جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر
عرفت مدينة الحسيمة منذ ليلة أمس الجمعة 28 أكتوبر 2016، احتجاجات واسعة، لا زالت مستمرة إلى الآن، وذلك على إثر مقتل أحد أبنائها، في حاوية لطحن الأزبال (من النوع التي تعمل بالضغط) بعدما تم تحريكها عمدا من خلال إعطاء أوامر أمنية لشاحنة الأزبال من أجل ضغط الآلة وطحن الضحية مع الأزبال مما أدى إلى مقتله على الفور، في الوقت الذي كان يحاول فيه الشاب (تاجر السمك بالسوق المحلي للحسيمة) استرداد بضاعته التي تم مصادرتها من طرف السلطات المعنية.
وذكرت وكالةCNN وفقا لشهود عيان، أن السلطات المحلية صادرت كميات كبيرة من السمك الذي اشتراه الشاب محسن فكري، وألقت بها في شاحنة لجمع الأزبال، غير أن الشاب، قام بالقفز إلى داخل الشاحنة لمحاولة جمع السمك المصادر، إلّا أن أحدهم قام بتشغيل محرك الشاحنة عمدا، فاشتغلت آلة الشفط التي ابتلعت الشاب وسحقت عظامه حتى الموت.
وقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #هي_جريمة_قتل_وليس_انتحارا للاحتجاج على مقل الشاب، كما تم تداول صورته ميتا داخل الشاحنة، وفيديوهات تأرخ للحظة مقتل محسن فكري، وكذا لحظة استخراج أشلاء الضحية من الشاحنة من طرف رجال الوقاية، مصحوبة باحتجاجات عارمة، طالبت ليلتها بفتح حوار آني مع عامل الإقليم إلى جانب وكيل الملك، ما أدى إلى حظورهما إلى عين المكان على الساعة الثالثة من صباح اليوم.
كما انتقل الاحتجاج إلى جامعات مدن مجاورة كمرتيل ووجدة، هذه الأخيرة التي شهدت مسيرة غضب ليلية، نظمتها الحركة الثقافية الأمازيغية، انطلاقا من الحي الجامعي باتجاه ولاية الجهة الشرقية، حيث عرف الشارع الرئيسي بالمدينة وقفة غير مسبوقة في تاريخ المدينة، ردد خلالها الطلاب شعارات ضد التهميش والحكرة.
ومن جهتها نظمت نقابة سائقي الطاكسيات بالحسيمة وقفة احتجاجية أمام ولاية الأمن بالمدينة احتجاجا على مقتل بائع السمك من قبل السلطات المحلية، فيما ستعرف مدينة الناظور إلى جانب عدد من المدن بالريف يوم غد الأحد 30 أكتوبر 2016، وقفات احتجاجية سيتم تنظيمها تنديدا بمقتل المواطن بائع السمك محسن فكري.
كما دعا نشطاء أمازيغيون إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان المغربي يوم الأحد 30 أكتوبر 2016 على الساعة 18:00 مساءا، وأطلقو حدثا على الفايسبوك يدعون فيه إلى المشاركة بكثافة في وقفة الأحد “للتنديد بسياسة الحكرة التي ينهجها النظام المخزني في حق الشعب وآخر تجلياتها استشهاد المواطن من الحسيمة محسن فكري بعدما طحنته شاحنة البلدية”.
أمضال بريس/ كمال الوسطاني
