الدريوش: جمعية ثازيري تحتفي بالأستاذ محمد مغوتي باتسافت في احتفالية السنة الأمازيغية الجديدة 

نظمت جمعية ثازيري للتنمية والثقافة يومه السبت يناير 2025 باتسافت- الدريوش، احتفالية رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975، عبر ندوة فكرية تكريمية للمناضل والحقوقي الأمازيغي الأستاذ محمد مغوتي تقديرا لمساره الحافل في مجال العمل الجمعوي بالمنطقة وإسهامه بالنهوض بالعمل المدني الأمازيغي بمنطقة اتسافت والريف، وكذا مسيرته التي وصلت 17 عاما كمدرس لمادة الفلسفة بجماعة اتسافت.

وقد افتتح الجلسة عضو الجمعية الأستاذ عبد المنعم أشبوق، بتهنئة الحضور بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن سياق الندوة الفكرية التي تخوض فيها ثازيري والمعنونة بـ : “السياسة اللغوية بالمغرب: أي موقع للأمازيغية”، والتي ساهم في تأطيرها الأستاذان خميس بوتكمنت و محمد مغوتي.

وفي تدخل للأستاذ المحتفى به السيد مغوتي الذي اختار لمداخلته عنوان: ” في السياسة العمومية بالمغرب: الحصيلة والتحديات” وقد توقف فيها الأستاذ المحاضر عند تقييم حصيلة الأمازيغية بالمغرب، بعد مرور حوالي أربعة عشر عاما على ترسيمها، و المعيقات التي تحول دون تبوأ الأمازيغية لمكانتها الحقيقية في السياسات العمومية، ومناحي الحياة العامة، وقد انتقد المتدخل التماطل الذي يعرفه تنزيل القانون التنظيمي للأمازيغية، وكذا الوضعية المقلقة للأمازيغية في المدرسة العمومية إضافة للتحديات المطروحة على الحركة الأمازيغية، ولا سيما ما يتعلق بالبحث عن بدائل واستراتيجيات جديدة للعمل.

من جانبه انتقد الفاعل الأمازيغي الأستاذ خميس بوتكمنت في مداخلته المعنونة بـ: ” السياسة اللغوية بالمغرب: حصيلة الآن وأسئلة المستقبل”، انتقد التعامل الرسمي مع الأمازيغية التي قال أنه يحصرها في خانة الفلكلور والتي توظفها الدولة لتزيين واجتها الخارجية، كما انتقد سياسة الحكومة مع الأمازيغية في مختلف القطاعات، حيث استغرب اعتماد مترجم للغة رسمية إلى لغة رسمية أخرى داخل نفس البلد. وقد توقف المحاضر ذاته عند الأرقام التي أوردتها مندوبية التخطيط في الإحصاء الأخير، والمتعلقة بعدد الناطقين باللغة الأمازيغية والمستعملين لها كلغة التخاطب اليومي، حيث نبّه إلى خطورة الوضع الذي يستدعي جهدا إضافيا من الأمازيغ والحركة الأمازيغية خاصة أمام ما سماه بعولمة الأسن، ودخول تأثيرات لغوية جديدة إلى المغرب إضافة إلى تغير البنية الديمغرافية نتيجة الهجرة. كما دعا الحركة الأمازيغية إلى التكتل والضغط على صانعي القرار من أجل انتزاع مكتسبات إضافية، خصوصا بعد ظهور ما وصفه بالتيارات الجديدة تحمل أسماء مختلفة تنسب نفسها إلى الخطاب الأمازيغي.

وقد شهد هذا اللقاء تفاعلا كبيرا من طرف الحضور، حيث فتح نقاشا مهما تجاوبا مع الأستاذين المتدخلين، قبل أن يتم الانتقال إلى المحور الثاني من احتفالية ثازيري بالسنة الأمازيغية، والذي يتعلق بالإحتفاء بالأستاذ محمد مغوتي، إذ توقف ممثل الجمعية عند سياق هذا التكريم الذي حظي به المحتفى به، بعد مسار طويل من العمل الجاد في تربية أبناء اتسافت كمدرس للفلسفة، أو الجهود التي بذلها في سبيل العمل الجمعوي الأمازيغي بالمنطقة والنهوض بالثقافة الامازيغية، ولاسيما إسهامه النشيط في مختلف أنشطة جمعية ثازيري منذ تأسيسها سنة 2013 . وبالمناسبة ذاتها قدم أصدقاء وتلاميذ وزملاء الأستاذ مغوتي كلمات وشهادات توقفت عند التذكير بمناقب وأخلاق المحتفى به سواء كإنسان أوكأستاذ وكمناضل، كما ثمّن الجميع هذه الالتفاتة الكريمة من الجمعية، في خطوة تعكس صورة الاستاذ مغوتي داخل المجتمع باتسافت، كتتويج لمسار طويل من العمل الرصين والالتزام المسؤول بالواجب تجاه أبناء المنطقة خدمة للتربية والثقافة الأمازيغية. وتجدر الإشارة أن الأستاذ المحتفى به قد انتقل هذا الموسم إلى مديرية تازة بعد أن قضى باتسافت مديرية الدريوش سبعة عشر عاما كاملا. قبل أن تتقدم جمعية ثازيري المستضيفة للحفل بهدية رمزية وتذكار يؤرخ للحدث ويعترف بقامة فكرية أمازيغية بحجم الأستاذ مغوتي.

وبهذه المناسبة الاحتفالية والتكريمية، نظمت ثازيري حفل شاي على شرف الأستاذ المحتفى به، واحتفالا بدخول سنة أمازيغية جديدة.

عن لجنة الإعلام

اقرأ أيضا

حقوقيون وجمعويون يناقشون موضوع المرأة ودورها في الحفاظ على التراث الثقافي الأمازيغي

احتضنت قاعة الاجتماعات بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير، مساء يوم الجمعة 17 يناير الجاري، ندوة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *