شهرزاد أمهاجر، رئيسة مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية «سيكوديل»، في حوار مع «العالم الأمازيغي»

أقول للمرأة “أن قدراتك كبيرة جدا، لا تختزلي قدراتك في جسدك”

amhajer

في مقر سيكوديل الكائن وسط مدينة الناضور، تستقبلك شهرزاد أمهاجر بابتسامتها الدائمة. وعند مصافحتها لك، تدرك من قبضتها المحكمة أن في عروق هذه السيدة يسري عزمٌ لا يلين.. يبدأ الحديث فلا يمرّ وقتٌ قبل أن يكتشف المرء أسرارا كثيرة كانت وراء تكوين هذه المناضلة الكبيرة التي تعتبر مصدر فخر بالنسبة لكل ساكنة الناضور وكل الريفيين… هذه المناضلة تعيش لحظات العمل الإنسااني والتطوعي منذ أن كانت طفلة تحبو!، مع هذه المناضلة المميزة، كان لـ «العالم الأمازيغي» هذا اللقاء.

بداية بعد الترحيب، نود أن نقرب ضيفتنا أكثر من قراء “العالم الأمازيغي”، من تكون شهرزاد أمهاجر؟

امرأة من نساء الريف والمغرب وتامزغا، فخورة جدا بكوني أنتمي إلى الريف، رغم كون هذه المنطقة من مناطق المغرب التي لا تزال في أمس الحاجة إلى كثير من العمل، اسمي شهرزاد أمهاجر، أعتبر نفسي منذ طفولتي مناضلة، ربما وسطي العائلي له دور في ذلك إذ وجدت نفسي منذ المراحل المبكرة من حياتي أميل إلى الاهتمام بموضوعات ذات صبغة عامة، ومنذ ذلك الوقت أكن حبا كبيرا للريف، وسعيت دائما أن تكون منطقتي من أحسن المناطق في المغرب، وتستحق أن تكون الأفضل.

رغم كوننا درسنا وكبرنا في مدينة الناضور، إلا أن جذورنا المنتمية لـ”تنملال” 5 كيلومترات خارج مدينة زايو جعلنا دائما في تواصل مع المرأة القروية، ودعمنا المستمر لأهالينا في القرية، لعب دورا إيجابيا في تربيتنا على العمل التطوعي منذ صغرنا، وكذلك روح التضامن التي جسدها أهلنا عندما قرروا التضحية بكل ممتلكاتهم في البادية حتى تتمكن بناتهم من مواصلة الدراسة بالمدينة، كل هذا، بالإضافة إلى نشاطنا بالحركة التلاميذية، ساهم في تكوين شخصية شهرزاد أمهاجر التي تسعى كما عائلتها إلى تغليب مصلحة الجماعة على مصالحها الشخصية.

بعد دراستي الابتدائية والثانوية بالناضور، التحقت بالجامعة المغربية التي كانت تعتبر في التسعينيات مدرسة حقيقية لتكوين المناضلين، حيث حصلت على الإجازة بجامعة محمد الأول بوجدة، وتابعت دراستي بعدها بالرباط.

متى يمكننا الحديث عن بداية فعلية في العمل التطوعي المنظم بالنسبة لشهرزاد أمهاجر؟

بداية عملي التطوعي المنظم يمكن أن نأرخ لها منذ سنة 1997، وبالضبط عندما التحقت بعملي المهني بعد مسيرة من الدراسة والتكوين تحصلت خلالها على عدة شواهد ودبلومات، دخلت الناضور سنة 1996 ومباشرة في 1997 أسست، إلى جانب زملائي، أول جمعية مستقلة تهتم بالمرأة والطفل بالمنطقة، وأخذت منذ ذلك الوقت اسم “جمعية الأفق للمرأة والطفل”، وكانت أهدافنا تنموية محضة وقد اشتغلنا على تأطير الأطفال وتوعيتهم وذلك من خلال صبحيات ومحاضرات يأطرها عدد من الأساتذة الجامعيين، ورغم ضعف الإمكانيات المادية واللوجيستية حيث كانت الفضاءات والقاعات العمومية شبه منعدمة بالمدينة، وكنا أحيانا نضطر إلى اكتراء إحدى القاعات السينمائية، فقد كان هناك إقبال كبير على أنشطتنا، إلا أننا واجهنا مجموعة من الضغوطات بسبب حيادنا السياسي آنذاك باعتبارنا أول جمعية مستقلة في هذا المجال، ما دفعنا إلى استقالتنا رسميا سنة 1999.

بعد استقالتي من جمعية الأفق أخذت استراحة مدتا سنة، التحقت بعدها سنة 2000 بمركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية Cecodel، ويعود الفضل في ذلك للأستاذ قيس مرزوق، الذي تمكن آنذاك من إقناعي بضرورة الانضمام لصفوف المناضلين بالجمعية، فبقيت كمتطوعة بالجمعية إلى حدود سنة 2004 عندما كلفني الزملاء بمهمة نائبة الرئيس، استمررت بهذه الصفة لمدة ثلاثة مجالس، بعدها لم أشعر حتى وجدتني سنة 2014 رئيسة للمركز، فتحملت هذه المسؤولية رغم الظروف والالتزامات العائلية، وفي ذلك مسؤولية كبيرة، حيث أن تكون في توصل دائم مع أزيد من 2000 متطوع ومتطوعة ومستفيد ومستفيدة، فهذا يدل عن حجم المسؤولية، إلا أن تلك الثقة التي يضعها من يتعاملون مع سيكوديل في الرئيسة، تجعلني أنسى كل المتاعب، وأسعى دائما لإسعاد من ينتظرون منا الكثير، هذا بالإضافة إلى إشتغالي باللجنة الجهوية لحقوق الإنسان.

لو سمحت لنا أن نتحدثا شيئا عن المؤسسة التي تتولين مهمة تسييرها، ما المجال الذي تشتغل فيه سيكوديل تحديدا؟

amhسيكوديل جمعية مدنية تشتغل وتدعم جميع ما هو هش في المجتمع، اشتغلت منذ تأسيسها سنة 1998 مع الفلاح، وأحدثت له مجموعة من التعاونيات من أجل أن تمنحه الدعم، واشتغلنا مع الصيادين ومنحنا لهم مجموعة من الثلاجات من أجل الحفاظ على طراوة بضائعهم، كم اشتغلنا مع التلاميذ والتلميذات، وحفرنا العديد من الآبار وقمنا بترميم مجموعة من المدارس والملحقات (أزيد من 33 مدرسة)، بنينا داخلية للبنات بفرخانة إلى جانب سبعة دور نساء، نشرف على تسيير خمسة منها.

إذن فاستراتيجية اشتغال سيكوديل واضحة، وتعمل على دعم كل ما يستحق التنمية، رغم أنه حقيقة 90 في المائة من مشاريعنا تركز على النساء والشباب، ونرى في ذلك أن التنمية تسير إلى جانب المرأة، باعتبار أنها مربية الأجيال بما فيهم مسؤولات ومسؤولي المستقبل، وبالتالي فهي مسؤولة عن المجتمع بأكمله، لذا فقد قررنا فتح الأفق في جميع مناطق الناضور من أجل دعم المرأة، حتى تتمكن من حقها في التعليم والمعرفة، فالمرأة لم تكن يوما ضعيفة، فقط الظروف المحيطة بالمرأة هي التي تتسم بالهشاشة، من قبيل الأمية وغياب دخل قار، إضافة إلى تفشي الأمراض الفتاكة، كمرض السرطان، الذي طالبنا بصدده في 2014 بإحداث مركز لمعالجة السرطان من خلال وثيقة تحمل أزيد من 20 ألف توقيع، وقمنا بإرسالها عبر البريد، نقوم بحملات التبرع بالدم، التي تكشف مجموعة من الأمراض، نشتغل كذلك في مجال البيئة، لذا أعتقد أنك توصلت إلى أنه ليس لـ”سيكوديل” مجال اشتغال محدد، إنما تشتغل في كل الميادين التي تخدم التنمية بالمنطقة، وذلك من أجل المضي قدما إلى جانب المدن والدول المتقدمة.

كما أن سيكوديل وضعت من بين أهدافها الكبرى القضاء على جميع أنواع العنف والتمييز، سواء على جنس دون آخر أو قارة دون أخرى، أو حتى على البيئة، وحتى التلميذ عندما يتم إقصاء لغته الأم وتدريسه لغات أجنبية في سنواته الأولى، فهذا يعتبر عنفا دراسيا. كما أن الكوطا هي نوع من العنف الرمزي يمارس على المرأة نظرا لما تنتجه هذه السياسة من نخب غير كفوءة تهدف الشكل دون المضمون.

يتضح من كلامك أن سيكوديل تروم تنمية المنطقة في شموليتها، ما هي سيكوديل، ما أهدافها، ومن يقف وراءها؟

مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية أو ما يعرف اختصارا بسيكوديل، هو بيت للمرأة، بيت للفلاحين، بيت للصيادين، بيت للشباب، لدينا مدرسة أوراش، درس فيها أزيد من 300 شاب وشابة ممن لم تتح لهم فرصة متابعة مسارهم التعليمي، بتقنيات البناء بمختلف أنواعها وتدرجاتها، كما أطلقنا لفائدة الشباب أيضا مشروع 100 ساعة من أجل النجاح، يستهدف محاربة العنف والكآبة التي أصبحت تهدد استقرار المجتمع بالريف، كما نقدم الدعم المادي لمجموعة من التلاميذ والنساء إضافة إلى الدعم المعنوي والنفسي عن طريق إنشاء خلايا استماع تتكون من مساعدات اجتماعيات ومتطوعات، إلى جانب حملات تحسيسية في جميع المجالات، وزيارات متوالية لدور العجزة والأيتام إضافة إلى المناطق المنكوبة.

سيكوديل إذن جمعية ذات منفعة عامة، تستهدف دعم الفئات الهشة، وهي إلى جانب ذلك جمعية ترافعية أسسها مجموعة من المتطوعين يتكونون أساسا من أساتذة جامعيين ممن حملوا على عاتقهم هم النهوض بالمنطقة على جميع المستويات.

من بين مشاريع سيكوديل، نجد النسخة الثالثة لماراطون المشي للنساء تخليدا لليوم العالمي للمرأة، من أين جاءت الفكرة؟

دأبت سيكوديل على تخليد اليوم العالمي للمرأة في بداية مارس من كل سنة، وذلك بتنظيمها لمختلف التظاهرات التي تروم تحقيق التنميد للمرأة وحماية حقوقها، على شكل ندوات، أيام تحسيسية دراسية، أيام تحسيسية، أيام طبية، لكن أنجح أشكال تخليد هذه الذكرى كان عبارة عن وقفة ضد التحرش، كانت من أنجح الوقفات، شارك فيها الآلاف من النساء والشباب، طالبنا من خلالها بتجريم التحرش.

فكرة الماراطون جاءت لأول مرة عندما كنا ننظم ندوات حول مرض السرطان، عندها أصبت بإحباط، نظرا لعدد من الشهادات الحية التي صادفتها خلال الندوات، من نساء أصبن بالمرض ولا يستطعن تحمل تكاليف العلاج، بسبب غياب مستشفيات محلية للسرطان، كما صادفت حالات لنساء استطعن تحدي المرض والتغلب عليه، فكان هذا سبب اجتماعنا حول فكرة الماراطون من أجل تشجيع النساء على الخروج لممارسة الرياضة وتنمية روح التحدي عندها، كما أنه مواكبة للتطور الحضاري الذي تعرفه مدينة الناضور خاصة مع مشروع مارتشيكا الكبير، ندعم المرأة حتى تتمكن هي الأخرى من الاستفادة من مثل هذه المشاريع وتخرج للمشي وممارسة الرياضة، وتعتز بأنوثتها.

قلت بأن سيكوديل تسعى إلى تنمية الإنسان ثقافيا حتى يتمكن من مواكبة التطور الحضاري الذي تعرفه مدن الريف، كيف ترين المشهد الثقافي بالريف، لاسيما إسهامات المرأة في هذا المجال؟

المرأة الريفية والأمازيغية عموما مبدعة بطبعها، وتملك بالفطرة حسا إبداعيا، فهي من حافظت على اللغة والثقافة الأمازيغية، فالمرأة بالريف كانت تبدع أشعارا (إزران) في الأحزان كما في المسرات، أذكر – وأنا ابنة البادية- عندما كان الفلاحون يزاولون أنشطتهم الموسمية، كانت المرأة تشتغل جنبا إلى جنب مع شريكها الرجل، في جميع مراحل الموسم الفلاحي، وعند نهاية كل نشاط كانت النساء يسهرن على إضفاء نوع من الاحتفالية على الأجواء، وخلال الحصاد كانت المرأة تشتغل وتغني شعرا في نفس الوقت ما يضفي نوعا من المتعة على العمل، كذلك الأمر بالنسبة للأعمال الموكولة للمرأة رغم مشقتها، كمهمة طحن الدقيق باستعمال الطاحونة اليدوية والتي غالبا ما تشترك فيها امرأتين ترددان شعرا يتطلب سرعة في الأداء ومهارة في اختيار الوزن والقافية.

هذا بالنسبة للإبداع الشفهي، ماذا عن الإبداع الثقافي المدون في الريف؟

أنا لست متخصصة في الأدب الأمازيغي، ولكنني أرى أن المجال الشفهي لا زال طاغيا على المشهد الأدبي بالريف، فالتدوين لم يشمل حتى 10 بالمئة من إبداعاتنا، فالإبداع الشفهي بالريف كبير، وهو مهدد بالاندثار ما لم نبادر بتدوين هذا الموروث الثقافي الكبير، وهذه فرصة لدعوة الجمعيات الثقافية والمسؤولين وكل نساء ورجال المنطقة إلى المبادرة بتدوين هذا الإرث حتى لا يكون عرضة للاندثار، رغم أن هذه الحضارة التي صمدت لآلاف السنين لا يمكن أبدا أن تندثر. إلا أنه يجب الشروع في مأسسة الحقل الإبداعي والثقافي في الريف وكل تامزغا.

باستثناء تدوينات بعض المبدعات الريفيات، ألا ترين معي أن هناك خصاصا على مستوى الإبداعات النسائية المدونة؟

لا أوافقك الرأي في هذه النقطة، فكثير من النساء نشرن العديد من الإبداعات، وخذ مثالا على ذلك الأنشطة التي تقوم بها جمعية سيكوديل، فخلال جميع الملتقيات التي ننظمها في اليوم العالمي للمرأة أو رأس السنة الأمازيغية وغيرها من اللقاءات، نحرس على إبراز الجانب الإبداعي للمرأة، وكثير منهن من استطعن نشر أعمالهن من شعر ورواية ومسرح. دعني هنا أشير إلى مسألة مهمة في هذا المجال، فظروف المنطقة وحدها هي التي تحد من قدرات المرأة الريفية، وخير دليل على ذلك مجموعة من الريفيات اللواتي استطعن تقلد مناصب مهمة في بلدان إقامتهن بأوروبا، تخيل معي لو أن هؤلاء النساء لم تتح لهن فرصة الهجرة إلى أوروبا، ماذا سيكون مصيرهن في ظل ظروف التهميش والتمييز الذي تعانيه المرأة في بلدنا، وإذا ما شاءت الأقدار أن تتحسن أوضاع بعض النساء، فأقصى ما يمكن أن يبلغنه مسؤوليات لا تتعدى ما هو اجتماعي كوزارة الأسرة مثلا، أما إذا ما قارنا أنفسنا مع نساء ولدن في نفس بيئتنا لكنهن حظين بظروف غير الظروف التي ولدن فيها، استطعن تقلد مناصب مهمة في دول إقامتهن كما هو الشأن بالنسبة للريفية نجاة بلقاسم مثلا. إذن فالمرأة والإنسان المغربي بصفة عامة له قدرات هائلة، لأنه واكب مجموعة من الحضارات أكسبته قوة في شخصيته دون أن تفقده هويته.

أما بالنسبة للجانب السياسي فنجد المرأة في المجلس البلدي، في المجالس القروية، رئيسة في أيت سيدال، في مجلس الجهة، طبيبات مديرات تسيير، لكن رغم ذلك لا زال ينتظرنا الكثير، حتى تصل المرأة المناسبة للمكان المناسب، وتكون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، ويجب أن تكون كفوءة، وأنا واثقة من أن لدينا الكثير من الكفاءات.

معروف عن الأستاذة أمهاجر إيلاءها الاهتمام للشأن الثقافي الأمازيغي وإسهامها في هذا المجال، ما تقولين بهذا الصدد؟

في مسألة الأمازيغية أنا أعتبر نفسي مناضلة أمازيغية، فمنذ أن كنت تلميذة، ربما بسبب انتمائي لعائلة مثقفة تتكون أساسا من أستاذات وأساتذة جامعيين، فقد وعيت في سن مبكرة بالهوية والحضارة الأمازيغية، وفي عائلتي أيضا أكبر امرأة تحمل اسم نوميديا على مستوى شمال إفريقيا، ابنة عمتي نوميديا 33 سنة، وهي الآن أستاذة محاضرة بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، وقد لعبت هذه الظروف العائلية التي ترعرعت فيها دورا مهما في تكوين شخصيتي خاصة فيم يتعلق باعتزازي بهويتي الأمازيغية ومعرفتي بالتاريخ الأمازيغي، دون أن أنسى هنا نقاشاتي مع الأستاذ محمد بودهن الذي أفادني كثيرا في مسألة الهوية الأمازيغية التي نستمدها من أرض شمال إفريقيا، كل ذلك يجعلني فخورة بأمازيغيتي وانتمائي للريف، والدليل أني في كل الملتقيات العالمية يكون أول ما أبدأ به خطاباتي كلمات بلغتي الأم- الأمازيغية.

فقط ما أريد أن أقول أن الريف يحتاج لمزيد من الاهتمام وكثير من التنمية، في إطار ما يسمى بالتمييز الإيجابي على غرار ما هو معمول به في الأقاليم الجنوبية، وذلك من أجل إعادة الاعتبار للمنطقة، وتدارك الهشاشة التي تعرفها خاصة المناطق الجبلية والنائية على جميع المستويات، وذلك بسبب التهميش الذي طال المنطقة لعشرات السنين. وقد دخل المغرب منذ دستور 2011 في ما أطلق عليه الجهوية الموسعة، فعن أي جهوية نتحدث إن لم نراعي زمام اللغة والحضارة، وتنمية المناطق المقصية، إذ تجب مراعاة هذه الأمور، حتى نستطيع مواكبة تطور مفهوم الجهات التي نص عليها الدستور.

لا زلنا في مجال الأمازيغية، ماذا تقدمون كجمعية سيكوديل بهذا الخصوص؟

كنا، منذ التحاقي على الأقل بجمعية سيكوديل، من أوائل الجمعيات التي خلدت السنة الأمازيغية بالناضور، من خلال رد الاعتبار للشعر النسائي “إزران”، والثقافة والحضارة الأمازيغية، بالإضافة إلى ذلك في كل نشاط للجمعية نحرص على إبراز حضارتنا وثقافتنا سواء من خلال اللباس التقليدي الأمازيغي، أو الشعر أو المنتوجات المادية الأمازيغية.

ومن جهة أخرى نظمت سيكوديل مجموعة من المحاضرات في مجال الجهوية أطرها متخصصون في المجال من داخل وخارج المغرب، عرضوا لنا مجموعة من التجارب لدول فيدرالية أثبتت نجاعتها في تسيير شؤون الجهات نفسها بنفسها. فلو أننا أخذنا هذا التوجه الجهوي أو الفيدرالي بعقلانية وبالطريقة الصحيحة، كما هو الشأن بالنسبة لألمانيا أو بلجيكا مثلا، نستطيع أن نتقدم ببلدنا، لكن أقول بالطريقة الصحيحة ليس كما يحلو ذلك للمتاجرين بالسياسة خدمة لمصالحهم الضيقة سواء كانوا عربا أو أمازيغ وسواء في منطقتنا أو مناطق أخرى، بحيث من شأن هؤلاء أن يحولوا مسارنا السلمي، الثقافي والحضاري إلى كارثة أخرى.

ما الرسالة التي تودين إيصالها للمرأة في يومها العالمي؟

بهذه المناسبة أقول للمرأة “أن قدراتك كبيرة جدا، لا تختزلي قدراتك في جسدك”، قدراتنا كبيرة، وهنا أوجه رسالة للإنسان المغربي بصفة عامة، أقول أن مركبنا واحد حيث إذا غرق واحد منا سوف نغرق معه جميعا، لذا علينا جميعا أن نضع يدا في يد من أجل خلق التوازن، “أرجوكم لا تسمحوا لذوي المصالح الضيقة بإغراقنا، فهم يملكون مروحيات سوف تنجيهم ويتركوننا نحن لنغرق”، أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت.

حاورها: كمال الوسطاني

شاهد أيضاً

بيان التنسيقية النسائية على إثر إحالة بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة على المجلس العلمي الأعلى

صدر بيان التنسيقية النسائية على إثر إحالة بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *