بعد موجة غضب واستنكار، أوضحت ولاية أكادير المسؤولة عن إطلاق الهوية البصرية الجديدة للمدينة، أن “الهوية البصرية التي صممها الفنان التشكيلي محمد المليحي لمدينة أگادير أدت إلى تفسيرات غير دقيقة، أو مجانبة لما تمثله حقا”.
وقدمت في بيان صحفي “جملة من المعطيات حول المعايير التي تم اتباعها في تصميم «لوغو» مدينة أگادير، وإبراز بعض التفاصيل الفنية و الجمالية التي تعطي للهوية البصرية معناها الكامل، و كذا تقديم مفاتيح قراءة للرأي العام”.
وقالت إن الهوية المرئية الجديدة لأگادير تهدف إلى تجسيد التنوع الثقافي و الجغرافي للمدينة. “تمت مراعاة عدة متطلبات و قواعد و مراجع خلال تصميمها”.
وأشارت إلى أن اختيار المثلث متساوي الأضلاع كإطار «للوغو» هو بمثابة تكريم و اعتراف بمكانة الفنون الأمازيغية يشير هذا الشكل الهندسي إلى الخلالة أو الدبوس الأمازيغي، بينما تحيل الدائرة الموجودة في الأعلى إلى حلقة الخلالة. المثلث شكل هندسي مستخدم على نطاق واسع في الفنون الأمازيغية مع الأشكال المتعرجة و المعُيّنات ،وهي كلها حاضرة في الهوية المرئية للمدينة”.
و يمثل المثلث أيضًا الجبل، و«الإيغودار» )المخازن الجماعية التي اشتق منها اسم أگادير( وكذلك بعض الرسومات التقليدية لشجرة الأرغان. يهدف هذا الشكل إلى الإشادة بالفن و المعمار التقليدي للمدينة و حاضرتها، و يمثل المثلث أيضا الشكل الهندسي لفروع العلم الوطني.
في ما يلي البيان كاملا:
أخذنا بعين الاعتبار وجهات النظر المختلفة التي تم التعبير عنها بخصوص الهوية البصرية الجديدة لمدينة أگادير .
سواء أكانت إيجابية أم نقدية، فهي تسهم في في إثراء النقاش بتعددية الآراء و الأذواق، و يشهد هذا النقاش على تَطَلُّع مواطني المدينة إلى التمثيل المناسب لعاصمة جهة سوس ماسة، و عن اعتزازهم بالإنتماء لها.
يشكل هذا النقاش حدثًا عاديًا جدا، نظرا لردود الأفعال المتباينة التي تلي تبني «لوغوهات» جديدة على الصعيد العالمي. بإعتبار أبعادها الرمزية القوية و تعدد المعاني و القراءات الممكنة، يبقى هدف أي هوية بصرية هو تحفيز مخيلة الناظر و تشجيع التفاعلات و الإِسْتيعابات المختلفة التي تولدها الخصائص الجمالية والفنية والأسلوبية لها.
و إذ نؤكد على تشجيعنا الاختلاف في أوجه القراءات، نأسف لأن الهوية البصرية التي صممها الفنان التشكيلي محمد المليحي لمدينة أگادير أدت إلى تفسيرات غير دقيقة، أو مجانبة لما تمثله حقا. بغرض توضيح بعض النقاط التي تمت إثارتها، نود أن نقدم جملة من المعطيات حول المعايير التي تم اتباعها في تصميم «لوغو» مدينة أگادير ،و إبراز بعض التفاصيل الفنية و الجمالية التي تعطي للهوية البصرية معناها الكامل، و كذا تقديم مفاتيح قراءة للرأي العام.
تهدف الهوية المرئية الجديدة لأگادير إلى تجسيد التنوع الثقافي و الجغرافي للمدينة. تمت مراعاة عدة متطلبات و قواعد و مراجع خلال تصميمها:
– يجب أن يجسد «لوغو» المدينة هويتها و موروثها الثقافي المادي وغير المادي. هذا التراث، شأنه شأن الخصوصيات الثقافية للأقاليم الأخرى، يساهم في بلورة الهوية الوطنية، التي تتسم «بانصهار كل مكوناتها الأمازيغية،والعربية الإسلامية، والصحراوية الحسانية»، و تتغنى «بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية ،»طبقا لديباجة دستور المملكة، الذي شكل اعتماده سنة لحظة تاريخية، لتكريسه مكانة اللغة و الثقافة الأمازيغية بين المكونات الثقافية الأخرى للهوية الوطنية المغربية.
– يجب أن تنبثق الهوية البصرية للمدينة من العناصر الجمالية و الأشكال و الرموز التي تحيل على أگادير و موروثها الثقافي، مع أخذ انتمائها للصعيد الوطني بعين الاعتبار، فضلا عن تعدد الروافد الثقافية و الهوياتية للمدينة والبلد ككل. هذا التعدد يتمثل «في كل من البعد الامازيغي والبعد العربي والبعد الإفريقي والبعد الكوني»، وهي أبعاد «لا يمكن اختزالها في بعد أو نموذج واحد على حساب الأبعاد الأخرى»، كما أكد على ذلك ميثاق أگادير الموقع في عام ، والذي توج باعتماد دستور.
إن واجب تمثيل الروافد والمكونات الثقافية المختلفة التي بتكاملها وانصهارها تشكل هوية المدينة، هو الذي وجه تصميم «اللوغو» الجديد لأگادير. وتم التعبير عن هذه المكونات على النحو التالي:
– اختيار المثلث متساوي الأضلاع كإطار «للوغو» هو بمثابة تكريم و اعتراف بمكانة الفنون الأمازيغية يشير هذا الشكل الهندسي إلى الخلالة أو الدبوس الأمازيغي، بينما تحيل الدائرة الموجودة في الأعلى إلى حلقة الخلالة. المثلث شكل هندسي مستخدم على نطاق واسع في الفنون الأمازيغية مع الأشكال المتعرجة و المعُيّنات ،وهي كلها حاضرة في الهوية المرئية للمدينة. يمثل المثلث أيضًا الجبل، و«الإيغودار» )المخازن الجماعية التي اشتق منها اسم أگادير( وكذلك بعض الرسومات التقليدية لشجرة الأرغان. يهدف هذا الشكل إلى الإشادة بالفن و المعمار التقليدي للمدينة و حاضرتها، و يمثل المثلث أيضا الشكل الهندسي لفروع العلم الوطني. نود أن نذكر أن محمد المليحي، أحد رواد الفن الحديث بالمغرب، يعمل منذ الستينيات على الرسوم الأمازيغية. يتضح ارتباطه بهذه المنطقة من خلال الأعمال العديدة التي قام بها بأڭگادير بصحبة فنانين من حركة الدار البيضاء.
– اختير الخط الكوفي الهندسي )أو المربع( لكتابة اسم المدينة. من الناحية الجمالية، يكمل الكوفي الهندسي المثلث بفضل الإستقامة الحادة لحروفه و دقة زواياه. يعتبر الخط الكوفي واحدا من أقدم أشكال الخط العربي، تم استيعابه وإتقانه من قبل الحرفيين المغاربة، و تعد بعض المعالم المعمارية الوطنية التي تستخدم الكوفي الهندسي من بين أكثر روائع هذا الطراز الخطي شهرة في العالم.
يرمز استعمال الخط الكوفي في الهوية البصرية للمدينة إلى انتماء المغرب إلى المنطقة العربية الإسلامية، و يشير إلى تداول المعرفة في الحضارة الإسلامية التي لعب فيها المغرب دورا هاما، و ساهمت منطقة سوس ماسة بشكل كبير في ازدهارها كما يشهد التاريخ على ذلك.
تستحضر أيضا الهوية البصرية لأگادير، ككل، الوضع الجغرافي للمدينة : المثلث يشير إلى جبال الأطلس الصغير ،والدائرة الموجودة في الجزء العلوي هي تمثيل مبسط للشمس، بينما تشير الأمواج الموضوعة أسفل اللوغو إلى البحر و إلى مشروع محطة تحلية مياه البحر، التي ستلبي المتطلبات المستقبلية للمنطقة.
الهوية المرئية الجديدة للمدينة هي قبل كل شيء إشارة للتحول الحضري الذي تعرفه أگادير خدمة لسكان المدينة ،والمستثمرين الذين يؤمنون بإمكانيات و مقومات أگادير ومنطقة سوس ماسة.
و في الختام، فإن أي تشابه بين «لوغو» مدينة أگادير و هويات بصرية أخرى لا يمكن إلا أن يكون صدفة، ويرجع ذلك أساسًا إلى تكرار بعض الأشكال أو العناصر الهندسية في العديد من التصميمات والزخارف. استخدام الخط الكوفي ضمن نمط هندسي )مربع، مثلث، إلخ( قد تم في العديد من الأماكن وعبر التاريخ.