الجزائر.. أساتذة وجامعيون يُجمعون خلال افتتاح احتفالات رأس السنة الأمازيغية 2968 الاعتراف بــ”يناير” تعزيز للروابط بين الأمة والدولة

أعطيت، أمس، الإشارة الرسمية لانطلاق فعاليات الاحتفال برأس السنة الأمايزيغية الجديدة يناير 2968 على مستوى دار الثقافة مولود معمري بالجزائر، وذلك وسط أجواء استثنائية رسمت معالمها ترسيخ يناير عطلة رسمية مدفوعة الأجر بقرار من رئيس الجمهورية، الخطوة التي اعتبرها مجموعة من الجامعيين والباحثين الذين نشطوا الملتقى الأول من الاحتفالية تحت شعار يناير تاريخ لآلاف القرون بمثابة اعتراف من شأنه تعزيز الروابط بين الأمة والدولة.

استهلت الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2968 بإشراف كل من رئيس المجلس الشعبي الولائي إلى جانب مجموعة من ممثلي السلطات المحلية على افتتاح معرض التظاهرة العاكس للإرث التاريخي، الثقافي الثري لشعوب شمال إفريقيا المترجم عبر الملابس، الأطباق والحرف التقليدية وغيرها من الأمور الأخرى التي تعد مرآة لحياة شعوب سكنت المنطقة منذ قرون.

وفي هذا الصدد؛ قالت مديرة الثقافة نبيلة قومزيان أن الاحتفال بـ يناير هذه السنة المقام تحت شعار باب السنة له ميزة تاريخية بعد قرار رئيس الجمهورية بترسيخ اليوم عيدا وطنيا وعطلة رسمية مدفوعة الأجر. ناهيك أنه القاسم المشترك القوي للشعب الجزائري الحامل لتاريخ والثقافة الوطنية، كما أضافت أن هذا المعلم المعزز للهوية الوطنية من بعدها التاريخي والتراثي يعد عنصرا هاما في إثراء الذاكرة الجماعية الوطنية في إطارها التضامني المشترك لجميع شعوب شمال إفريقيا.

من ناحية أخرى أكد الباحث ومدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، سليمان حاشي أن الاعتراف بيناير يوم عطلة هو بمثابة قرار يعزز روابط القوى بين الأمة والدولة، خصوصا أنه جاء استجابة لمطلب اجتماعي ما يعطي لهذا اليوم نكهة انفرادية مقارنة بالسنوات الماضية خصوصا أنه جاء اعترافا من الدولة .

هذا وأضاف المتحدث خلال افتتاحه للملتقى الأول المقام تحت شعار يناير تاريخ لآلاف القرون بأن الأمة مبنية على قاعدة العيش والبناء الجماعي المشترك للشعب وأن الاعتراف الرسمي بهذه المناسبة يشق نهج تحقيق هذا المسعى خاصة عندما تقف الدولة من ورائه بعد اقتناعها بأن التمسك بـ يناير هو تمسك أيضا بالحضارة بشتى أبعادها التاريخية والثقافية.

على صعيد آخر، صرح العضو السابق في المحافظة السامية للأمازيغية والباحث في علم الآثار بلاك حميد بأن يناير زيادة عن الأعياد الدينية هو قاسم مشترك بين جميع الجزائريين، وأن إبراز ذلك ينبغي العمل سنويا لإعادة كتابة التاريخ المدون حسب مواقف معينة تسيرها نظرية الحاكم والمحكوم المقهور. وهذا لا يعني – بحسبه – التخلص نهائيا من الكتابات التاريخية الموجودة وإنما العمل على توسيع ما هو حقيقة وحذف ما هو مزور، مع ضرورة تبني مناهج حديثة للكتابة غير المعتمدة سابقا على غرار الغناء والشعر التي عوضت غياب الكتابة تحت إشراف أهل الاختصاص.

في سياق آخر أضاف المتحدث أن يناير هو مفخرة لجميع الجزائريين لأنه يروي تاريخ أعظم قادة الأمازيغ ششناق، الأمر الذي جعل – القائمين على الأكاديمية البربرية المؤسسة في فرنسا عام 1966 وعملا بأحقية الشعوب في اختيار حدث تاريخي معين لتقويمها، وعلى رأسهم أعمر قادي- يتفقون على جعل يناير وبداء من 950 قبل الميلاد بداية للتقويم الامازيغي.

المصدر ـ المحور اليومي

اقرأ أيضا

“المشاركة المغربية في حرب تحرير الجزائر” محور مائدة مستديرة بالناظور

بمناسبة تخليد الذكرى 69 لعيد الاستقلال المغرب ومرور 70 سنة على اندلاع حرب التحرير الجزائرية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *