سعيد بنيس، الباحث في السوسيولوجيا، يفكك في هذا النص الخلفية الثقافية للعنف اللفظي ضد النساء في الفضاء الافتراضي المغربي.
وفقًا له، يستند هذا العنف إلى محددات عدة، من بينها التطرف القيمي الذي يعزز صورة نمطية مختزلة عن المرأة. يتم تعميم هذه الصورة كآلية لإعادة إنتاج ثقافة العنف ونشر خطاب الكراهية.
يرى بنيس أن هذا الخطاب العنيف يُغذَّى باستخدام معجم لغوي مهين يستمد مفرداته من اللغة العامية، حيث يتم اللجوء إلى أوصاف قدحية مثل “كُوفْرَا”، “هَيْشَة”، “قَهْوِيَة”، “قَرْدَة”، “بَكْرَة”، “خَايْبَة جُوعْ”، وهي تعابير تختزل المرأة في صور دونية تهدف إلى النيل من كرامتها وإقصائها من الفضاء العام. والنتيجة، وفق تحليله، هي تراجع قيم العيش المشترك، وتصلّب التمثلات المجتمعية، مما يؤدي إلى تجذّر الخوف من المساواة بين الجنسين، وغياب الفهم الحقيقي لمفاهيم المواطنة العادلة.
بالتالي، يُظهر بنيس كيف أن العنف اللفظي ليس مجرد تعبير فردي عفوي، بل هو امتداد لمنظومة ثقافية تُعيد إنتاج التمييز وتعرقل تطور القيم الديمقراطية والمساواتية في المجتمع.