خصص العدد المزدوج لشهري يوليوز وغشت من جريدة “العالم الأمازيغي” ملفه الشهري للجالية المغربية المقيمة بالخارج، متناولا الموضوع من زاويتين مختلفتين. فمن جهة، سلط الضوء على الأدوار الإيجابية التي تضطلع بها الجالية في بلدان الإقامة، سواء كقوة عاملة نشيطة أو من خلال تموقعها داخل مراكز القرار، خاصة في أوروبا. ومن جهة أخرى، تناول الفئة التي تعاني من العزلة والتي قد تجد نفسها عرضة للانزلاق نحو التطرف.
في هذا السياق، قامت الجريدة بالبحث في الأسباب الكامنة وراء مظاهر العنف والتطرف والإرهاب التي تورط فيها عدد من أبناء الجالية المغربية والمغاربية في المهجر. وقد أجمعت معظم التحليلات على عوامل مثل التأويل المتشدد للنصوص الدينية والوضع الاجتماعي والاقتصادي للفرد المتطرف، غير أن عدداً قليلا منها توقف عند عامل جوهري آخر، يتمثل في الاستلاب اللغوي والثقافي. ويقصد بذلك حرمان فئات واسعة من الشباب، لا سيما في المهجر، من فرص التعلم بلغتهم الأم، الأمازيغية، وما يترتب عن ذلك من انقطاع عن الجذور الثقافية.
وللإحاطة بالموضوع من مختلف جوانبه، أجرت الجريدة حوارات مع عدد من المتخصصين والمهتمين بقضايا الهجرة، من بينهم إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، والحسين بكار السباعي، الباحث والمحامي المختص في قضايا الهجرة، إضافة إلى محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في الدراسات الإسلامية والخبير في قضايا التطرف والإصلاح الديني. كما يتضمن الملف مقالات تحليلية تسلط الضوء على الظاهرة من زوايا متعددة.
من جهة أخرى، يتضمن العدد تغطية خاصة للندوة العلمية الدولية التي نظمها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP) بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بمشاركة نخبة من الباحثين المغاربة والدوليين، حيث ناقشوا موضوع “الكتابة الليبية-الأمازيغية: واقع الحال وآفاق البحث”.
وفي النسخة الأمازيغية من الجريدة، سيجيد القراء مجموعة من الأخبار السياسية والثقافية. أما النسخة الفرنسية، فتتضمن مقالات متنوعة، منها مقال لأمينة المغاري حول الحلي الأمازيغي السوسي، ومقال لهشام عبود عن شخصية الكاهنة، إلى جانب مقال للباحث لحسن بيزريكن حول حماية التراث الثقافي والذاكرة الجماعية، خاصة في مناطق الجنوب. اضافة إلى تغطية خاصة لليوم الدراسي الذي نظمته الأمانة العامة للحكومة بشراكة مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حول موضوع “إدماج اللغة الأمازيغية في التشريع: الفرص، الإمكانات والتحديات”.