بقلم: حمو حسناوي

كلاهما ماتا في نفس الظروف تقريبا، في ظل تنكر أنظمة بلدانهم لخدماتهم وتركهم يموتون في رقعة التهميش والحرمان، لتكون نهايتهم في مصحات دفع المقربون منهما ثمن أسرتها لتكون آخر المشاهد التي ترمقها أعينهم قبل أن تغادر أجسادهم هاته الحياة، بعد صراعهما الطويل مع المرض والمعاناة، والتي جرعتهم حكومات بلدانهم من كأس إقصائها نظير ما قدماه من خدمات لأوطانهم، وهي خدمات مهما اعترفت هذه الدول بجلالتها لكنها في تقيّتها تراهم بمنظار الشر الهدام الذي أيقض ضمائر الشعوب وأشعل في أعالي جبال أدمغتها مشاعل الهوية.

ليس من السهل أن نسير في ركاب الموت لدفن رجال مثل هؤلاء، وليس من العدل أن نتخيل أن نضالهم كيفما قيمنا ثماره كان في نفس ظروف نضالنا، ولكن كيفما قلنا وعللنا قولنا فنحن ندين لهم بأنهم الشجرة التي نحن اليوم فروعها، وأنهم من حملوا الشمس بأيديهم واكتووا بلهيبها، ليقربوها من أوطانهم وليبصر شعبهم بفضل نورها.
فماذا نحن فاعلون اليوم؟ هل نستوعب درس الوحدة في الوفاة رغم بعد المسافات لنطبقه كشعب أمازيغي، ونحن على قيد الحياة، وهل تكون هذه الخلافات والانقسامات الهامشية التي بيننا من أوراق الماضي التي تحرقها نيران العناد؟ أم أن العناد سيبقى فينا حيا وسلاحا نشهره ونجرب مفعوله أولا على القريب قبل الغريب؟
مآسينا يا معشر الأمازيغ تتعاظم والأحجار التي تحمل قِدرنا ليست إلا ثلاثا، سيسرقها منا الليل الواحدة تلو الأخرى ويبقى إناؤنا بلا نار.
فهل مازالت قلوب جبالنا صلبة وهل مازالت الأمهات تلدن الرجال؟
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر