المزابيون الأمازيغ ضحايا أبارثايد النظام الجزائري!!

د. فخار كمال الدين

صحفي مستقل ومناضل من أجل الديمقراطية

وناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان

بين إرهاب العصابات المدعومة بالشرطة وإرهاب جهاز القضاء الموجه بتقارير الشرطة!!

تعيد السلطة الجزائرية منذ حوالي ثلاثة أشهر وبكل قسوة و برودة دم و بدون أية رحمة أو شفقة، تنفيذ  مخططها العنصري القديم الجديد  ضد المزابيين، والذي صار يعرف بـ”أحداث غرداية”  وتخرق من خلاله كل المعايير الأخلاقية والأعراف وكل القوانين الوطنية والدولية. ويترتب ميدانيا إثر تنفيذ هذا المخطط  واقعا معيشيا رهيبا  بتسارع جهنمي  يصعب على أقسى الرجال تحمله فكيف بالعائلات والشيوخ والنساء والأطفال…

حيث و ككل مرة تتميز المرحلة الأولى من هذا المخطط العنصري بفرض واقع معيشي رهيب، يتسم بالخوف المستمر وترقب للغد المجهول وتتخلله ذروات من الرعب الشديد وقت الهجمات الوحشية الغادرة، على الأحياء المزابية من طرف المئات من الإرهابيين منظمين على شكل عصابات مسلحين بالحجارة والأسلحة البيضاء والزجاجات الحارقة، مدعومين ومساندين في كل مراحل الهجوم بقوات الأمن الجزائرية التي تضمن لهم اللاعقاب، وحرية الحركة الكاملة للاعتداء على الأشخاص بالضرب والجرح وحتى القتل، وعلى الممتلكات بالكسر والنهب والحرق والأخطر الدعم والمساندة لهذه العصابات في حالة تغلب الشباب المزابي عليهم وتمكنهم من صد الهجومات.

و تدوم هذه الهجمات  لمدة يومين أو ثلاث، والتي ما إن تهدأ في حي حتى تشتعل في حي آخر من المدينة تزيد من الحيرة وتكرس هاجس الخوف وتخلف المزيد من الدمار والحرق والتهجير والضحايا والقتلى.

وقد كانت الحصيلة المؤقتة للمرحلة الأولى من هذا المخطط الجهنمي هذه المرة ثقيلة جدا، فقد خلفت خمسة قتلى كلهم مزابيين والمئات من الجرحى بعضهم إصاباتهم خطيرة، والمئات من العائلات المنكوبة المهجرة والتي لجأت إلى المدارس في انتظار إعادة إسكانها، وكذلك الملايير من الخسائر المادية بسبب نهب وتخريب وحرق المئات من المنازل والعشرات من المحلات والورشات .

والجديد في هذه المرة والذي فاجأ النظام الجزائري ولم يكن ضمن معطيات مخططاته، هو توثيق اعتداءات العصابات الإرهابية، وخاصة تورط الأجهزة الأمنية في دعمها المفضوح للمجرمين بالصور وشرائط الفيديو، ونشرها وبثها في صفحات التواصل الاجتماعي، ومختلف الوسائل الإعلامية خاصة الفضائيات، وكذلك المنظمات الحقوقية، مما خلق جوا من التضامن مع المزابيين خاصة من أمازيغ العالم والتنديد العالمي بهذه الممارسات.  ويبدو أن هذه الفضائح الإعلامية و الضغوطات الدولية بعد أن شاهد العالم أجمع، أفراد العصابات الإرهابية وهم يهاجمون الأحياء المزابية ينهبون ويخربون ويلقون بالزجاجات الحارقة، ويقتلون في ظل اللاعقاب التام، ولم تلقي الشرطة التي كانت متواجدة بينهم بالمئات بالقبض على أي منهم  متلبسا!!مما تحتم على المزابيين الدفاع ذاتيا عن أنفسهم وممتلكاتهم. قد سارعت بإنهاء السلطة للمرحلة الأولى من مخططها الجهنمي وقد انطلقت مباشرة بعده في تنفيذ المرحلة الثانية من هذا المخطط.

المرحلة الثانية من المخطط حيث تنقلت قوات الأمن من خرق القانون الوطني والدولي بدعمها المفضوح للعصابات الإرهابية ضد المزابيين، إلى استعمال السلطات المخولة لها قانونيالحفظ الأمن  لبداية الإرهاب المؤسساتي ضد المزابيين دائما ويتمثل فيما يلي:

حيث و بعد مرور أكثر من أسبوع على توقف الاعتداءات وعودة الأمن نسبيا، تفاجأ المزابيون ضحايا الاعتداءات الإرهابية ببداية حملة عنصرية واسعة ضدهم، تتمثل في إلقاء القبض على عدد كبير من الشباب المزابي عشوائيا حتى القصر منهم في المستشفيات والشوارع أو في المنازل، لأسباب واهية حيث صار الإصابة بجرح أو حمل صور وشرائط فيديو للأحداث أو التجمعات الشبانية، ،و تقديم العلاج لضحايا الأحداث تهمة خطيرة، ومن مبررات إلقاء القبض على الشباب المزابي وضربه وتعذيبه، ثم إلصاق مختلف التهم الخطيرة الجاهزة به مثل التجمهر المسلح، تكوين جماعة أشرار، صناعة الأسلحة لغرض استعمالها للقتل، ومن ثم تقديمه للعدالة التي لا تعصى للنظام الجزائري أمرا، خاصة في مثل هذه الظروف، وقضية محمد بابا نجار المحكوم عليه بالمؤبد بدون أي دليل أو قرينة، ما تزال عالقة بالأذهان، ولا تمر مناسبة إلا ويذكر بها الشباب المزابي من طرف من سموا أنفسهم بالأعيان، أبواق السلطة في المجتمع المزابي، لتكريس هاجس الخوف لدى المزابيين وعائلاتهم، للقبول بالأمر الواقع مهما كان والتخلي عن الحق الطبيعي لكل البشر وهو حق الدفاع عن النفس في حالة التعرض للخطر.

وهكذا يجد المواطن المزابي المسكين  نفسه أمام لغز محير: فالسلطة الجزائرية لا تدافع عن المواطن المزابي الذي يتعرض للخطر الحقيقي، وتمنعه بالقوة من الدفاع عن نفسه، وهذا بتقديم يد المساعدة للمجرمين، وإذا تمكن بالرغم من ذلك من الدفاع عن نفسه فالسجن ينتظره!!!

– هل تريد السلطة من المزابيين أن يستسلموا طواعية للإرهابيين حين يهاجمونهم، ولا يبدون أي نوع من المقاومة؟

– هل يريد النظام الجزائري من المزابيين أن يموتوا بصمت دون إحداث ضجيج؟

– لماذا هذا المخطط؟ و ما الغرض منه؟ و إلى متى سيتسمر؟

– آما آن للنظام الجزائري أن يعيد تفكيره ويتراجع عن قهر وترعيب الشعب المزابي، الشعب الأصلي الأعزل المسالم؟

– ألم يفهم النظام الجزائري بأننا نعيش عصر العولمة وازدهار الحضارة بتطور المعلوماتية والاتصالات،  وبأن الشعوب صارت لا تفنى؟

– سؤال أخير لماذا لا يتدخل المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة لفك هذا الحصار القاتل عن المزابيين؟؟

غرداية 16 فبراير 2014 

اقرأ أيضا

“المشاركة المغربية في حرب تحرير الجزائر” محور مائدة مستديرة بالناظور

بمناسبة تخليد الذكرى 69 لعيد الاستقلال المغرب ومرور 70 سنة على اندلاع حرب التحرير الجزائرية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *