مفارقة عجيبة هذه التي نعيشها في المغرب فعوض ان تتنافس الاحزاب السياسية سواء التي في الحكومة او التي في المعارضة على من سيكون له السبق في اقتراح قوانين تنظيمية متقدمة تضمن أجرأة ترسيم الامازيغية في الدستور المغربي، فعوض ذالك نرى هذه الاحزاب تتسابق على من سيحقق السبق في سب الامازيغ وقذفهم والاستهزاء منهم وتبخيس مجهودات المؤسسة الوحيدة التي اسندت اليهم ادارتها.
فقبلا نطق وهبي عن حزب الاصالة والمعاصرة، (اقول نطق ولم يتكلم لأنه شتان ما بين الكلام والنطق)،
فعبر عن مكبوتاته التي لا يستطيع ان يعبر عليها إلا من خلال سب نفسه وذاته بل زاد على ذالك حتى يدفع تهمة العنصرية عن نفسه بأنه لا يمكن ان يقدم الاعتذار عن ما صدر عنه لأنه بذالك كأنه يعتذر لأبيه وأمه انها ذنب اكبر من الزلة ذالك انه ما الضرر في ان يعتذر لوالديه ام لانهما امازيغيان لا يستحقان منه الاعتذار كما باقي الامازيغ. انه تحليل اخرق يوحي بان عنصرية السيد وهبي عنصرية مجسدة ضد كل ماهو امازيغي سواء اكانت العائلة او الشعب المغربي قاطبة.
انه اذن تنافس من نوع اخر فبعد حزب الاصالة والمعاصرة جاء دور حزب العدالة والتنمية في استعراض عضلاته في التهكم على الامازيغية وكان بطل هذا الحدث هو السيد الداودي المسؤول الحكومي المحسوب على حزب يقود الحكومة والمفروض فيه ان يتعامل مع الامازيغية بمنطق الاعتراف الدستوري احتراما لنضال الحركة الامازيغية وللمجهود الذي تم تراكمها لمدة ما يفوق عشر سنوات من العمل الاكاديمي العلمي الجاد الذي به استطاعت الامازيغية ولوج المدرسة والجامعة، التي يترأسها السيد الداودي، لأكثر من ست سنوات عبر اتفاقية شراكة قانونية تلزم المعهد كما الجامعة بإدراج الامازيغية في المسالك الجامعية وبالحرف العريق الامازيغي تيفيناغ.
فان كان السيد الداودي يرى ان هذه اللغة وهذه الحروف التي دخلت جامعاته قبل دخوله اليها لا تروقه ما عليه، ان كان يؤمن بالديمقراطية، الا ان يفعل كما في الدول الديمقراطية التي يحترم فيها المسؤولون أنفسهم أي ان يقدم استقالته لأنه بقبوله بهذا المنصب وبهذه الشروط سيتناقض مع نفسه ومع مبادئه كمواطن وكامازيغي الذي يلبس قبعتهما حين يحلو له ذلك وينزعها من على رأسه حين لا تتناسب مع وضعه الحكومي، لان هذا التصرف ليس له أي تعريف اخر إلا أنه نفاق.
اننا نتذكر جميعا كيف ان السيد الداودي استعمل هذه الامازيغية «الادارية» وحروفها تيفيناغ في حملته الانتخابية بل أكثر من ذلك فإن مؤتمر حزبه (العدالة والتنمية) أثث مقرات الحزب ومكان انعقاد مؤتمره بلافتات مكتوبة بالأمازيغية وبحروفها تيفيناغ يخال معه لضيوف حزب العدالة والتنمية أنهم في ضيافة منظمة أمازيغية بامتياز.
إذن على السيد الداودي أن يعتذر للامازيغ كما اعتذر لهم قبله رئيسه في الحزب وفي الحكومة السيد عبد الاله بن كيران. اعتذار يوجه خاصة لجنود الخفاء داخل مراكز البحوث العلمية بالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية الذين يشتغلون في تفان كبير ونكران للذات لا مثيل لهما، هدفهم الوحيد هو النهوض بالامازيغية التي يؤمنون بأنها مسؤولية وطنية على الجميع تحمل مسؤوليته اتجاهها.
كما نطلب من الامازيغ الاحرار ان لا تكون ذاكرتهم قصيرة وان يتذكروا مليا هؤلاء في المحطات الانتخابية المقبلة وان يعطوا لكل واحد حق قدره حتى لا نكون كمن قال فيهم الحكيم الامازيغي:
Ur da ytettu asla ns ghas asrdun
ⵓⵔ ⴷⴰ ⵢⵜⴻⵜⵜⵓ ⴰⵙⵍⴰ ⵏⵙ ⵖⴰⵙ ⴰⵙⵔⴷⵓⵏ
أي: لا يتناسى نسبه إلا البغل
كما قال كذالك:
Lla ytettu wanna t igan
Ur da ytettu wanna mi ttwig
ⵍⵍⴰ ⵢⵜⴻⵜⵜⵓ ⵡⴰⵏⵏⴰ ⵜ ⵉⴳⴰⵏ
ⵓⵔ ⴷⴰ ⵢⵜⴻⵜⵜⵓ ⵡⴰⵏⵏⴰ ⵎⵉ ⵜⵜⵡⵉⴳ
صرخة العدد 148 / دجنبر – جريدة العالم الأمازيغي