فقدت الساحة الفنية المغربية، يوم الجمعة 11 يوليوز 2025، أحد أعمدة الأغنية الأمازيغية، برحيل الفنان الأمازيغي الكبير بناصر أوخويا، الذي بصم اسمه بحروف من ذهب في الذاكرة الموسيقية المغربية، بعد مسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من ستة عقود.
ينحدر الراحل من قرية زاوية الشيخ، بنواحي مدينة خنيفرة، في عمق الأطلس المتوسط، حيث تشرب في طفولته روح الجبل وملامح الحياة القروية التي ستشكل لاحقا الخلفية الحقيقية لصوته وأعماله. وقد دفعه شغفه بالفن والغناء مبكرا إلى الهجرة نحو مدينة الدار البيضاء، حاملًا معه حلما وصوتا، ومصطحبًا أيقونة المواويل الأمازيغية حادة أوعكي، التي ستشكل معه لاحقا ثنائيا فنيا متميزا، بصما معا تاريخ الموسيقى الأمازيغية، ونسجا مشوارا مشتركا كان بمثابة وثيقة وجدانية شاهدة على العصر، وجسرا بين الماضي والحاضر.
يُجمع النقاد على أن أوخويا شكّل مدرسة قائمة الذات في الأغنية الأمازيغية، فقد مزج بين الكلمة العميقة واللحن الأصيل، وخلق لنفسه أسلوبا فريدا يُحاكي الروح ويُلامس الذاكرة الجماعية. وتعد أعماله، التي لا تزال تبث في الإذاعة والتلفزيون منذ ستينيات القرن الماضي، خير دليل على مكانته.
وفي هذا السياق، تُعبر جريدة “العالم الأمازيغي” عن حزنها العميق وأسفها الكبير لفقدان أحد رموز الأغنية الأمازيغية الأصيلة، معتبرةً أن رحيل بناصر أوخويا “ليس خسارة للفن فقط، بل فقدانا لصوت حمل قضايا الأرض والإنسان، وكان سفيرا صادقا للثقافة الأمازيغية في بعدها الإنساني والفني”.
وتقدم الجريدة وطاقمها بخالص التعازي وصادق المواساة إلى عائلة الفقيد وأحبّائه وجميع مُحبيه وأسرته الفنية، سائلةً الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.