اعتبرت أمينة ابن الشيخ، في تدوينة نشرتها على صفحتها في فيسبوك، أن تصريحات البرلمانية اليسارية نبيلة منيب تعكس تغريدًا خارج سياق التاريخ والجغرافيا. وكتبت ابن الشيخ أن منيب، التي يُفترض أنها تمثل الشعب المغربي تحت قبة البرلمان، عبّرت عن افتخارها بأحداث تاريخية ألحقت الويلات بالسكان الأصليين لتامزغا، متجاهلة السياق الحقيقي لما تسميه “الفتوحات الإسلامية”.
وأضافت ابن الشيخ في تدوينتها أن منيب أظهرت حماسة غريبة وهي تمجّد من وصفتهم بـ”الفاتحين”، في حين أن العديد من كتب التاريخ توضح أنهم كانوا في حقيقتهم غزاة. ولفتت إلى أن هذه الكتب، التي تربّت عليها أجيال مغربية، زرعت في أذهان الصغار فكرة أن الجرائم التي ارتُكبت بحق الأمازيغ كانت بطولات إسلامية. وأكدت أن الإسلام، في جوهره، بريء من هذه الجرائم التي أضرت بالهوية الثقافية لسكان تامزغا الأصليين.
وأشادت ابن الشيخ بالدور الجريء للدكتور كلاب، الذي يعمل على إعادة قراءة التاريخ بموضوعية، مسلطًا الضوء على الحقائق المغيّبة. وأبرزت أن الدكتور يسعى إلى كشف الوجه الآخر لهذه الأحداث التي حاولت طمس الهوية الأصلية للمغاربة ونسبتهم إلى أصول غير أجدادهم الحقيقيين. ورأت أن هذا النوع من المراجعة التاريخية ضروري لتحقيق فهم أعمق لتاريخ المغرب.
في جانب آخر من تدوينتها، انتقدت ابن الشيخ محاولة منيب تصوير مغاربة هولندا وكأنهم يعادون السامية. واعتبرت أن هذا التصوير محاولة مكشوفة لإرضاء نزعات ذاتية والدفاع عن قضايا ليست في صلب الأولويات الوطنية. وأوضحت أن إلصاق هذه التهمة بمغاربة هولندا، الذين كانوا في موقف دفاع مشروع عن أنفسهم وممتلكاتهم، يُعدّ افتراءً لا أساس له. وأكدت أن المغاربة، سواء داخل الوطن أو خارجه، يتمتعون بعلاقات وطيدة مع إخوانهم اليهود المغاربة، الذين يشكّلون جزءًا لا يتجزأ من الهوية المغربية.
وأشارت ابن الشيخ إلى أن اليهود المغاربة في إسرائيل، الذين يشكلون نسبة مهمة من سكانها، لا يزالون يحتفظون بهويتهم وثقافتهم الأمازيغية، وهي الهوية ذاتها التي تجمعهم مع إخوانهم مغاربة هولندا. وشددت على أن تصوير الأحداث الأخيرة كمعاداة للسامية يتجاهل تاريخًا طويلًا من التعايش بين الأمازيغ واليهود في مختلف مناطق المغرب. واعتبرت أن هذا التعايش بني على قيم أصيلة مثل التسامح، الأخوة، والتضامن، وظل يشكل ركيزة للوحدة الوطنية.
وختمت أمينة ابن الشيخ تدوينتها بالإشارة إلى أن تصريحات نبيلة منيب الأخيرة أعادت فتح جراح تاريخية كان الأحرى تجاوزها. وأكدت على ضرورة تحلّي البرلمانيين والسياسيين بالمسؤولية في خطابهم، مشددة على أن الدفاع عن القضايا الوطنية يتطلب وحدة الصف واحترام الهوية المغربية، لا التغاضي عنها أو محاولة طمسها.