاح والتقارب”، مؤكدا في الأخير أن “الجمعية تسعى دائما إلى خدمة هدفيْها الأساسيين؛ وهما التعايش والسلام”.
كما أعرب أيضا الفنان المسرحي والسينمائي فهد بوتكونتار “سيفاكس” بصفته مسؤول العلاقات الخارجية والتواصل عن نفس الجمعية في تصريح له لجريدة العالم الأمازيغي ان هذه الزيارة تتسم بطبعها الخاص الذي يجمع بين السياحة الثقافية والتاريخية والعيش المشترك بين كل الأطراف تحت سقف التعايش والسلام.
كما أن المغرب له السبق التاريخي في هذا الإطار، وله أيضا ذاكرة تاريخ.
نادية بودرة