تابع المحافظ في معرض حديثه ان الكتاب قام بتشخيص شامل وقارب واقع التعددية اللغوية على المستوى السوسيو ثقافي، وتطرق لاشكاليات تهم موقع الأنساق التعددية اللغوية وعلاقتها بالوطنية، مع اقتراح بناء سياسة لغوية داخل فلسفة حداثية ترابية تتميز بالخصوصية المغربية.
وتعرض الاستاذ عبد الله حيتوس عن تكتل تمغربيت للالتقائيات المواطنة، بتَاضَا تَمْغْرَبِيتْ، لجانب حضور اللغة الامازيغية داخل الثنائية اللغوية بالمغرب، وتحدث عن أهمية المقاربة الترابية في تدبير السياسة اللغوية.
وقدم الاستاذ حيتوس دراسة عميقة لكتاب الاستاذ بنيس، وأكد على انه يتوفر على شروط الاقناع والمرافعة حول مصالحة اللغة العربية والامازيغية وتنزيل القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للامازيغية، والترافع من اجل الجهوية المتقدمة، والترافع من اجل سياسات عمومية في خدمة الثنائية اللغوية.
في حين عالج إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، المسار الإصلاحي الذي عرفه المغرب على مستوى التعددية اللغوية في علاقتها بمغاربة العالم، خاصة امام تزايد عددهم سنويا، وتعرضهم لظاهرة العولمة، ويمتعون بثقافة وجنسية وهوية مزدوجة، ونجدهم يحافظون على قيم تمغربيت التي بدت واضحة خلال زلزال الحوز.
وأكد اليزمي أن مغاربة العالم ينصهرون داخل البلدان التي يهاجرون إليها، وفي الوقت نفسه يحافظون على الانتماء إلى الوطن مع مواكبتهم من قبل السياسات العمومية المغربية، وتحدث كذلك عن دور الثقافة الشعبية والانتاج الادبي خاصة النسوي منه في تثبيت هوية المهاجرين ونقل معاناتهم.
نوهت زهور كرام، كاتبة وأستاذة جامعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، بالأفكار القيمة التي طرحها الاستاذ بنيس في كتابه، وتطرقت للمفاهيم التي تؤطر الموضوع وعمقها، بالإضافة إلى مستجدات التعددية اللغوية مثل السوق اللغوية، واللغة الافتراضية، واللغة البيضاء…، وتحدثت عن افق تعاقد اجتماعي جديد، يؤطر الحريات، خاصة في العالم الافتراضي.
وفي ختام المداخلات أكد سعيد بنيس، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، على أن التعددية اللغوية في المغرب لا تزال في مرحلة جنينية أو في حالة غير مكتمِلة، لكنه في الآن نفسه يرى أن الدينامية اللغوية بالمغرب تنتقل من التعدد كحالة طبيعية إلى التعددية كفعل سياسي ومؤسساتي.