استقطبت معارض التراث اللامادي المنظمة بعدد من الهياكل الثقافية بالشلف, اليوم الاثنين،في إطار فعاليات إحياء رأس السنة الأمازيغية 2971 ،القاطنة المحلية بمختلف فئاتها العمرية.
فمن دار الثقافة حيث انطلقت الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية،بحضور السلطات المحلية, لوحظ إقبال القاطنة على أجنحة معرض التراث اللامادي المرتبط بمناسبة يناير والذي شكل فسيفساء ثقافية تبرز التنوع الذي تزخر به ولاية الشلف.
“مائدة يناير المزينة بأطباق تقليدية وأزياء أمازيغية متنوعة للأطفال وسرديات تروى عن الحدث على جنبات المعرض (..) هو مشهد ينم عن تواصل بين الأجيال ويبرز تمسك الجيل الحالي بعاداته وموروثه الثقافي, تماما كما ترمز مناسبة يناير لارتباط الانسان الأمازيغي وتعلقه بالأرض وتفاؤله ببداية عام جديد”, تقول السيدة بربري رئيسة جمعية “أحلام للتبادل الثقافي”.
ورغم أن احتفالات هذه السنة تأتي في ظروف صحية خاصة بسبب تدابير الوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد, إلا أن العائلات أبت إلا أن تشارك في هذا النشاط، وسط وعي بضرورة الاحترام الصارم للبروتوكول الصحي المعمول به.
وفي هذا الإطار، ثمنت الحاجة فاطمة (زائرة) إقامة هذه الاحتفالية بالرغم من تواضعها بالمقارنة مع السنة السابقة، بسبب تدابير الوقاية من كوفيد-19، خاصة أن يناير يمثل بالنسبة لها “عادة ضاربة في تاريخ الأجداد وموروثا ثقافيا ينبغي ترسيخه والحفاظ عليه”.
من جانبه اعتبر عبد القادر أن معارض التراث اللامادي المقامة هنا وهناك بمختلف الهياكل الثقافية والعمومية، “تبرز التنوع الموجود بين مناطق الولاية، سواء بالنسبة لطريقة الاحتفال أو فيما يخص الأزياء التقليدية والأطباق المحضرة خلال مناسبة يناير، كما تشكل فرصة لتعريف الأطفال على عادات مرتبطة بتاريخنا وهويتنا”.
وبغرفة الصناعة التقليدية والحرف بحي “بن سونة”، نظم معرض لمنتجات الصناعة التقليدية بمشاركة 25 حرفيا وحرفية أبدعوا في عرض وتزيين بهو المبنى، بمنتجات مرتبطة بمناسبة يناير، على غرار قفف الدوم الصغيرة والأواني التقليدية وكذا التحف الفنية لتزيين المنازل.
وحسبما استفيد لدى القائمين على غرفة الصناعة التقليدية والحرف فإن هذا النشاط، الذي نظم وفق بروتوكول صحي وقائي صارم، “استقطب جمهورا واسعا وشهد حركية تجارية نشيطة”، مما خلق أجواء خاصة بإحياء مناسبة “يناير” ميزتها صيحات الأطفال الممزوجة بنغمات ووصلات موسيقية أمازيغية.
وفيما يخص برنامج الاحتفالات الرسمية المقامة بدار الثقافة، فقد تم بالمناسبة إلقاء محاضرة حول الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، وقصائد شعرية من التراث الأمازيغي بالإضافة إلى عرض مسرحي ووصلات موسيقية متنوعة تبرز التنوع الثقافي وتصب في إطار الوحدة الوطنية، وكذا معرض للأزياء التقليدية للأطفال.
وتستمر معارض التراث اللامادي المقامة بالمناسبة بكل من دار الثقافة والمتحف العمومي الوطني “عبد المجيد مزيان” بالإضافة إلى العروض المسرحية وورشات تعليم الأطفال لحروف التيفناغ وبقية النشاطات, إلى غاية يوم الخميس حسبما علم لدى المنظمين.