حوار مع المرحوم المقاوم بن حمو ن بوعزا أزايي
هو بنحمو باجي الملقب ببنحمو أزايي، عم مؤلف الكتاب، ولد عام 1920 ببلدة بولمو قبيلة أيت سعديان، أيت عمو عيسى، خنيفرة، تم تجنيده إجباريا وهو في ريعان شبابه، تم ترحيله ليشارك في الحرب الهند الصينية والحرب العالمية الثانية. وفقدت العائلة أخباره لأكثر من عقد من الزمن، حتى اعتقدت أنه قتل هناك، وبمجرد إعادته إلى جبال الريف، هرب من الجيش الفرنسي لينضم إلى جيش التحرير المغربي، وأصبح أحد المقربين من الشهيد عباس لمساعدي، واستقر في آخر حياته ببولمو إلى أن وافته المنية عام 2007، حيث وري جثمانه بتيزي ن ثقا ببولمو.
نرحب بكم في هذا اللقاء الذي يجمعنا بشخصكم، نود لو تقربوننا من الظروف التي جعلتكم تتخلون عن الخدمة العسكرية الفرنسية والإنضمام إلى أبناء جيش التحرير؟
أولا، أرحب بهذا العمل الجبار الذب طرحته جريدتكم على الساحة المغربية، وبالمجهودات التي تقوم بها من أجل إسماع صوت الأمازيغ.
ثانيا، لقد خضنا حربا إلى جانب فرنسا ضد ألمانيا ودول أخرى ساندتها آنذاك، لم نكن نعلم أنها ستنتهي أو سنعود إلى بلادنا. على الرغم من ذلك عدنا، ولكن اعتقدنا أن فرنسا ستتفهم أمورنا دون أن تضعنا في موقف محرج ألا وهو مساعدتها على قمع أهلنا المتمردين عليها، لقد عجلت برحيلها عندما أقدمت على هذا العمل الشنيع، وجعلت منا أداة للضغط على الثوار خاصة وأن الجبال صعبة المنال، والمجاهدون جعلوا منها قلعة لهجوماتهم العصابية المحكمة، وتطورت لديهم الحرب إلى تشكيل كتلة قوية إسمها جيش التحرير بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي المتواجد بالقاهرة على رأس لجنة تحرير شمال إفريقيا، لقد صعب على فرنسا محاربة الثوار في جميع بلدان المغرب الكبير على الخصوص، وأن الحركة التحريرية بهذه المنطقة اتسمت بالتنظيم المسلح القوي. على أي، عدت إلى المغرب ومهمتي “شاف كبانيا” بجبل اقشار بنواحي الناظور، وكنت دائما أساعد المجاهدين بتزويدهم بالمعلومات الكافية عن الهجمات الفرنسية المرتقبة على المنطقة.
السيد الحاج، كيف تمكنتم من التعرف على زعيم جيش التحرير عباس لمساعدي؟ وما هي الاحتياطات التي وضعتموها في بداية التحاقكم بالمجاهدين؟
في ظل هذه الظروف وصل خبري عباس لمساعدي الذي أبدى رغبته في اللقاء بي عن طريق إرسال بعض العاملين معه لإبلاغي بهذه الرغبة، حيث كنت اعمل تحت إمرة قبطان فرنسي “Surna” أكن له الكراهية، مرت الأيام حيث ذهبت إلى السعيدية لأبقى هناك لبعض الوقت، فدخل علي “رقاص” عباس لمساعدي وأبلغني بلقائه معي بجانب نهر “ملوية” وبالفعل التقيت به هناك للمرة الأولى فخاطبني بالأمازيغية، وكان متحمسا في الدفاع عن البلاد بحيث شرح لي الطريقة التي يعتمدون عليها، وقد وعدته أن أتي بالعسكر المغربي العامل تحت إمرتي، لأني لا أرغب في العمل لمفردي مع المدنيين، لأنهم أقل خبرة وتجربة من العسكر العارف بأسرار المستعمر، فضحك عباس… وأشار إلى أصدقائه بأن فكرة هروب العسكر ضرورية، ومرت الأيام على هذا اللقاء الذي كان بالنسبة لي تاريخيا ومنعطفا في حياتي العسكرية والشبابية. وذات يوم جاءني مرة رجاله وأنا في منطقة “عين ألمو” حاملين منه رسالته يقول فيها أنه آن الأوان للقيام بالعملية، وقد رتبت كل أموري وحاولت التآمر مع بعض الأصدقاء وفي الجيش، وخاصة الأناس المهمين والذين لا يمكن لهم أن يفصحوا عن نوايانا أبدا، ووضعت جانبا كل من يراودني الشك فيهم لأختار من بينهم، جنودا لا يعرفون معنى للخوف ولا للعياء والذين سيكسرون فيما بعد طموحات فرنسا في المنطقة. والخطة كانت كالتالي، لقد تمكنت من جمع سلاح الجنود واحتفظت فقط بثلاث رجال أصدقائي في الحراسة وكنت عازما على قتل القبطان، إلا انه بعد منتصف الليل أصيب بمرض نقل على إثره إلى المستشفى الشئ الذي سهل المأمورية أكثر، ووضعنا كل السلاح المتواجد فوق البهائم، وقيدت كل من حاول أن يعترض طريقي أو يفشل خطتي بما فيهم مخزني “بوسط poste عين ألمو” بعد أن افلت من قبضتي حارس الغابة، وحملت معي في اليد Mortingo عازما على قتل من سيقف أمامي، وأنا على أهبة الالتحاق بالمجاهدين في المناطق الريفية الصعبة المنال، إلا أن الظروف كانت على أحسن ما يرام وتفادينا الدماء، وسرنا ليلا حتى وصلنا إلى منطقة ورطاس (تنزالت) ليصل خبر نجاحي في خطتي إلى عباس لمساعدي الذي أرسل إلينا الأمتعة وبعض الأكل لأن الجبال مكسوة بالثلوج، وأمرنا أن نلتحق بباقي المجاهدين بتيزي وسلي ومن بنهم الإخوان الغابوش وعلال، مسعود بوقلا، الطيب الرحالي، عبد السلام وعبد العزيز أخلو…. وهم جميعا من قادة جيش التحرير بزعامة عباس لمساعدي، وبدأ الإخوان يشرحون الطريقة المعتمدة في الهجوم، خاصة وأن جل المدنيين يتوفرون على الأسلحة ولم أكن اعرف كيف أحارب مع جنود لا يمتلكون كلهم السلاح، لقد زرع الحماس في المجاهدين، لم أر أناسا مثلهم أبدا يتحدثون بالريفية، بقيت هذه اللحظة منقوشة في ذاكرتي.
رحلنا جميعا إلى موقع آخر على قمة جبل لم أتذكر اسمه يبعد عن الناظور بحوالي 50 كلم، واقترح القادة الهجوم المباشر على المعسكر الفرنسي المتواجد تحت ذلك الجبل، إلا أنني رفضت هذا النوع من الهجوم حيث انفردت مع أصدقائي لنسلك طريق “اكنول” للاعتماد على الهجوم الخلفي المباغث، وفعلا نفذناه بسهولة وتمكنا من الاستلاء على مجموعة من الأسلحة، حيث كنا نعرف كيف نتفادى هجوم الأسلحة الثقيلة ولم تسقط منا أية ضحية، أما المدنيين فقد اعتمدوا على الهجوم المباشر انطلاقا من قمة الجبل المذكور حيت كانت الأسلحة الثقيلة الفرنسية تقصفهم، فمات منهم الكثير وارتكبوا أكبر خطأ حينما احرقوا سيارة للإسعاف مع ممرضين عوض الاستفادة من خدماتها وقد استغلنا العداء المستمر بين اسبانيا وفرنسا للقيام بهذه العمليات، علما بأن الظروف المناخية اتسمت بالقساوة على قمم هذه الجبال، وقد مات الكثير بسسب الثلج البارد.
لقد أثر هذا في نفوسنا، حيث انسجمنا جميعا في كتلة واحدة وخاصة حينما ازداد عدد الجيوش الفارة من الخنادق الفرنسية المؤمنة بضرورة الانضمام إلى جيش التحرير الباسل، وقد انقسمت بعد ذلك هذه الكتلة إلى كتيلات أو فرق تتحرك بشكل منظم على قمم الجبال الوعرة.
إلى أي حد انسجمتم في كتلة جيش التحرير؟ وكيف كانت علاقاتكم مع عباس لمساعدي؟
كل هذه الحركات كانت بزعامة عباس لمساعدي، وبالطبع بقيادة كبرى من محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي غالبا ما يوجه إلينا رسائل ومناشير حماسية من القاهرة، لقد عبر هذا الرجل عن إخلاصه لوطنه ليس للمغرب فحسب، بل دافع عن باقي دول شمال إفريقيا، لقد كانت المدة التي خضنا فيها هذه الحروب الدامية قصيرة لكنها اتسمت بكثرة الخسائر المادية والبشرية والمعنوية وبالرغم من التهديد الذي يتعرض له السكان العاجزين في القرى والمدن لأن سياسة الإغراء والاستهواء التي نهجها القادة الفرنسيون قوبلت بالرفض والعداء. على أي نعود إلى موضوعنا، ألا وهو الحديث عن الشخصية العملاقة عباس لمساعدي، والذي جالسني في الجلسات الحميمية، نتناول فيها الشاي، وحكى لي ذكرياته الطفولية مع أبناء زيان، وكان يناديني بأزايي (الزياني) والمهم توالت الهجومات، ولم أكن أنفذ أمر أي أحد سوى أمره رحمه الله – إشارة إلى عباس – وفي هذا الصدد ذات يوم كنا بباب ويدير فجاء إلينا رجل لم يسبق لي أن رأيته، وطلبت من رجالي أن يضعوه تحت الحراسة حتى نتمكن من معرفة هويته، فتقدمت إليه وسألته، من أنت؟
أجاب أنا الخطيب ومجاهد معكم، ألا تعرفونني؟
قلت، لا أعرف سوى عباس، فأي دليل لك على انتمائك لمجاهدي الريف؟ لقد كان حاملا لرسالة عباس، التي حملت إلينا خبر عودة محمد الخامس إلى أرض الوطن، هنأنا بالمناسبة على الامتيازات التي حصلنا عليها، خاصة وأننا قد استولينا قبل ذلك على مجموعة من القواعد العسكرية الفرنسية في المنطقة، وأخبرنا بأوضاع المغرب كله، كما طلب منا الكفاح المستمر حتى تتحرر بلادنا شمال إفريقيا. ومرت الأيام على ذلك وفجأة جاءت لي رسالة من عباس يطلب مني الهجوم على القاعدة الفرنسية المتواجدة “بتيناست” ونحن نتواجد بمنطقة بين الصفوف، وبسرعة فائقة نفذنا الهجوم وتمكننا من الاستيلاء على بعض الأسلحة، لكن أرغمنا على التراجع إلى الوراء، وذات ليلة هجمنا على القاعدة لكن من جهة معاكسة، وإثر هذا الهجوم مات من جيش التحرير أكثر من 10 جنود، ومن بينهم أعز صديق لي وهو عبد السلام من قبيلة أيت عمو عيسى التي انتمي إليها (قبيلة من قبائل إزايان)، وكان لموت هذا الصديق أثر عميق في نفسي واكتشفت أول حالة للتجسس، بحيث تمكنا من استنطاق أحد المغاربة المتنظمون لصفوف الجيش الفرنسي ليخبرنا أن قبطان القاعدة وصله خبر هجومنا منذ صباح ذلك اليوم عن طريق رجل مغربي آخر، ولكن لم نستولي على القاعدة وتراجعنا مرة أخرى، وعند مطلع الفجر تمكننا من خلال الهجوم الكاسح بعد أن تسللت مع جنديين إلى داخل المعسكر والتحكم في الباب الأمامي للقاعدة، حيث دخل الجنود إلى الساحة، فكان عدد القتلى في صفوف الفرنسيين 125 جنديا، وفي الصباح وأنا أتذكر هذا اليوم، إنه يوم الثلاثاء جاءني فيه عباس لمساعدي فقال لي بالأمازيغية، هل كنت تتوفر على القرطاس الذي استطعت به أن تهاجم الليلة بأكملها؟
قلت وأنا أحس بغضب شديد جراء مقتل صديقي: أنا أريد الموت أو يخرج هذا الفرنسي من بلادي، أما أنتم فالبسوا أحسن لباس وتمتعوا – إشارة إلى الجلباب المزركش الذي كان يرتديه- فانتزع الجلباب عن جسده ومزقه بجنون، لم يسبق لي أن عرفته على هذه الحالة النفسية وأحسست بالخطأ فيما قلته فاعتذرت له، ومررنا على الجثث لنعد الموتى والجرحى.
وساعدنا شخصيا في نقل الموتى إلى مقبرة أولاد حدو، ودعته لما قال لي بأن الجهاد لم ينته بعد، ومرت الأيام على هجوماتنا المتتالية، وكل يوم يأتيني رجل لا أعرفه ولا أضع فيه الثقة يأمرنا بوضع السلاح والرحيل إلى منطقة “باب الريح” يقول إنه مبعوث عباس لمساعدي، واكتشفت أنه لا علاقة له بعباس، لكونه لم يعطينا أية كلمة سر عن الزعيم في حين أن هذه المنطقة المقصودة تتواجد فيها القوات الفرنسية، ومر على ذلك أكثر من أسبوعين ولم يعد يأتينا لا الأكل ولا القرطاس، فأرسلت رجلا من المجاهدين ليتفقد الأمور، فرجع يخبرنا أن الهدنة سادت بين المقاومة المسلحة والجيوش الفرنسية بموجب اعتراف فرنسا باستقلال المغرب.
على ذكر الهدنة مع فرنسا، هل يمكن أن توضحوا لنا موقفكم من هذه الهدنة؟
لقد لاحظنا انسحاب القوات الفرنسية من قاعدة مجاورة لنا، مما جعلنا نصادق بالإجماع على الالتحاق بمنطقة باب الريح والتي استقبلنا فيها القائد المخزني: عزوز البرنوصي، وانقطعت الصلة بيني وبين عباس في هذه الآونة، ولقد ألح علينا القائد المذكور (عزوز البرنوصي) بالالتحاق بالكثير من رجالات جيش التحرير بنواحي تازة، امتثالا لأوامر جلالة الملك محمد الخامس، وقد تلا علينا مقتطفات من الكلمة التي وجهها جلالته إلى رجال جيش التحرير والمقاومة المسلحة يدعوهم فيها إلى وضع السلاح، وتمكنا فعلا من الالتحاق بباقي المجاهدين بجبال الأطلس، وبعد ذلك استقبلنا جلالته بمنطقة أجدير المتواجدة بين جبال الأطلس المتوسط وأمضينا وثيقة تسمح لنا بالإنضمام إلى القوات المسلحة الملكية.
لقد عدنا بفرحة عارمة إلى عائلاتنا والتي انقطعت الصلة بيننا وبينها لمدة سنيين محققين بذلك الانتصار، لكن بمجرد ما باشرنا الأعمال والخدمات العسكرية بالداخل وجدنا أنفسنا كأننا لم نفعل شيئا، لقد خرج المستعمر الفرنسي وعوضه مستعمر من النوع الآخر والمتجلي في المدعوين بالوطنيين، وبدأ الخونة يتبجحون ببطولاتهم، وسيق كل المجاهدين الأحرار والمتشبثين بالمبادئ الوطنية القوية إلى سجون التعذيب تحت قيادة الجناح المسلح للحزب المستبد، حزب الاستقلال، علاوة على أن جل المقاومين الأقوياء لازالوا في المنطقة لأسباب اعتبرها الاستقلاليون خيانة للوطن لكنها في الواقع معقولة، أن الريف لازالت في يد المستعمر الإسباني، والسؤال فعلا يطرح نفسه، لماذا وقع زعماء حزب الاستقلال وثيقة الاستقلال مع فرنسا وليس مع نظيرتها في منطقة الريف والأقاليم الصحراوية؟.
إنه السبب الرئيسي الذي جعل المناطق الخاضعة للنفوذ الاسباني محتلة اليوم- إشارة إلى سبتة ومليلية- على أي وجدنا أنفسنا أمام الأمر الواقع، لقد استعملنا نحن الجيش (القوات المسلحة الملكية) أداة لتهدئة الوضع في الدخل.
هل اتصلتم أو حاولتم الاتصال مرة أخرى بعباس لمساعدي؟ وكيف كان موقفه؟
لتهدئة الوضع في الداخل، وجدت الكثير من الأصدقاء –رجال جيش التحرير- في نواحي مدينة الحاجب، ثم تجددت اتصالاتي مع عباس لمساعدي، الذي اخبرني بهذا الخلاف السائد في الآونة الأخيرة مصدره الاستقلاليون العروبيون عندما قال لي “هاهم العرب يهددونا بالقتل والتآمر علينا نحن رجال جيش التحرير الأمازيغ، ويرغبون في السيادة المطلقة والانفراد بالحكومة ويسمون أنفسهم بالوطنيين الذين لهم الحق في ذلك، ونحن مجرد جيش علينا أن لا نتدخل في شؤون الدولة، وما علينا سوى طاعتهم والانخراط في حزبهم المستبد وطاعة أوامر زعمائهم، لقد وقعوا وثيقة الاستقلال مؤامرة منهم مع فرنسا دون أن يفتحوا أمامنا المجال لتحرير الجزائر الشقيقة، ومنذ ذلك اليوم لم تتح لي فرصة اللقاء بعباس لمساعدي، بل ولم تمر أيام قلائل حتى جاء خبر اغتياله من طرف حجاج (رجل من جيش التحرير) الذي خلا به إلى تاونات من مدينة فاس وفي الطريق تم قتله، كان ذلك يوم 27 يونيو 1956، وشاع خبر اغتيال عباس من طرف الاستقلاليين بزعامة المهدي بن بركة. لقد تأثرت كثيرا لهذا الحدث الفضيع، ويا لها من صدفة عجيبة حينما أنجبت لي زوجتي إبنا سميته “عباس” تكريما للصداقة التي كانت تجمعني بالشهيد، وبعد ذلك طلب مني الأمير الحسن والحسن اليوسي أن أخذ كبشين لعيد الأضحى إلى أم وزوجة عباس لمساعدي -المرحوم- الذي خلف ابنا يتيما، وبمجرد عودتي إلى مقر العمل في الحاجب وجدت كل شئ قد انقلب على رأسه، ولما وصلت إلى الدار البيضاء لأعرف ما الأمر، تم اعتقالي وبدأ التحقيق معي على العلاقة التي تربطني بعباس، وسبب تسميتي لمولودي بإسم المرحوم، لقد وضعت في السجن مدة 22 يوما، حتى جاء الحسن اليوسي وتم الإفراج عني وبعد ذلك تم إبعادي إلى الأقاليم الصحراوية كجندي عاد، وشهد الكثير بعد الاغتيال إهانات واعتقالات بسبب العداء المباشر الذي كانوا يواجهنا به الحزب الاستقلالي وعناصره.
ألا تعرفون من هو المسؤول الأول عن اغتيال عباس لمساعدي؟
الأخبار كانت رائجة أن المهدي بن بركة وراء هذا الاغتيال، لقد سمعت هذا بعد عودتي من السجن.
قلتم بأنكم سجنتم بعد تسميتكم للمولود بعباس من كان وراء سجنكم؟
سجنت (اعتقلت) من طرف أناس يحملون الزي العسكري لكن رجال المباحث كانوا أشخاصا بدون زي، لم أتعرف عليهم آنذاك، ولكن علمت فيما بعد أنهم ينتمون لحزب الاستقلال.
من جهة، يبدو من كلامكم أن الإشكالية اتضحت من خلال الاعتقال الذي قام به الاستقلاليون في حق شخصكم، ومن جهة أخرى، ما هو موقعكم من الصراعات التي دارت بين الحركة الشعبية وحزب الاستقلال؟
اتضح أنه قبل أن يبدأ رواد الحركة الشعبية بمناوراتهم بدعم من السلطة المخزنية كانت هناك أسباب موضوعية خلفها حزب الاستقلال داخل أبناء المقاومة وجيش التحرير، وعلى أي هذه لعبة من نوع آخر، ربما ستأتي فرصة أخرى للتحدث عنها.
كلمة أخيرة
إن موت عباس لمساعدي كان موتا لجميع المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وما أطلبه من المسؤولين هو إعادة الاعتبار لجيش التحرير ورجال المقاومة المسلحة الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل استرجاع بلدهم.
العالم الأمازيغي عدد 16 فبراير 2002
يوميات مقاومة مغتالة لـ سعيد باجي (الحلقة 1): من هنا
يوميات مقاومة مغتالة لـ سعيد باجي (الحلقة 2): من هنا
يوميات مقاومة مغتالة لـ سعيد باجي (الحلقة 3): من هنا
يوميات مقاومة مغتالة لـ سعيد باجي (الحلقة 4): من هنا
يوميات مقاومة مغتالة لـ سعيد باجي (الحلقة 5): من هنا
يوميات مقاومة مغتالة لـ سعيد باجي (الحلقة 6): من هنا
يوميات مقاومة مغتالة لـ سعيد باجي (الحلقة 7): من هنا
يوميات مقاومة مغتالة لـ سعيد باجي (الحلقة 8): من هنا