التقرير التركيبي لملتقى “تاورسا” الرابع للثقافة الامازيغية بزاكورة

tawrsaبمناسبة رأس السنة الامازيغية الجديدة 2964 نظمت الشبكة الامازيغية من اجل المواطنة فرع زاكورة ملتقى “تاورسا” الرابع للثقافة الامازيغية  يومي 11 و 12 يناير 2964/2014 تحث شعار “تعزيز البعد الامازيغي في الهوية المغربية وحماية التنوع اللغوي والثقافي” حضره السيد عامل اقليم زاكورة والسيد مستشار وزير الثقافة وممثل مكتب اليونسكو بالرباط، والسادة ممثلي مجموعة مناجم والمكتب الوطني للشبكة الامازيغية من اجل المواطنة بالإضافة الى مجموعة من الاساتذة الباحثين في مختلف الجامعات والمعاهد وفي مجال الثقافة واللغة الامازيغية والمنتخبون وممثلي هيئات المجتمع المدني على المستوى المحلي، الجهوي والوطني (ما يزيد عن 250 مشارك ومشاركة).

وفي بداية الجلسة الافتتاحية لفعاليات الملتقى تناول الكلمة ذ. محماد اولحسن رئيس فرع زاكورة للشبكة الامازيغية من اجل المواطنة، والذي  اكد على ان الملتقى يأتي اولا في إطار الانشطة الاشعاعية والترافعية لفرع ازطا، من اجل النهوض بالحقوق اللغوية والثقافية الامازيغية وتنمية الموروث الثقافي الامازيغي بزاكورة بمناسبة حلول رأس السنة الامازيغية الجديدة 2964، و ثانيا في إطار دينامية النقاش العمومي الذي اطلقته أزطا وطنيا بهدف تنزيل مقتضيات الفصل 5 من الدستور والمتعلق بتفعيل ترسيم اللغة الامازيغية وادماجها في مختلف مناحي الحياة العامة بالبلاد. واشار بعد ذلك الى ان النسخة الرابعة للملتقى اختير لها شعار  “تعزيز البعد الامازيغي في الهوية المغربية وحماية التنوع اللغوي والثقافي” وذلك بهدف إبراز الثوابت والمتغيرات في نسيج الهوية المغربية وابراز الدلالات والمكونات والروافد المختلفة للهوية الوطنية، وكذا إبراز العلاقة الجدلية بين الثقافة والتنمية ودور حماية التنوع الثقافي واللغوي وتعزيزه في تحقيق التنمية في مختلف المجالات .

اما المداخلة الثانية في الجلسة الافتتاحية فكانت للسيد يوسف العرج ممثل المكتب التنفيدي للشبكة الامازيغية من اجل المواطنة الذي استهل مداخلته بالمسار التاريخي للحركة الامازيغية خلال اربعين سنة مضت حيث وقف على مجموعة من المحطات الاساسية في تاريخ الحركة مبرزا ادوار المجتمع المدني في دسترة الثقافة واللغة الامازيغية، واكد على مجموعة من الفرص المتاحة من داخل دستور 2011، واكد على ان الرهان الاساسي في هذه المرحلة يتمثل في التنزيل الملائم لمضامين الدستور في الشق المتعلق بالثقافة واللغة الامازيغية على مستوى القوانين التنظيمية وأكد على ضرورة العمل على دعم المسارات التي من شانها تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية واشار بعد ذلك الى مشروع القانون التنظيمي الذي اعدته الشبكة الامازيغية، مبرزا منهجية العمل التي نهجتها في عملية بلورة التصور حول كيفية تنزيل الفصل 5 من الدستور مشيرا الى مجموعة من اللقاءات التي نظمتها الشبكة في اطار المقاربة التشاركية ( حوالي 30 لقاء ) مع الانفتاح على التجارب الدولية في إطار التعدد اللغوي ( تجربة سويسرا نموذجا ) وقد وقف كثيرا على المجالات الخمس التي يتضمنها المشروع وهي: المجال الاعلامي، مجال التعليم، مجال العدالة والقوانين، مجال التدبير الترابي والمجال المؤسساتي. واكد السيد يوسف العرج على ان النقاش حول الثقافة واللغة الامازيغية لا يمكن فصله على النقاش حول الجهوية المتقدمة لأنه لا يمكن اختزال تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية من خلال الهوية والتعدد اللغوي وأن الامر يجب ان يشمل المصالحة مع الساكنة الامازيغية في اطار العدالة الانتقالية .

المداخلة الثالثة في الجلسة الافتتاحية كانت للسيد عبد الرحيم شهيد رئيس النسيج الجمعوي للتنمية والديمقراطية الذي ركز في مداخلته على اربع نقط اساسية وهي:

1- المجهود العام والتدريجي والتراكمي الذي حققه المغرب مجال الثقافة واللغة الامازيغية والذي تميز بالعمل الجاد والمسؤول الذي قامت به الحركة الامازيغية عبر التاريخ والذي افضى الى دسترة اللغة والثقافة الامازيغية وكذا المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية .

2- التعثر في تفعيل القانون التنظيمي الامازيغية والمرتبط أساسا بالتعثر في تنزيل القوانين التنظيمية المدرجة في المخطط التشريعي للحكومة .

3- تنامي التفكير الشمولي ودعوات الحقد والكراهية و التكفير،التي تهدد المكتسبات التي حققها المواطن المغربي في مجال الحريات و الديمقراطية و حقوق الانسان، مما يستوجب علينا اليوم اكثر من أي وقت مضى،اليقظة لحماية هذه المكتسبات مع العمل على تعزيز ثقافة حقوق الانسان من اجل بناء دولة ديمقراطية حديثة تسود فيها المساواة، والحريات و العدالة الاجتماعية .

4- منطقة درعة كانت تاريخيا منطقة تعايش بين مختلف الاعراف والديانات، وهي بذلك تجسد الهوية المغربية ببعدها العربي، الاسلامي، والأمازيغي، والصحراوي الحساني، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية،

كما اشار الى ان برنامج الملتقى الرابع  ”تاورسا ” يجسد في مضامينه هذا التنوع الثقافي و اللغوي، و هو تعبير حقيقي يضيف الاستاذ عبد الرحيم شهيد لتصور النسيج الجمعوي للتنمية و الديمقراطية للخيار الديمقراطي الذي نتبناه و نعمل على تعزيزه و تقويته، و ان الجميع مطالب اليوم ببناء و تحصين مشروع “الهوية المتعددة التي تقبل بالجميع تحت مظلة الوطن للجميع”

الكلمة الاخيرة في الجلسة الافتتاحية كانت للسيد عبد اللطيف القيسامي ممثل مجموعة مناجم الذي استهل مداخلته بتوجيه الشكر والامتنان لكل المتدخلين في تدبير الشأن المحلي بإقليم زاكورة على المجهودات التي يقومون بها من اجل إبراز مكانة الاقليم في الجنوب الشرقي على اعتبار ان مجموعة من الديناميات الاجتماعية الجهوية و الوطنية انطلقت من هذ الاقليم و ساهمت بشكل كبير في تعزيز الديمقراطية  في بعديها التمثيلي و التشاركي، وذكر الحاضرون بالمنتدى الدولي للواحات الذي شكل محطة اساسية في التفكير الجماعي في السبل الكفيلة في ادماج البعد الحضاري، الثقافي ، البيئي في المجال الواحي ، و اكد على ان مشاركة مجموعة مناجم في ليس طرفا فكريا و إنما نابع من قناعتها في ان الثقافة رافعة للتنمية، مما جعلنا يضيف المتدخل ننخرط ليس فقط في الدعم المادي لملتقى”تاورسا ”و إنما في وضع تصورللملتقى تماشيا مع الاهداف الاستراتيجية للمخطط الاستراتيجي لتنمية المحيط المنجمي و بالأخص في الشق المتعلق بالمجال الثقافي انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية للمقاولة .

بعد الجلسة الافتتاحية كان المشاركين والمشاركات على موعد مع حفل فني كرنفالي جسدته اهازيج ورقصات غنائية وفنية لمجموعة من الفرق الفنية المحلية والجهوية خلقة لوحة فنية عكست مختلف الابعاد والروافد التي تجسد الغنى والتنوع الثقافي بمنطقة درعة ( مجموعة  دقة السيف بزاوية البركة، مجموعة الركبة بتنسيطة انشاشدة، فرقة احيدوس النقوب، فرقة احيدوس زاكورة، مجموعة كناوة بزاوية البركة وفرقة الركبة لبونانة ومجموعة احواش ورزازات .

أما الجلسة العامة الاولى فكانت حول موضوع “الهوية المغربية المتعددة الابعاد في ضوء محدداتها الدستوري خصصت لطرح مجموعة من الاشكالات المتعلقة بمحددات الهوية الوطنية وبالتعقيدات التي تطرحها مجموعة من المفاهيم التي لها علاقة بالهوية الوطنية وبالخصوصية الوطنية و البعد الكوني، و قد حاول الأساتذة المتدخلين ملامسة هذه الاشكالات في ظل النقاش المفتوح دوليا حول الشعوب الاصلية و علاقتها بالجيل الثاني لحقوق الانسان و المتعلقة بالحقوق الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية و البيئية، كما ان الجلسة خصصت لطرح الاشكالات الوطنية المتعلقة بالتعدد اللغوي، وقد ساهم في هذا النقاش كل من :

كما اكد الاستاذ الحسين باحسين على ان هذا الخلط يشمل من جهة مفهوم الهوية في علاقتها بمفهوم الشخصية ، و مفهوم الهوية المعطاة في علاقة بمفهوم الهوية المبنية و بين مفهوم الشخصية الامازيغية بمفهوم الهوية الامازيغية، بعد ذلك وقف المتدخل عند هذه المفاهيم محددا إياها من زاويا ومرجعيات متعددة : المرجعية  الفلسفية، علم النفس، علم الاجتماع … لينتقل الى المقاربة الثقافية و السياسية لمفهومي ” الشخصية الامازيغية ”      و ” الهوية الامازيغية ” رابطا إياهما بسياق ورش تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية و إحداث المجلس الوطني للغات و الثقافة المغربية و تدبير الجهوية المتقدمة و تحديد ما ينبغي الاستئناس به من تجارب الغير و ما ينبغي ان يكون مغربيا .

ثم اكد على ان هذه الاوراش تستدعي استحضار ما راكمته الحركة الامازيغية من تجارب ساهمت في تعزيز و تقوية مكانة الثقافة و اللغة الامازيغية، وكذا مختلف التجارب الدولية في مجال التعدد و التنوع الثقافي و اللغوي مع اخد بعين الاعتبار ما قام به الانسان الامازيغي من دور في استتباب السلم الاجتماعي عبر التاريخ ، كما وقف كثيرا المتدخل على تحليل خطاب 9 مارس للملك محمد السادس مشيرا الى ان الدستور الحالي ينبغي ان يشكل المرجع الاساسي لأي  تفعيل للقوانين التنظيمية، كما على الجميع ان يعمل من اجل تثمين الامازيغية ثقافة ولغة لكي تلعب دورها في التنمية المستدامة وبدلك يضيف الاستاذ الحسن باحسين بان العدالة اللغوية و الثقافية تعزز العدالة الانتقالية التي هي هدف هذه الاوراش و غيرها من الاوراش الكبرى التي تميز الاستثناء المغربي .

وفي المداخلة الثانية اكد الاستاذ سعيد كريمي على ان ربط اللغة العربية بالإسلام لا يعني بالضرورة تقديس العربية، ذلك انه ليس هناك اية لغة مقدسة، كما ان الذين قدموا خدمات للغة العربية بما في ذلك تقعيدها ينتمون الى قوميات أخرى و على رأسهم سيبويه و السيوطي و ابن جني ….و قد جاء المشروع القومي العربي كرد فعل على تتريك الشعوب العربية، غير أن هذا المشروع عمل هو الاخر على اقبار هويات الاقليات غير العربية، و في المغرب يضيف الاستاذ  سعيد كريمي، عملت الدولة بعد الاستقلال على إطلاق مشروع التعريب الذي ظل يراوح مكانه، و الذي اضر باللغة الامازيغية التي ظلت مهمشة، وغير معترف بها و اشار بعد ذلك الى اهمية الاعتراف بالدور المركزي الذي لعبه الامازيغ عبر التاريخ في نشر الاسلام و الدفاع عن اسسه و مبادئه ( عبد الكريم الخطابي، المختار السوسي، ابو سليم العياشي …) كما اكد عل ان العربية ليست ضرة للغة الامازيغية بل هما لغتين منسجمتين و متكاملتين تعبران عن الشخصية المغربية و الهوية الوطنية و طالب بتفعيل الفصل الخامس من دستور 2011 عبر تنزيل القانون التنظيمي المتعلق بالأمازيغية و الاعتراف الحقيقي بمختلف روافد الهوية المغربية العربية و الامازيغية و الاغريقية و اليهودية و المتوسطية و الحسانية كما دعا الى العمل على ممارسة الاختلاف من داخل وحدة الهوية ذات الروافد المتعددة المختلفة دون تعصب او تطرف .

للإشارة ايضا يضيف الاستاذ المتدخل فإن الانفتاح على اللغات الحية يبقى ضرورة مؤكدة انطلاقا من ان الهوية ايضا ليست ثابتة بل متغيرة و عليه فإننا يجب ان نتعاطى مع كل مكونات الهوية بنوع من الاحترام و التثمين  لما فيه خدمة الشخصية المغربية العميقة و المنفتحة .

و اشار الاستاذ محمد المدلاوي على ان اقتراحه لعنوان ” قراءة في قصة ”يوم سبت في زاكورة ” كموضوع نابع من اهمية هذه القصة في ابراز التعدد الثقافي و اللغوي للهوية المغربية،و قد اكد على ان ضيق الوقت لم يمكنه من اتمام ترجمة القصة من العبرية الى العربية و اكتفى بالحديث عن تلك القصة و عن الآثار الادبية لصاحب القصة الأستاذ جبرائيل بن سمحون في مجموعته القصصية باللغة العبرية حول فضاءات مغربية و شخصيات و عادات و تقاليد اليهود المغاربة منذ العقد الرابع من القرن العشرين الى اليوم وذلك ضمن ما اسماه ” بالأدب المغربي الناطق بالعبرية ” هذا الادب الذي يمثل وجها من اوجه ما اسماه الفصل الخامس من الدستور بالرافد العبري كمكون من مكونات الهوية المغربية،و اكد المتدخل على ان ذلك الوجه حاضر و قائم كآثار مادية مكتوبة، مخطوطة، كانت ام منشورة على يد كتاب من امثال بن سمحون و معاصريه وكذاك اعمال اجيال سابقة، و اشار الى ان من بين تلك الآثار ما هو موجودا غير مادي ومن هذا القبيل ما يحتفظ به القاموس الامازيغي مثلا من كلمات ومصطلحات تخبرنا عن التاريخ الثقافي و الديني للفضاء المغربي و المغاربي عامة مند الازمنة القديمة حيث احتفظ ذلك المعجم على آثار اليهودية و المسيحية و بدايات دخول الاسلام .كما تدل على ذلك الكثير من الاسماء و المجموعات البشرية مثل ايت براهيم، ايت اسحاق، ايت يعقوب، ايت يوسف، ايت داود، ايت سليمان، ايت موسى، ايت هارون، ايت يهو …إلخ اضف الى ذلك اسم الجلال في الامازيغية الذي هو ” ربي ” او ” سيدي ربي ” و ليس ” الله” ثم هناك عبارات مثل ” واياهو” اي ” يا الله ” …إلخ تم ان هناك كلمات مثل ” تافاسكا ” اي الاضحية و هي كلمة تنحدر من الآرامية ” فاسقا” التي تحيل الى عيد الفصح اليهودي .

و اختتم الاستاذ محمد المدلاوي مداخلته بالإشارة ضمن هذا التراث الى سيرة ” الهاكادة ” التي يتلوها اليهود ليلة عيد الفصح و التي توجد منها صيغة بالامازيغية مدونة بالحرف العبراني  و التي تم الوقوف عليها في منطقة دادس ونشرها حاييم ” الزعفراني” و ” بوليط كالان بيرني ”  .

في حين المداخلة الرابعة كانت للأستاذ خالد شكراوي حول ” افريقية المغرب ” حيث اشار في بداية مداخلته الى ان المغرب مجال سياسي و اجتماعي و ثقافي افريقي بالأساس، بالرجوع الى الجغرافي و بساكنته الاولية و بذلك يصبح الانتماء الافريقي هو الاصل الذي التحقت به المكونات الاخرى ( العربية، اليهودية، الاندلسية …) و مع الاستقلال و نشوء الدولة الوطنية تم تناسي الاصل الافريقي للشمال الافريقي، وضمن موضة و سعي إيديولوجي،حاول المغرب وغيره من الدول بالشمال الافريقي الالتحاق اكثر بألاصول العربية أو المتوسطية، على أن الابتعاد عن القارة فرضته الوضعية الاستعمارية التي حاولت قطع العلاقات بين الشمال و جنوب الصحراء .

كما يضيف الاستاذ خالد الشكراوي ان التاريخ العميق للعلاقات بين هوية شمال و جنوب الصحراء حسب مجموعة من الوثائق الافريقية و اللاتينية و فيما بعد العربية و الاسلامية و المغربية، كلها تدل على عمق العلاقات و الصلات بين شمال و جنوب الصحراء، وهو ما يدل على تشارك سياسي اقتصادي اجتماعي و ثقافي، تشكل الهوية المغربية، المحور الاساسي من خلال  كافة تمظهراتها و الوانها .

الاستاذ ابراهيم الحَيْسن من خلال مداخلته حول ” الهوية الثقافية في الصحراء ” حاول الحفر في جسد الهوية الثقافية عند مجتمع البيضان في الصحراء، وذلك في اتصالها بمجموعة من العناصر البنيوية المشكلة للشخصية الصحراوية،كجغرافيا المكان ونمط العيش/البداوة والتركيبة السوسيولوجية ومؤسسة القبيلة والسلطة واللهجة المحلية والعقيدة والدين… فضلا عن الكثير من العوائد والطقوس الشعبية التي يَحْبُلُ بها التاريخ الأنثروبولوجي الصحراوي.

حيث اكد ان الهوية الثقافية الصحراوية تشكل الكثير من العناصر البنيوية المرتبطة بفضاء وإيقاع العيش بالبادية، فضلاً عن الإبداعات والعوائد والطقوس الشعبية والاحتفاليات الاجتماعية والدينية التي ترسم في غناها وتعدُّدها هوية الإنسان الصحراوي. من ذلك الوسط الطبيعي، أي الصحراء بوصفها مكاناً حميمياً رحباً ومجالاً واسعاً وممتداً من الرمال والقيظ والغبار والعوسج والندا، بل امتداداً جغرافياً ضارباً في أعماق المدى، وذاكرةً منفتحةً على تاريخ عريق يختزل أشكالاً متنوِّعة من القيم والخبرات الإنسانية الموغلة في القِدم..

    و اكد على ان  للتِّرحال في الصحراء طقوس خاصَّة، ذلك أنَّه يتمُّ بعث مُنَقِّب عن المكان (لْمَنْزَلْ) يُعْرَفُ باسم “البَوَّاهْ”، وهو شخص صادق يركب جملاً ويذهب للبحث عن مكان يُوجد به الكلأ للحيوانات (تْرَابْ نَاعْمَة)، وقد يستمرُّ البحث لعدَّة أيام. بعد أن يعود البَوَّاهْ، يخبر بموقع العشب والماء، ويستعد البدو للرحيل، حيث تُجَهَّزُ الإبل و”تُكَرَّسُ” الخيام وتُطوى وتُربط الأمتعة. وخلال الفجر، تُحمل الأمتعة والحوائج فوق الإبل وتُجَهَّزُ الهوادج لركوب النسوة والأطفال الصغار.

وفي معرض حديثه عن الثقافة الحسانية وقف الاستاذ المتدخل على اللهجة الحسانية، حيث حاول النبش في اصول هذه اللهجة و اكد على انها سميت بالحسانية نسبة الى بني حسان (وهذا سبب تسميتها بالحسَّانية) لقد كانت هذه اللهجة أولاً لغة التخاطب عند العرب المغافرة من معقل، ثم مَدَّتها الصحراء برافدين إثنين، أحدهما الاصطلاحات الدينية، مثل كلمة “لمرابط” و”الطالب”، و”الزوايا” ونحوها. ثانيهما اللهجة الصنهاجية (كلام ازناكَة) المتمثلة في مجموعة من الكلمات التي تعبِّر عن الحياة الفلاحية وتربية الأبقار، و تُعرف الحسَّانية عند متكلميها “بكلام البيضان”، وخاصة في موريتانيا لتميزها عن اللهجات الإفريقية. ولغوياً تنتمي الحسَّانية لفصيلة اللهجات العربية البدوية والتي تختلف عن اللهجات الحضرية،

 و اكد على ان اللهجة الحسَّانية هي مادة الأدب الشعبي في الصحراء، ولاسيما الشعر التقليدي الموزون المسمَّى “لَغْنَ” الذي لعب دوراً ريادياً في تدوين التاريخ وأحداثه بالصحراء، إلى جانب التعبير عن قيم واهتمامات المجتمع. فهو يمتد للأزجال الشعبية العامية التي ظهرت مع دخول عرب بني معقل إلى الصحراء الصنهاجية خلال القرن السابع الهجري..

كما حاول المتدخل الوقوف على  العادات والتقاليد وطقوس العبور التي تجسد في عمقها الثقافي بالصحراء مجموعة من الخصوصيات التي ينفرد بها التاريخ الإثنو-الأنتروبولوجي الصحراوي، مثله في ذلك مثل باقي المجتمعات البشرية الأخرى. من هذه العادات والطقوس الشعبية ما يتصل بدورة الحياة من ولادة وعقيقة (لَسَمْ) وختان (طْهَارَة) وخطبة وحناء وزواج وطلاق وموت ودفن..إلخ. ومنها ما يرتبط بالمواسم الزراعية والشهور الدينية. بالإضافة إلى أخرى تشمل المطبخ واللباس التقليدي والزينة والتبرُّج والمداواة والطب التقليدي، فضلاً عن طقوس الكرم والضيافة والتسلية والتفكُّه والإبداع القولي وفنون الجسد والرياضات الشعبية والمسكن والعلاقة مع الحيوان.. وغير ذلك كثير.

بعد مداخلة للأستاذ ابراهيم الحَيْسن كان المشاركون و المشاركات في الملتقى الرابع لتاورسا على موعد مع شريط وثائقي ( 6 دقائق ) يتناول بالصوت و الصورة مجموعة من التقاليد و العادات التي تميز المجتمع الحساني الصحراوي مما يدل على الغنى و التعدد الثقافي و اللغوي للهوية المغربية  .

اما الجلسة العامة الثانية خصصت لتطرح مجموعة من الاشكالات المتعلقة بالهوية الوطنية، البناء الديمقراطي و العلاقة بين الثقافة و اللغة الامازيغية وكيف تساهم الحضارة المغربية بأبعادها المختلفة في التنمية المستدامة ، و قد حاول الأساتذة المتدخلين ملامسة هذه الاشكالات في ظل  المستجدات التي طرأت على المشهد السياسي بالمغرب، خصوصا بعد الحراك السياسي و الاجتماعي الذي عرفته المنطقة،

وفي هذا الاطار تناول  الأستاذ عبد الحكيم قرمان المستشار القانونيوالمسؤول عن الاعلام بديوان  وزير الثقافة المسألة الثقافية في ضوء مقتضيات الدستور الجديد، والذي اشار الى ان الثقافة و اللغة الامازيغية ليست مجالا للمزايدات، لكونها مسألة وطنية و هي شأن عام، ولا يحق لأي طرف او أية هيئة حزبية، نقابية او مدنية ان تدعي احتكارها لمعالجة هذا الملف، و بالتالي وجب علينا جميعا الخروج من عقلية أن الآخر هو سبب ما هي عليه الوضعية اي من عقلية الضحية ذات البعد المطلبي الى منطق اننا كلنا معنيون بأجراة مضامين الفصل 5 من الدستور الجديد .

كما  تطرق الى مسار وزارة الثقافة علاقة بموضوع اجرأة الفصل 5 من الدستور حيث أكد على انه بعد شهرين من تولي السيد الوزير مهامه تم تشكيل فريق عمل و شرع في تحديد الحالة الراهنة  للوضعية الثقافية بالمغرب و تم بعد ذلك الشروع في اعداد التقارير القطاعية في المجالات الثقافية، مكنت فريق العمل من القيام بتشخيص لوضعية الحركة الثقافية، وتم الخروج بمجموعة من الاسئلة المقلقة  ذات البعد المؤسساتي كالمجلس الوطني للغات و الثقافة بالمغرب، حيث تم وضع أرضية لاهم الافكار و التصورات و البدائل الممكنة لهذا المجلس و آليات الحوار لإرساء هذه المؤسسة الدستورية، و ذات البعد القانوني و المتجلية في مضامين القانون التنظيمي للغة الامازيغية  .

واشار بعد ذلك المتدخل الى كون الازمة التي عاشتها حكومة عبد الالاه بن كيران بعد انسحاب حزب الاستقلال اثرت على المسار الذي عمل به الفريق، وانه تمت مواصلة العمل بعد تعيين الحكومة الثانية، وسيتم اعطاء الانطلاقة للحوار الوطني في غضون الاسابيع المقبلة من اجل بلورة رؤية استراتيجية لكيفية تنزيل مضامين الدستور .

و اشار في الاخير لمجموعة من المستجدات التي تخص سير الوزارة و اهمها :

1.      تم تعديل جميع المراسيم التي تدعو الى دعم المهرجانات الثقافية و الفنية بما فيها التي تشتغل على الثقافة واللغة الامازيغية و بذلك خصصت 13مليون درهم لتشجيع المهرجانات التراثية و 6 ملايين درهم لدعم الجمعيات العاملة في المجال الثقافي .

2.      ميزانية 2014 ستدخل بتصور جديد، قائم على تجميع مجموعات الدعم و إصدار مرسوم يتضمن ميزانية الدعم و ستشمل ما مجموعه 40 مليون درهم ( 10 ملايين درهم لكل من صنف الكتاب، الموسيقى، المسرح وفنون العرض والتراث )

3.      سيتم الاشتغال على الصناعات الثقافية الخلاقة، وذلك وفق ثقافة المشروع التي تستدعي العمل على تحديد الاهداف، النتائج المنتظرة و المؤشرات القابلة للقياس .

و اكد الاستاذ محمد ولد خطار أن التنوع الثقافي هو سمة مميزة للبشرية، وأن التنوع الثقافي يشكل تراثا مشتركا للبشرية، وأنه ينبغي إعزازه والمحافظة عليه لفائدة الجميع، واشار  أن التنوع الثقافي يخلق عالماٌ غنياً ومتنوعاً تتسع فيه نطاق الخيارات المتاحة وتتعزز فيه الطاقات البشرية والقيم الإنسانية، وأنه يشكل من ثم ركيزة أساسية للتنمية المستدامة للمجتمعات والشعوب والأمم، وانتقل ليبين أن عمليات العولمة، التي يسّرها التطور السريع لتكنولوجيات المعلومات والاتصال، لئن كانت تخلق ظروفاً لم يسبق لها مثيل لتعزيز التفاعل بين الثقافات، فهي تشكل أيضاً تحدياً يواجه التنوع الثقافي، وخاصة بالنظر إلى ما قد تولده من اختلال في التوازن بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة حيث اكد ان اكثر من 50%من 6000 لغة من لغات العالم معرضة لخطر الانقراض،  وان 96%من 6000 لغة من لغات العالم يتحدثها فقط 4 %  من ساكنة العالم، و90% من لغات العالم غير متداولة في شبكة الانترنيت، وان معدل لغة واحدة تختفي كل اسبوعين، و80% من لغات القارة الافريقية ليس لديها غير مدونة

•          الصناعة الثقافية تحتكرها فقط 5 دول في العالم، وفي مجال الصناعة السينمائية مثلا 88 دولة من اصل 185 دولة في العالم لم تنتج قط ولو فيلم واحد،

ثم انتقل الى الحديث عن سياق اعتماد اليونيسكو للاتفاقية بشأن تعزيز و حماية تنوع أشكال التعبير الثقافي،باعتبار المهمة المحددة المُسندة إلى اليونسكو والمتمثلة في ضمان احترام تنوع الثقافات واشار إلى أحكام الصكوك الدولية التي اعتمدتها اليونسكو فيما يتعلق بالتنوع الثقافي وممارسة الحقوق الثقافية، ولا سيما الإعلان العالمي بشأن التنوع الثقافي لعام 2001

في حين استهل عبد الرحيم شهيد مداخلته بالتذكير بمجموعة من القيم والمبادئ التي ضلت تواكب النظام القبلي بالجنوب الشرقي المتميزة بأعرافها، تقاليدها و نزاعاتها في مجموعة من المجالات، وتطرق الى مرحلة إعادة تشكل الهوية الثقافية و الحضارية بالجنوب الشرقي انطلاقا من بداية انخراط الفاعل المدني في مجموعة من المبادرات التي تلبي حاجيات الساكنة و تزامن ذلك مع ما سمي سنة 1983 بالتقويم الهيكلي و الذي نتج عن غياب الدولة على مستوى توفير مجموعة من الخدمات الاجتماعية ( الماء الصالح للشرب، الانارة، التطبيب، التعليم …) وقدم مجموعة من التجارب الرائدة في الجهة (  جمعية ADEDRA  بعلاقتها ب GTZ، جمعية الالفية الثالثة،جمعية TICHKA  …) وانتقل بعد ذلك المتدخل الى التذكير بمجموعة من الديناميات الاجتماعية التي عرفتها بداية الالفية الثالثة و التي كان لها وقع كبير على المستوى الوطني وخصوصا على مستوى  برنامج جبر الضرر الجماعي  والجهوية الموسعة  والدستور 2011 وبرنامج تنمية المحيط المنجمي  والحوار الموازي حول المجتمع المدني  وملف أراضي الجموع  وملف فك العزلة، و من خلال ما سبق يضيف الاستاذ عبد الرحيم تتضح الهوية الثقافية و الحضارية بالجنوب الشرقي في طريقها للإعادة التشكل، و ان الفاعل المدني له دور كبير في إعادة الروح لمجموعة من القيم و المبادئ التي ظلت سائدة و لسنوات في الجنوب الشرقي .

كما اكد ميلود ازرهون في مداخلته بأن الحضور الثقافي في التنمية، يفرض نفسه بقوة الواقع،، خصوصا عندما نعتبر الثقافة ذلك الجهد الحيوي الذي يمكن كل إنسان و كل شعب من ان يستعين بخبراته و تطلعاته و تفكيره وعمله لبلوغ عالم مليئ بالحياة و الاندفاع و الافكار متعطش دائما و ابدا الى العدل و المحبة و السلام . و هي كلها شحنة من القيم الانسانية و الغايات الكبرى في التنمية في كل ابعادها و تجلياتها، و بالتالي فهي هنا ما يمكن مجموعة بشرية ما، من التميز في إطار كلية كونية تتوحد – إنسانيا على الاقل – باختلاف مرجعياتها، وتتكامل كقوة بشرية فتتعايش وفق قوانين و تنظيمات ثقافية – مقابل قوانين طبيعية تعطي الغلبة للقوى – تأمن بالاختلاف و تأمن الحق في الوجود . و هذا ما يقتضي بناء التواصل الثقافي بين الثقافات، و هي تعبر بقدر كافي عن حياة و شخصية شعوبها، تواصل يعرض لشعوب العالم صورة تطلعاتهم و خبراتهم و افراحهم التي رسختها تجاربهم .

ووقف الاستاذ ميلود لتحديد المفاهيم المرتبطة بالموضوع، و اكد على ان مفهوم الثقافة يعتبر من  المفاهيم الاكثر تداولا و تنوعا من حيث المعنى و الدلالة، وقد دفعت الاهمية الاجتماعية للثقافة بالكثير من العلماء و الباحثين منذ القرن التاسع عشر الى محاولة وضع تعريف جامع مانع للكلمة، لكن تعدد الرجعيات الفكرية و اختلاف الغايات و الاهداف ساهم بشكل او بآخر في جعل محالة حصرها عسيرة و مستعصية، بحيث يتجاوز عدد التعاريف لكلمة الثقافة 160 تعريفا حسب هيرسكوفتيش، وبعد تطرقه الى بعض منها خلص الى ان الثقافة هي كل ما يكتسبه الانسان من تجارب و مهارات و معارف وقيم توجه سلوكه و تنظم علاقته و تحدد رؤيته للعالم و فهمه و تمثله لمحيطه، فهي التي تمكنه من الحسم في اختياراته التنموية بكل أبعادها وفق منظومة من القيم . و بخصوص مفهوم التنمية  فقد اقتبس المتدخل تعريف المفهوم من معجم الاقتصاد و العلوم الاجتماعية و اكد على انها ” مجموعة من التحولات التقنية و الاجتماعية و الثقافية التي تسمح بحدوث واستمرارية النمو الاقتصادي و تطور مستوى العيش ” فالتنمية ادن ظاهرة نوعية تطورية لا يمكن ملاحظتها الا في المدى المتوسط او البعيد، ويتم تحديد مسارها وصيرورتها بالعمل على تركيب التحولات التي تلحق البنيات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والديموغرافية انطلاقا من معايير يصطلح عليها بمؤشرات التنمية البشرية IDH، مؤشرات نشرتها الامم المتحدة لقياس التنمية الاجتماعية و الثقافية لدول العالم في أواخر الثمانينات .

المداخلة الاخيرة في الجلسة العامة الثانية كانت للسيدة تكمارت مستشارة بالسفارة السويسرية حيث حاولت في معرض حديثها ان تقرب الحضور من السياسة اللغوية للفدرالية السويسرية حيث اشارت الى انها تتكون من 26 مجموعات محلية و ان هذه المجموعات منقسمة الى 4 جهات لغوية ( الالمانية، الفرنسية، الايطالية و الرومانتش ) وتعتبر هذه اللغات الاربع لغات وطنية حسب الفصل 4 من الدستور واشارت الى ان 70%من السويسريين يعتبرون الالمانية لغتهم الرسمية و 22%منهم يعتبرون الفرنسية لغتهم الرسمية و 7%منهم يعتبرون الايطالية لغتهم الرسمية و 1%منهم ( 35000نسمة ) يعتبرون الرومانشية لغتهم الرسمية و ان الفصل 18 يضمن حرية تبني لغات اخرى واكدت على ان الفصل 70 يضمن للمجموعات المحلية تحديد اللغة الرسمية من بين اللغات الاربعة على اساس ان لجميع المجموعات المحلية الحق في اختيار اللغة الوطنية، و قد حاولت تحديد الفرق بين اللغة الرسمية و اللغة الوطنية، كما اشارت الى ان الاتفاقية الدولية مع الاتحاد الاوربي تدعو الى تشجيع لغات الاقليات و العمل على حمايتها و الحفاض عليها .

وتميزت فعاليات الملتقى بلحظة شعرية وامسية فنية غنائية ملتزمة، سجلت حضورا متميزا لعميد القصيدة الزجلية بالمغرب الشاعر والزجال الاستاذ احمد لمسيح والشاعرة الامازيغية سناء زاهيد ومن تنشيط الشاعرة حنان كحمو .

وقد تميزت الامسية بتمتيع الجمهور الحاضر بقراءات شعرية زجلية عربية الاستاذ احمد لمسيح وقراءات شعرية امازيغية للاستاذة سناء زهيد والاستاذة حنان كحمو، ومواكبة موسيقية من ابداعات الفنان الامازيغي مصطفى الوردي والذي تم تكريمه في اطار هذه الامسية عرفانا لعطاءاته ودوره في اعطاء دفعة قوية للإبداع الامازيغي والاغنية الامازيغية خاصة في الجنوب الشرقي.

 ومصطفى الوردي، من مواليد 17 فبراير 1968 بأهل دادس،أستاذ التعليم الثانوي بورزازات،درس الموسيقى و آلة العود بالمعهد البلدي للموسيقى بأكادير وعضو سابق بالجوق الموسيقي للمعهد البلدي بأكادير، عضو سابق بمجموعة من الجمعيات التي تهتم بالموسيقى، السينما و المسرح بورزازات و أكادير،رئيس حالي لجمعية  دروب للتنمية الفنية و الثقافية بورزازات، مهتم بالموسيقى الأصيلة و الموسيقى الأمازيغية، له تجربة خاصة في المزج بين آلة العود و الشعر الأمازيغي المعاصر بحيث أصدر شريطين في هدا المشروع  ”ريغ أنمونً ”و ”تاواركيت نواسً”، واكب قراءات مجموعة من الشعراء المرموقين عزفا على آلة العود، حاز على جوائز و شواهد تقديرية محليا و طنيا و دوليا،شارك في مجموعة من البرامج التلفزيونية (نغموتاي، تيسوروفين، ايبردان، صباح سعيد ..)،

الــتــوصــــيات :

–         مأسسة الأمازيغية، وتفعيل الالتزامات الدولية والمقتضيات الدستورية ذات الصلة بالحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، وذلك بالتعجيل بإصدار القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للغة للأمازيغية وادماجها في كافة مناحي الحياة العامة.

–         إعادة النظر في صيغة إدماج الأمازيغية في قطاع العدالة، كما وردت في ميثاق إصلاح منظومة العدالة، وإدماج الأمازيغية لغة وثقافة وقوانين عموديا وأفقيا بجميع قطاعات وأجهزة العدالة بالمغرب.

–         تجاوز الارتجالية في إدماج الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين،مع ضرورة العمل على تعميم تدريس اللغة الامازيغية في المناهج التربوية وكافة مستويات التعليم،

–         تقوية حضور الأمازيغية لغة وثقافة وحضارة في السياسات العمومية والبرامج الحكومية، مع وقف المضايقة والإقصاء في وجه الفاعلين الأمازيغيين من مبدعين وجمعيات وفنانين..

–         ضرورة العمل على تكافؤ الفرص و جبر الاضرار التي لحقت بالتاريخ والثقافة و اللغة الامازيغية

–         الاعتراف الرسمي و الفوري بالتقويم الامازيغي مع فرض استعماله في كل المؤسسات الرسمية و غير الرسمية     

–         اقرار فاتح يناير الامازيغي/ راس السنة الامازيغية يوم عيد وطني و يوم عطلة لكل المغاربة

–         التعريف بهده المناسبة بالمؤسسات التعليمية و الاعلامية الرسمية و غير الرسمية

–         الاهتمام بالعادات و التقاليد المرتبطة بهده المناسبة و اعادة الاعتبار لها

–         دعم البحث العلمي في مجال التاريخ والثقافة و اللغة الامازيغية .

–         العمل على مأسسة الشركات في مجال تثمين و النهوض بالموروث الثقافي الامازيغي .

–         تأهيل الموروث الثقافي وحمايته و جعله رافعة لكل تنمية اقتصادية و اجتماعية مستدامة

–         ضرورة العمل على ابعاد المقاربة الامنية في التعاطي مع مسالة التعدد اللغوي و الثقافي

–         ضرورة العمل على تجميع المخطوطات والوثائق والتراث الثقافي، وانشاء متاحف تهتم بهذا الارث التاريخي الثقافي . 

–         ضرورة العمل على استحضار التجارب الدولية المقارنة في تدبير التعقيدات المتعلقة بالتعدد الثقافي و اللغوي .

–         ترسيخ تقليد ملتقى تاورسا و ذلك بتنظيمه سنويا، وإغنائه بمواضيع جديدة، و العمل على تجميع مضامين نسخ الملتقى و نشرها حتى تعم الفائدة .

اقرأ أيضا

الدكتور إدريس البخاري يقدم كتابًا عن الحسن الثاني: حكمة ملك ومسيرة إنجاز

صدر حديثًا عن الدكتور إدريس البخاري كتابٌ يوثق المسيرة الحافلة للملك الحسن الثاني، مسلطًا الضوء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *