أكادير أوخنوش، مخزن جماعي بتافراوت في قلب دراسة حول رقمنة التراث

ناقش الباحث محمد بنيدير بحثه لنيل شهادة الماستر الجامعي المتخصص في التراث الثقافي والأركيولوجي والسياحة الإيكولوجية، بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفل القنيطرة، تحت عنوان “الرقمنة في خدمة التراث، إكودار نموذجا”، أشراف عليه الأستاذان سعيد البوزيدي ورشيد أغربي، وحصل عنه على ميزة حسن جدا.

حاول الطالب بنيدير في بحثه معالجة إشكالية استخدام الرقمنة في تثمين وتسويق التراث في إطار مقاولة ثقافية ترمي إلى ذر الدخل وإلى خلق مناصب للشغل، مع المحافظة عليه والحرص على استدامته.
انطلق الباحث في رسالته من جرد للمتوفر من إكيدار بمنطقة تافراوت، ووقف على مميزاتها وخصائصها المعمارية والاقتصادية والاجتماعية وكذا على قيمها التراثية والثقافية، وعلى حالة صيانته التي بلغت مستويات كبيرة من التدهور، تستدعي تدخلا عاجلا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه منها.
وأمام التكلفة الضخمة التي تتطلبها التدخلات التقليدية لصيانة ورد الاعتبار للمآثر التراثية، وكذا أمام الفترة الزمنية التي يستدعيها أي نوع من هذا التدخل، يقترح الباحث سبيلا عصريا يمكن أن يفي إلى حد كبير بالغرض، وبتكاليف مقبولة وفي مدة زمنية معقولة، وهو التوثيق الرقمي لمباني إكيدار باستخدام الوسائل والتقنيات الحديثة التي يتيح الاشتغال بها، كأدوات التصوير الفوتوغراميتري والمسح الليزري وبرامج الذكاء الاصطناعي وغير ذلك.
ولتنفيذ هذا المشروع أو مشاريع من هذا القبيل، قدم الباحث في رسالته تخطيطا لمقاولة ثقافية في مجال رقمنة التراث، هدفها ربحي، وتسعى إلى تثمين التراث الثقافي وتسويقه، لا تذر الدخل على صاحبها فقط، وإنما أيضا على مختلف الفاعلين الذين يمكنها الاشتغال معهم في الميدان، مما سيوسع دائرة الشعور بتملك هذا التراث والخوف على اندثاره حتى لا يفقد المعنيون بالأمر موردا للعيش، وسيؤدي ذلك حتما إلى المحافظة عليه وإلى الحرص على استدامته، وهو توجه جديد في إدماج التراث في التنمية يقطع مع النظرة الكلاسيكية التي يبقى معها التراث في حالة الجمود.
ولتوضيح الرؤية حول مشروعه اشتغل الطالب الباحث محمد بنيدير، وهو بالمناسبة رئيس مركز تيملت للبحث والتوثيق بتافراوت، على أكادير أوخنوش الكائن بمنطقة تافراوت، وقدم نماذج عن المنتجات التي يمكن للمقاولة الثقافية موضوع مشروعه إنتاجها وبيعها، ونماذج عن منتوجات لاستثمار الموارد الرقمية بشكل عملي لرد الاعتبار لتراث إكودار ولجعله يساهم في تنشيط القطاع السياحي الذي يعد من أهم المرتكزات الاقتصادية لمنطقة تافراوت.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *