بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2975 نظمت جمعية ناظور المستقبل ANAF بشراكة مع مؤسسة مارتشيكا للتنمية المستدامة والثقافة مساء يوم السبت 25 يناير 2025 بالمركب الثقافي بالناظور حفلا بهيجا تضمن فقرات متنوعة نشّطها وقدمها الصحافي المتميز محمد العلالي. استهل الحفل فقراته بلوحات موسيقية فلكلورية من آداء فرقة “الشيخ سيمون البركاني”، وهي عبارة عن أغان تراثية أمازيغية وعربية، وكذلك رقصات شعبية تجاوب معها الجمهور الحاضر بشكل كبير. بعد ذلك تكلف الباحث في التراث الأمازيغي حميد قيشوح بتعريف دلالات السنة الأمازيغية واقفا عند أبعادها الثقافية والأنتروبولوجية.
ومن أهم فقرات هذا الحفل أداء فرقة “أزغنغان باند” للأغنية الملتزمة لمجموعة من الأغاني الأمازيغية الخالدة المرتبطة بالهوية والأرض، ولقد قام الحاضرون بترديدها والتماهي معها والرقص على نغماتها في جويا مفعم بالحمس والإنسجام.
وترسيخا لثقافة الاعتراف وإسداء الشكر لأولي الفضل والعطاء في المجالين الثقافي والفني سواء محليا أو وطنيا ودوليا، كرمت الجمعيتين ANAF ناظور المستقبل ومؤسسة مارتشيكا للتنمية المستدامة والثقافة بالناظور، مجموعة من أسماء المدينة، فكانت البداية مع الفنانة المقتدرة لويزة بوسطاش التي أقعدها مرضها عن الاستمار في آداء فنها، وهو فن متنوع يتوزع بين الفن التشكيلي والتمثيل المسرحي والسينمائي، وتعد من الرعيل الأول في هذا الجانب، ولقد تكلف الفنان سعيد المرسي بأداء كلمة في حقها ذاكرا جوانب من سيرتها ومساهماتها الفنية المتميزة. بعدها تم تكريم الإعلامي والمبدع علي أزحاف والذي غاب عن هذا الحفل لتواجده خارج أرض الوطن، وقد ناب عنه الكاتب الخضير الورياشي مقدما شهادة في حقه مشيدا بسيرته المهنية والأدبية.
وفي الصدد نفسه تم تكريم الشاعرة والباحثة حياة بوترفاس، باعتبارها كاتبة أمازيغية متألقة لها طابعها الخاص في التأليف، ولقد تولى الدكتور جمال الدين الخضيري تقديم شهادة في حقها مسلطا الضوء على تجربتها وخصوصية إبداعها الشعري والسردي، وبهذه المناسبة ألقت بصوتها الشجي وأدائها المعبر إحدى قصائدها على أسماع الجمهورعربون شكر ومحبة .
وفي مجال الموسيقى والفن تم تكريم الفنان المحبوب عمر أياو نظير أعماله المتميزة وأغانيه الأمازيغية الهادفة، وقد بيّن هذه التجربة الدكتور بلال عنقود مشيرا إلى مسيرة هذا الفنان وغناها. وبطلب من الجمهور قدم عمر أياو بعض أغانيه التي لقيت استحسانا وتجاوبا كبيرين مع الجمهور الحاضر.
ومن التكريمات الاستثنائية والخاصة في هذا الحفل استحضار روح الفنان الأمازيفغي الراحل صالح إضفضاون، وكمبادرة رمزية دالة من الجمعية تم تخصيص درع تذكاري للفنان الراحل سلمه رفيقه في الفرقة عبد الناصر امحرف، والذي من جانبه ذكر مناقب صالح أصفضاون ومسيرته الفنية الرائدة.
ونظرا لخصوصية هذه المناسبة ورمزية هذا الحفل تم الاحتفاء بمجموعة من الأكلات الأمازيغية التقليدية من قبيل الفواكه الجافة التي وزعت على الجمهور، كما تم الاحتفاء بالزي التقليدي وكذا الأثاث والصناعة التقليدية الأمازيغية من خلال عرضها على المنصة.