هم مجموعة عرقية وثقافية غير عربية، يعيشون في دول الشمال الأفريقي، ويقولون إنهم السكان الأصليون لتلك المناطق، وإن تاريخهم يعود إلى ما قبل العصر الروماني، وفي 13 يناير الماضي، احتفل الأمازيغيون بحلول عامهم الـ 2969، بحسب التوقيت الأمازيغي، ويطلق عليه اسم “الناير”.
يطلق على لغة الأمازيغ “تيفيناغ”، وتعد واحدة من أقدم اللغات في العالم، وكانت تستخدم منذ أكثر من ألفي عام قبل الميلاد، ويقول الأمازيغيون إن موطنهم الأصلي يمتد من غربي مصر القديمة، إلى جزر الكناري، ومن جنوب البحر المتوسط، إلى الصحراء الكبرى في النيجر ومالي.
مكان الانتشار
ومع حلول الإسلام في تلك المناطق، تبنت نخبة من الأمازيغ اللهجة العربية المغاربية التي هي خليط من العربية والأمازيغية، أما أمازيغ جزر الكناري فتبنوا الإسبانية، إلا أنهم يعدون أنفسهم أمازيغًا.
ينتشر الأمازيغ في شمال القارة الأفريقية بدءاً من المغرب غربا إلى مصر شرقا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى نهر النيجر جنوباً.
في المغرب، فينتشرون في شمال البلاد ومنطقة الريف وجبال الأطلس، وفي الجزائر في منطقة القبائل وشرق البلادوشمال الصحراء الكبرى، وفي تونس، في جربة وتطاوين وشرق قفصة، وفي ليبيا ينتشرون في جبل نفوسة وزوارة، أما في مصر فهم في واحة سيوة، ومناطق متفرقة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا التي تتنقل عبر حدودها قبائل الطوارق.
الأمازيغ والإسلام
الدكتورة أميمة أحمد، الأستاذة الجامعية والإعلامية الجزائرية، قالت إن “الأمازيع هم السكان الأصليون لشمال إفريقيا، ليسوا من الوافدين، بل العرب هم الوافدون الذين جاءوا مع الفتوحات الإسلامية”.
وأضافت في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “الأمازيغ دخلوا الإسلام طواعية، ويقولون إنهم أمازيغ عربهم الإسلام“.
وأشار إلى أن “الأمازيغ يناضلون منذ عقود طويلة من أجل هويتهم ولغتهم، وهذا من حقهم باعتبارهم سكان أصليون في شمال إفريقيا بأكملها، وليس في الجزائر فقط”.
أمازيغ الجزائر
وتابعت أن “الهوية الجزائرية تشكلها 3 مكونات، العربية والإسلام، والأمازيغية”، مشيرة إلى أن “الجزائر اعترفت مؤخرًا بالأمازيغ، واعترف دستور 2016 باللغة الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد بحانب اللغة العربية، وتم افتتاح عدة أكاديميات لتقوية اللغة الأمازيغية وتعليمها”.
في الجزائر –والكلام لايزال على لسان أميمة- بات واضحًا أن الدولة اعترفت بالأمازيغ، واعتبرتهم أحد مكونات الهوية الجزائرية، وبات يوم 12 يناير من كل عام عيدًا وطنيًا”.
وأنهت حديثها قائلة: “الأمازيغ بالجزائر الآن أصبحوا متساوين في الحقوق، من حيث المواطنة والدستور والقانون وكل شيء”.
عدد الأمازيغ
من جانبه قال سمير النفزي، رئيس حزب حركة أكال الأمازيغية في تونس، إن “الأمازيغ هم السكان الأصليون لشمال أفريقيا يمتدّ وجودهم من واحة سيوة في غرب مصر إلى جزر الكاناري، وهم موجودون بين عدة دول هي المغرب والجزائر وتونس وليبيا وغرب مصر وموريتانيا وشمال مالي و شمال النيجر”.
وأضاف لـ “سبوتنيك”، أنه “ليس هناك إحصائية رسمية لعدد الأمازيغ، لكن بعض البحوث تتحدّث عن 100 مليون أمازيغي”، مشيرًا إلى أن “ربع هذا العدد فقط يتكلمون اللغة الأمازيغية نتيجة عوامل من الاستعمار، وحملات التعريب التي طالت دول شمال أفريقيا”.
وأكد أن “في تونس يناهز عدد الناطقين بتلك اللغة مليون ناطق، يتمركز أغلبهم في القرى الأمازيغية في ولاية قابس وجزيرة جربة وتطاوين والشمال الغربي لتونس”، مضيفًا: “الأمازيغية ليست لغة فقط بل أنها هوية الأرض في شمال إفريقيا التي تسمى “تامزغا”.
مشروع قومي
وبشأن المشروع الرئيسي الذي يسعى الأمازيع لتحقيقه أضاف: “مشروعنا وحدة شمال أفريقيا، التي كانت عنصرا من عناصر قوته في التاريخ وإعادة شمال أفريقيا إلى محيطه الأفريقي والمتوسطي وإعادة الاعتبار إلى الهوية الأمازيغية المتأصلة في الأرض والتاريخ والإنسان دون الدعوة إلى التمايز العرقي عن بقية المكونات الثقافية والحضارية للمنطقة، كما نسعى إلى بناء دولة علمانية مدنية معاصرة ديمقراطية تتسع للجميع”.
وعن أمازيغ تونس، قال إن “الحكومة التونسية تتعامل مع المسألة الأمازيغية على أنها فلكلور شعبي يتمثل في الوشم وبعض المأكولات وبعض اللباس فقط، وهو محاولة لأسر حضارة وتمييعها في بعض الشكليات رغم صدور توصية من الأمم المتحدة إلى الحكومة التونسية سنة 2016 تطلب فيها الاعتراف باللغة الأمازيغية والحقوق الثقافية لهم”.
ومؤخرًا أقر مجلس النواب المغربي قانونا يفعل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، بعد ثماني سنوات على اعتمادها لغة رسمية في المملكة إلى جانب العربية في الدستور.
وفي 2016 اعترفت الجزائر باللغة الأمازيغية كلغة رسمية لها بجانب اللغة العربية.
المصدر: “سبوتنيك”