تعرف عدة أحياء في مدينة غرداية الواقعة على بعد ستمائة كيلومتر جنوب الجزائر العاصمة، هجمات متكررة لعرب الشعانبة على أمازيغ المزاب. وقد تأجج النزاع مؤخرا بعد نشر فيديوهات تظهر عشرات العرب وهم يشرعون في الهجوم على أمازيغ المزاب أمام أنظار قوات حفظ النظام التي لم تحرك ساكنا، واندلعت الاشتباكات الأخيرة منذ أسابيع واشتد عنفها منذ نهاية السنة الماضية، ولا زالت مستمرة إلى حدود كتابة هذه السطور وقد خلفت خسائر تقدر بالملايير ناتجة عن حرق ونهب بيوت ومحلات أمازيغ المزاب، بالإضافة لقتل ثلاثة شبان أمازيغ، وتهجير مئات الأسر.
هذا وتزامنا مع رأس السنة الأمازيغية نظمت في وقت سابق مظاهرات، ووقفات تضامنية مع أمازيغ المزاب، في كل من تيزي وزو وباريس وكندا، ما يمثل تطورا نوعيا في الأحداث التي تشهدها منطقة المزاب الأمازيغية بالجزائر، ومقدمة لتدويل قضية أمازيغ غرداية، الذين يتعرضون منذ سنوات لهجمات عنصرية من طرف عرب الشعانبة، المدعومين من السلطات الجزائرية بشكل واضح حسب عشرات الصور والفيديوهات التي تم نشرها من قبل نشطاء مزابيين أمازيغ.
هذا وقد أصدرت عدة هيئات أمازيغية وحقوقية بيانات تنديد وتضامن مع أمازيغ المزاب، كرابطة أمازيغ المزاب بأوروبا، ومجالس الأعيان والشيوخ المزابيين، بالإضافة للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، كما دخل التجمع العالمي الأمازيغي بدوره على خط الأحداث، حيث أصدر مكتبه الدولي بيانا ندد فيه بالهجمات المتكررة على أمازيغ المزاب، وانحياز السلطات الجزائرية، كما أعلن ذات التنظيم عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأحد 9 فبراير2014، بالمعبر الحدودي “جوج بغال”، بين المغرب والجزائر لمساندة أمازيغ المزاب والتنديد بالجرائم ضدهم، والمطالبة بفتح الحدود بين المغرب والجزائر.