مع كل يوم، وامام تزايد الاهتمام بالرقمنة، والحاجة إليها في جميع مناحي الحياة، من الإدارة إلى التعليم والقضاء والخدمات الإجتماعية والصحية مرورا بالإعلام والإتصال، والغزو الكبير للعقول والادمغة من طرف التطبيقات والبرامج المعلوماتية، مما خلق مجتمعا إنفراديا في طبعه، لم يعد يستسغ الجماعة والمجموعة البشرية، ويعمل بشكل دائم في خانة الوحدة والانفراد بالذات ، والجهاز الهاتفي أو الحاسوب في كل وقت وحين، يطرح سؤال، مقاومة العادات والتقاليد، أمام هذا الوضع الذي لم يعد يسمح باللقاءات، وإعادة الحكايات ، واستهلاك الزمن في الطقوس والعادات، والتي كانت بالأمس القريب متنفسا للانسان للتعبير عن ذاته، وابراز الموهبة، والرقي بالنفس إلى السمو، والكونية، والتشبت بالجماعة والمجموعة من أجل المصلحة العامة .
والعادات والتقاليد منذ احداثها كانت تعتمد اللقاءات والتواصل الدائم بين مكونات المجتمع، وتخلق أواصر المحبة والتفاعل الإيجابي ، وتحارب كل الفوارق والاصطدمات لأنها تمحي الفوارق وتؤكد عدم إمكانية العيش خارج الجماعة، و أن الخير في المجموعة.
ومع العزو المستبد للعقول من طرف الرقمنة والعولمة، تراجع منسوب التعاطي مع العادات والتقاليد في كل المناسبات الدينية والعوائد المحلية لكل الاقوام والمجتمعات.
والعقلاء من بني البشر، أصبحوا في لحظة الدعوة إلى انقاد البشرية من هول الرقمنة والمعلوميات والانترنيت التي أصبحت تهدد العادات والتقاليد والخصوصيات الإجتماعية والثقافية والفكرية والدينية للمجتمعات، وترسم عالم أخر، يعتنق مذهب الوحدة والفردانية ونبد الجماعة، والعيش في ارتباط هستيري مدمن مع الأجهزة والحواسب.
فهل من مبادرات دولية ووطنية من أجل إنقاذ العادات والتقاليد التي تعيش أزمة البقاء في ظل عالم رقمي متوحش .