تاڭراولا: الموسيقى الأمازيغية الملتزمة سبيلنا من أجل رد الاعتبار للذات الأمازيغية ورموزها

هم مجموعة من الشباب المتحمسين للفن الأمازيغي، وكرد فعل على التغيرات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها منطقة الجنوب الشرقي في العقود الماضية. أراد أعضاء “تاڭراولا”، أن يعبروا من خلال الموسيقى عن هويتهم وثقافتهم الخاصة التي تمثل جزءا من المشهد الأمازيغي، وذلك عبر المزج بين الإيقاعات التقليدية والعصرية. مسلطة الضوء على قضايا الهوية الأمازيغية والارتباط بالأرض والتراث، النضال الاجتماعي، قضايا الشباب، والتمسك بالجذور الثقافية، مما يجعلها تحظى بشعبية كبيرة في أوساط محبي الموسيقى الأمازيغية في المنطقة وخارجها.

مجموعة “تاڭراولا” أكثر من مجرد فرقة موسيقية، فهي تعبر عن هوية شعب وقضية ثقافة تسعى للحفاظ على مكانتها في ظل العولمة والتغيرات السريعة. من خلال أعمالهم، نجحت الفرقة في بناء جسر بين الماضي والحاضر، ليظل صوت الهوية الأمازيغية حيًا في قلوب محبي الموسيقى والفن.

في هذا الحوار حاولنا التقرب قليلا من مجموعة “تاڭراولا” الموسيقية، لكشف أغوار البدايات، التحديات وكذا المشاريع المستقبلية، فضلا عن واقع الموسيقى الجنوب شرقية خاصة والأمازيغية عموما.

مرحبا بكم على صفحات “العالم الأمازيغي”، بداية ممكن ورقة تعريفية عن المجموعة، ولماذا “تاڭراولا”؟

«تاڭراولا» مجموعة موسيقية تضم فنانين من الجنوب الشرقي المغربي وهم أعقى، هشام ورضوان، وهي تهتم بالتاريخ والهوية والثقافة الأمازيغية عن طريق الفن الملتزم من أجل رد الاعتبار للذات الأمازيغية ورموزها. وقد اخترنا اسم «تاڭراولا» وتعني «الثورة» كلقب فني، باعتبارها ضرورة ملحة لتغيير نمط التفكير داخل المجتمع ومحاربة الاستلاب الفكري الذي يربط هوية شمال افريقيا بالمشرق، وخلق ثورة فكرية تقطع مع الإيديولوجية العروبية.

متى وكيف كانت خطواتكم الأولى في سماء الأغنية الأمازيغية؟

البدايات الأولى في جامعة ابن زهر بين أحضان الحركة الثقافية الأمازيغية سنة 2007 وبعدها شاركنا في أمسيات فنية ملتزمة في عدد كبير من المواقع الجامعية والجمعيات المهتمة بالشأن الأمازيغي.

ما هي التحديات التي واجهتموها في البدايات؟ وكيف استطعتم التغلب عليها؟

التحديات التي يمكن أن تواجه أي فنان في بداياته هي انعدام توفير وسائل ومكان العمل من أجل التطوير والانسجام الجماعي، كذلك غياب الدعم، ما يجعل الأمر صعبا، لكن رغبتنا في إيصال رسائلنا والخطاب الأمازيغي كان حافزا في صمودنا واستمرارنا بإمكاناتنا المحدودة.

ما هي أبرز الثيمات والأنماط الغنائية التي تشتغلون عليها كمجموعة “تاڭراولا”؟

تغنت المجموعة بالعديد من التيمات أبرزها الهوية والثقافة الأمازيغية، التاريخ، الحرية، الحب، المساواة، الجبل، العادات والتقاليد، كما قامت بالنقد الذاتي من أجل تنوير المجتمع وحثه على البحث والمعرفة كسبيل للتحرر من الاستلاب.

ما هي الرسائل التي تحاول المجموعة ايصالها للجمهور عبر أغانيها؟

من خلال أغاني المجموعة نحاول إبراز أهمية الوعي بالذات وكذا الحثّ على السير في خطى المقاومة وجيش التحرير، هذا دون الإغفال عن التشبث بقيم تيموزغا من أجل الأجيال اللاحقة، لأن الأمازيغية تحتاج إلى مناضلين يحافظون عليها عبر التسلح بالعلم والمعرفة.

لكل تجربة موسيقية تأثيرات، بمن تأثرت المجموعة من الفرق الموسيقية سواء الأمازيغية أو العالمية؟

«تاڭراولا» كسائر المجموعات الموسيقية الأمازيغية، تنهل من كل الأساليب الموسيقية، لكن أكثر من أثر في مسيرتنا المتواضعة، موحى ملال، حمو كاموس، أولحلو، إيدير، لوناس معتوب، آيت منڭلات، الوليد ميمون، نوميديا، ازنزارن وعموري مبارك، هذا بالإضافة إلى أحيدوس طبعا.

المتتبع للشأن الثقافي بالمغرب والخارج يسجل غيابكم عن المهرجانات والتظاهرات الثقافية، إلى ما يعزو ذلك؟

سؤال جيد، لكن لا أتوفر على إجابة شافية، ربما من الأجدر طرح السؤال على اللجان الفنية المكلفة بتنظيم المهرجانات. والملتقيات الفنية.

في نظركم ماهي الشروط والأسس التي يجب أن تتوفر عليها أي فرقة موسيقية حتى تنجح وتحقق الانتشار؟

يعتبر الجمهور العامل الأساسي في نجاح أي فرقة موسيقية، لأنه القاعدة التي تستهلك إنتاجات هذه الفرقة وهو أساس الدعم المعنوي، إضافة إلى جودة الإنتاجات التي تجد بدون شك مكانها في الساحة الفنية وهذا يحتاج إلى جودة اللغة الموسيقية وكذا جودة التسجيل.

آخر إصداراتكم الموسيقية أغنية “ⵏⴽⴽ ⴷ ⵏⵉⵜⵏⵉ” من ضمن ألبومكم الخامس، حدثونا قليلا عنها وعن الألبوم؟

«ⵏⴽⴽ ⴷ ⵏⵉⵜⵏⵉ» (أنا والآخرون)، هي الأغنية التي يحتويها الألبوم الجديد «Tamazirt inngedmen» (البلد المنهار)، وهو الألبوم الخامس في مسيرة «تاڭراولا» الموسيقية، بعد «Inekraf» (المعتقلين) سنة 2010، «Akyatagh» (دعونا نستيقظ) سنة 2011، «Nra tidet» (نريد الحقيقة) سنة 2013، و«Lmrrukistan» (ماروكستان) في عام 2018.

هي أغنية تحمل في طياتها الكثير من المعاني والعبر صوتا وصورة؛ ولعل أبرزها تبيان قيمة وجمالية الثقافة الأمازيغية، تشخيص واقع النضال الأمازيغي المتدني، وهي دعوة كذلك للمناضلين الحقيقيين للوقوف في وجه استغلال الأمازيغية من أجل مآرب شخصية.

لماذا اخترتم بالضبط طرح الأغنية مع ذكرى “الربيع الأمازيغي”، ما دلالة التاريخ لدى المجموعة؟

ذكرى «الربيع الأمازيغي» موشومة في التاريخ وفي ذاكرة كل مناضل حقيقي، واختيار هذا التاريخ هو رد الاعتبار وتذكير للأمازيغ به وترحما على شهدائه ورموزه.

هل تعتقدون أن الموسيقى الأمازيغية الملتزمة لا تزال لها قدرة التأثير على المجتمع؟

اختيارنا للأغنية الملتزمة هو رغبتنا في المشاركة في كتابة التاريخ، والتأثير في المجتمع سيكون عندما تجد هذه الأغنية من يصغي لها سواء كان اليوم أم مستقبلا.

كيف تقيمون واقع الموسيقى الجنوب شرقية خاصة والأمازيغية عموما؟

الموسيقى الأمازيغية تطورت بشكل كبير في العقود الأخيرة، حيث وصل صداها العالم وبالتالي أصبحت ناطقا رسميا باسم كل الأمازيغ في المهرجانات والملتقيات الكبرى.

كما أن الجنوب الشرقي لا يتوفر على معاهد موسيقية للتكوين الأكاديمي ورغم ذلك فقد أنجب خيرة الفنانين الملتزمين الذين ذاع صيتهم، مما يعني أن هناك جودة في الكتابة والتلحين والغناء، رغم أنها لم تجد أرضية خصبة مقارنة بنظيرتها في منطقة القبايل التي استفادت من تجربة مفكرين وفنانين كبار منذ أوائل القرن العشرين.

ما هي انشغالات ومشاريع مجموعة “تاڭراولا” المستقبلية؟

المجموعة لا تتوقف عن التفكير في مشاريع موسيقية تنهل من عمق المجتمع، فهي جزء منه وستبقى مواكبة له في السراء والضراء، إذ كلما سنحت لها الظروف ستصدر أغاني جديدة، وبالمناسبة سنحاول إصدار ثاني فيديو كليب للألبوم خلال الأشهر المقبلة.

كلمة حرة..

شكرا لكم على هذه الالتفاتة الرائعة لتقاسم بعض اللحضات مع قراء الجريدة ومحبي مجموعة «تاڭراولا».

Tudert i Tmazight Tamazight i Tudert.

حوار: خيرالدين الجامعي

شاهد أيضاً

أسماء مودوباه: المشهد الثقافي الأمازيغي يفتقد للمعرفة ويعاني ندرة الإنتاج بالحرف الأمازيغي

أسماء مودوباه، روائية أمازيغية صاعدة، أصدرت روايتها الأولى “تجديگت ن امدوز” عن منشورات رابطة تيرا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *