قامت مجموعات من عرب الشعانبة بالهجوم على مقبرة تابعة للمزابيين الأمازيغ وسط مدينة بريان في ولاية غرداية يوم العيد، ودخلت في مواجهات عنيفة استعملت فيها الزجاجات الحارقة والعصي والقضبان الحديدية ضد أمازيغ المزاب طيلة يومي الإثنين والثلاثاء ما خلف عشرات الجرحى بالإضافة لإحراق منازل وسيارات.
وبدأت هذه الأحداث بعد أن هجمت مجموعة من عرب الشعانبة يوم العيد على أمازيغ المزاب مستغلة قدوم عائلات مزابية لزيارة مقبرة تابعة لها، لتتطور لاحقا إلى مواجهة عنيفة قبل أن يقوم عرب الشعانبة بغلق الطريق الوطني رقم 01 بالمتاريس والعجلات المطاطية، لتتدخل قوات الأمن الجزائرية المكونة من عناصر الوحدة الخامسة للأمن الجمهوري وتقوم بإستعمال الغاز المسيل للدموع لوضع حد للمواجهات حسب ما نقلته وسائل إعلام جزائرية.
هذا وقد نجم عن هجمات عرب الشعانبة المدعومين من طرف السلطات الجزائرية حرق حوالي عشرة منازل وسيارات، كما جرح عشرات الأشخاص لكن لم تسجل أي خسائر في الأرواح رغم عنف الهجمات، ونشر أمازيغ المزاب صورا لعناصر ملثمة من عرب الشعانبة قامت يوم العيد بتدنيس مقبرة لهم وواصلت الهجوم عليهم، ما خلف هلعا بين العائلات المزابية وحال دون فرحتها بالعيد.
وحسب الرواية الرسمية للأحداث فقد نقلت وكالة الأنباء الجزائرية أن حوالي ثلاثين شخصا أصيبوا ليلة الاثنين إلى الثلاثاء ببريان (45 كلم شمال غرداية ) خلال مواجهات بين مجموعات من الشباب كانت قد نشبت عقب الاعتداء على إحدى المارات عن طريق الرشق بالحجارة، حسب ما علم من مصدر طبي محلي، دون أن تذكر هوية المعتدين مكتفية بإيراد أن “مظاهر تخريب وتكسير المرافق والممتلكات العامة إضافة إلى آثار حرق إطارات العجلات المطاطية والحجارة المستخدمة في سد الطريق وبقايا القنابل المسيلة للدموع بادية للعيان بالمنطقة راسمة صورة الخراب الذي مس وسط مدينة بريان.
يشار إلى أن الوزير الأول الجزائري كان في ندوة صحافية يوم السبت الماضي أجريت لعرض الاستعدادات الخاصة بتظاهرة قسنطينة عاصمة (الثقافة العربية 2015)، أجاب عن سؤال بشأن غرداية بالتأكيد على العمل الذي تقوم به الدولة الجزائرية لإحلال الأمن بغرداية موازاة مع سهرها على تكريس ثقافة المحبة ومحاربة الكراهية بين مواطني المدينة الواحدة.
وأضاف سلال حسب وكالة أنباء الجزائر “خلال زيارتي الأخيرة لغرداية اتخذنا جملة من التدابير ترمي إلى استرجاع الأمن (…) وطلبنا من العدالة أن تلعب دورها” من خلال “محاكمة المتسببين” في الإخلال بالنظام والأمن العام”.
جدير بالذكر أن نفس التصريحات ظلت السلطات الجزائرية ترددها منذ دون ثمانية أشهر أحرق فيها وهجر ودمر المئات من منازل ومآثر ومحلات أمازيغ المزاب، بالإضافة لجرح مئات منهم كما قتل عشرة أمازيغ اثنين منهم في رمضان الحالي فقط.
ويتهم أمازيغ المزاب السلطات الجزائرية بمساندة ودعم هجمات عرب الشعانبة ضدهم، وهو ما عززوه بنشر العشرات من الصور والفيديوهات التي تظهر بوضوح عناصر الأمن الجزائري وهم يساندون مجموعات من عرب الشعانبة وهي تقوم بالهجوم على الأحياء الأمازيغية في مدن ولاية غرداية.