الراخا يطالب “DW” بوقف المصطلحات “التمييزية” واحترام الهوية الأمازيغية ووحدة بلدان شمال إفريقيا

وجه رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا، رسالة إلى المديرة العامة لمؤسسة دويتشه فيله دعا فيها إلى وقف استعمال مصطلح «المغرب العربي» في النشرات العربية للقناة، معتبراً أنه مصطلح ذو حمولة أيديولوجية لا ينسجم مع الحقائق التاريخية والأنثروبولوجية لمنطقة شمال إفريقيا ذات الجذور الأمازيغية. وانتقد الراخا توصيف الفرق المغربية بأنها «عربية»، مذكّراً بأن المملكة تمثل إفريقيا في المنافسات الدولية، انسجاماً مع الخطاب الرسمي المغربي.

كما شدّد على ضرورة احترام الوحدة الترابية للمغرب في الخرائط المعروضة على القناة، وخاصة ما يتعلق بالصحراء المغربية.

ودعا الراخا المؤسسة إلى اعتماد تسميات محايدة مثل «شمال إفريقيا» أو «المغرب الكبير» أو «تامازغا».

نص الرسالة:

إلى السيدة بربارة ماسينغ

المديرة العامة لمؤسسة دويتشه ويله (Deutsche Welle/DW)

الموضوع: من أجل احترام الهوية الأمازيغية الضاربة في التاريخ وصون الوحدة الترابية لبلدان تامازغا (شمال إفريقيا)

السيدة المديرة العامة،

اسمحوا لي أن ألفت انتباهكم إلى مسألة حساسة ومتكررة في نشرات الأخبار الناطقة باللغة العربية على قناة دويتشه ويله(Deutsche Welle/DW). فقد لوحظ، وللأسف، أن عبارة «المغرب العربي» تُستعمل بشكل متكرر للإشارة إلى بلدان شمال إفريقيا. غير أن العديد من الباحثين والمؤرخين والمؤسسات الثقافية أكدوا أن «المغرب» لم يكن في يوم من الأيام فضاءً «عربياً»[1] ، ولا يمكن اختزاله في هذا البعد الثقافي الواحد.

وعلى غرار بعض القنوات مثل فرانس 24 وميدي1سات، المتشبعة بإيديولوجيا عروبية-إسلامية ذات نزعة مركزية إثنية، يصف مقدمو نشراتكم أيضًا، عن خطأ، الفرق المغربية لكرة القدم بأنها «فرق عربية». فقد كان الجميع يعلم تمام العلم أن المنتخب المغربي الذي تألق مؤخرًا في كأس العالم لأقل من 20 سنة كان يمثل بلدًا إفريقيًا[2] ، يشارك باسم القارة الإفريقية — وليس باسم شبه الجزيرة العربية أو دول الخليج أو آسيا.

وفي هذا السياق، جاء في رسالة التهنئة التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة المتوج بطلاً للعالم في الشيلي سنة 2025، أنه أشاد بـ«إنجاز مشرّف للمغرب وشبابه وللقارة الإفريقية»[3] — دون أي إشارة إلى ما يسمى بـ«التمثيل العربي». كما ذكّر جلالته بأن «الأمازيغية مكون أساسي من الهوية المغربية الأصيلة، الغنية بتعدد روافدها، ومشترك جامع بين جميع المغاربة دون استثناء»[4] .

لذلك، من الضروري أن تراعي فرق التحرير في مؤسستكم حقيقة تاريخية وأنثروبولوجية وثقافية ثابتة، وهي أن شعوب شمال إفريقيا ذات هوية أمازيغية بالأساس.

إن مؤسسة دويتشه ويله تفتخر، وعن حق، بمبادئها التحريرية القائمة على الصدق ومناهضة التضليل الإعلامي والمصداقية. ومع ذلك، فإن استخدام مصطلح «المغرب العربي» يتنافى مع الدقة التاريخية والجغرافية والعلمية، كما يغذي سرديات أيديولوجية متجاوزة، تعود جذورها إلى فكر القومية العربية الذي سعى طويلًا إلى طمس الهوية الأصلية للمنطقة.

وربما تأثر بعض صحفييكم، كما تأثر عدد من الصحفيين في شمال إفريقيا، بأسطورة العروبة القائلة إن الأمازيغ قدموا من اليمن واستعمروا شمال إفريقيا. غير أن الأبحاث في الأنثروبولوجيا الجينية والاكتشافات الأثرية والتاريخ العلمي تثبت العكس تمامًا: فقد بينت أن عدداً من شعوب الشرق الأوسط، لا سيما في السعودية واليمن، وكذلك جزءًا من مؤسسي الحضارة الفرعونية، تعود جذورهم إلى شمال إفريقيا[5] . وينطبق ذلك أيضًا على بعض الشعوب الإيبيرية والإيطالية الصقلية والسردينية والمتوسطية[6] .

وقد فقدت هذه الإيديولوجيا مصداقيتها نهائيًا بعد أن بثت وسائل إعلامكم نفسها، في يونيو 2017، خبر الاكتشاف العلمي العظيم «إنسان أدرار إيغود» بالمغرب، والذي يعد أقدم إنسان عاقل معروف في التاريخ (315.000 سنة). هذا الاكتشاف المغربي-الألماني، الذي أشرف عليه البروفيسور جان جاك أوبلان من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية بمدينة لايبزيغ، والبروفيسور عبد الواحد بن نصر، تصدّر عناوين الصحف الألمانية، ومنها العنوان اللافت: «نحن جميعًا مغاربة!» (Wir sind alle Marokkaner).[7]

كما نلتمس منكم الحرص على احترام الحدود الترابية لدول شمال إفريقيا، وتجنب أي تمثيل خرائطي يفصل الصحراء المغربية عن تراب المملكة المغربية. ذلك أن ألمانيا، إلى جانب إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة، اعترفت بالخطة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل جاد وذي مصداقية، وهو ما تؤكده قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وعليه، نرجو منكم، السيدة المديرة العامة، توعية هيئات التحرير لديكم بضرورة تجنب المصطلحات ذات الحمولة الأيديولوجية، التي تفتقر إلى الأسس العلمية والتاريخية، والتي يُنظر إليها باعتبارها تمييزية من طرف ملايين من مواطني شمال إفريقيا، بمن فيهم المواطنون الأوروبيون والألمان من أصول مغاربية والمهاجرون المقيمون في أوروبا وألمانيا.

إن البدائل المحايدة والدقيقة كثيرة، منها: «شمال إفريقيا»، «المغرب الكبير» أو بتسميته التاريخية الأصلية «تامازغا» — أي أرض الأمازيغ، أرض الأحرار.

وتفضلوا، السيدة المديرة العامة، بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام.

رشيد الراخا

رئيس التجمع العالمي الأمازيغي

Notes :

[1]- https://amadalamazigh.press.ma/fr/a-cause-de-la-denomination-du-maghreb-arabe-le-monde-amazigh-interpelle-de-nouveau-le-directeur-de-france-24-en-tunisie/

 [2]- https://amadalamazigh.press.ma/fr/petition-de-50-associations-amazighes-visant-a-activer-le-statut-officiel-de-la-langue-amazighe-dans-les-activites-de-la-federation-royale-marocaine-de-football/

[3]- https://www.youtube.com/watch?v=tRtcgTYckH0&t=10s

https://www.youtube.com/watch?v=tRtcgTYckH0&t=10s

[4]- https://amadalamazigh.press.ma/fr/s-m-le-roi-mohammed-vi-declare-le-nouvel-an-amazigh-jour-ferie/

[5]- https://amadalamazigh.press.ma/fr/le-sahara-berceau-de-la-civilisation-amazighe/

[6]- https://amadalpresse.com/RAHA/Origines.html

[7]- https://www.spiegel.de/wissenschaft/mensch/homo-sapiens-fossilien-fund-in-marokko-menschheit-viel-aelter-als-gedacht-a-1150859.html

 

اقرأ أيضا

تأليف كتب تعليمية موجهة للصغار بهدف دعم اللغات المحلية

ينظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (IRCAM)، من خلال مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية، محاضرة حول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *