«مهند القاطع» عروبة الأمازيغ / الكُرد… قدر أم خيار ؟!

بلال عتي/كاتب كوردي

يتسائل مهند القاطع، ثم يجيب على نفسه في مكان أخر ( الهوية لأي شعب ليست مسألة عرقية كما تخيلها النازيون والصهاينة! إنما هي مسألة تعبر عن نفسها من خلال تراكمات حضارية وثقافية ولغوية وقيمية .)

يبدو السيد قاطع يفقد المعايير للتفريق بين المتناقضات حين تهيج مشاعره الخفيه بالشعارات البراقة : ” الأمة العربية الواحدة والوطن العربي الكبير ” التي أطلقتها الحركة القومية العربية، ويخلط بين المفاهيم القومية والعقائدية والحضارية، لذا فقد قفز فوق العصر الأموي الذي استمد من النظام البيزنطي نمط وشكل الحكم وأغرق الاسلام والعروبة في مستنقع الجريمة، ويحاول/ مهند القاطع / أن يجعل الحقبة العباسية كبداية لمشاركة الكورد والامازيغ في تكوين الهوية الحضارية والبعد الثقافي العربي في الشام ومصر والعراق وبلاد المغرب . أما الحقائق التاريخية تثبت بأن تلك الحقبة وخاصة العهد الأيوبي كانت بمثابة إعادة الاعتبار ( للدولة الاسلامية ) بكينونتها الثقافية المتعددة، أما في بلاد المغرب فكان تمرد الأمازيغ على الثقافة الدخيلة بعد جلاء اهداف الفتوحات التي كانت تغلف حقيقة الغزو ، ثم يعود السيد “قاطع” في محاولة ثانية لخلق اصطفافات على اساس عقائدي اسلاموي وعروبي وجغرافي، حيث لم ينكر وجود الكورد والأمازيغ والاقليات العرقية والدينية، ولكنه يحاول صهرها بنفس البوتقة العنصرية التي اسماها بالحامل الثقافي العربي والقيم الحضارية الاسلامية متجاوزا الحدود السياسية للدول والقوانين الدولية التي أقرت حقوق الشعوب والاقليات القومية والطائفية، والغريب في الأمر أنه يحدد معايير تمايز الشعوب وهويتها بثالوث اللغة والثقافة والدين في جغرافية محددة وتلك الهوية لاتتحمل التعددية الثقافية واللغوية والدينية ، بل يجب ان تكون بصورة اذابة واحتواء والغاء الاخر .

الرد على السيد مهند القاطع :

★- العروبة لم ولن تكون خياراً او قدراً للشعب الكوردي كما لم تكن كذلك الفارسية والعثمانية اللتان احتلتا كوردستان لعدة قرون من الزمن ولم تلقيا الا المقاومة بكل اشكالها وانهارت امبراطوريتهما وتم استجماع ماتبقى منهم في دول لها حدود سياسية مصطنعه وبقي الشعب الكوردي اقوى من كل محاولات الاذابة والصهر.

وماحققه الكورد من انجازات في مجال التعدد الثقافي والديمقراطي والتعايش المشتركة يعتبر مثال يحتذى به، وعلى العكس تماماً، فان ايران استطاعت ان تحتل اربع عواصم عربية وتفرض ثقافتها عليها، وتركيا استطاعت ان تغرس مخالبها في العديد من الدول العربية وتقتلع جذور ثقافتها العروبية .

★ – العروبة لم ولن يكون خيار الأمازيغ لا ولن تكون تلك الأرض عربية، وتؤكد الوقائع التاريخية المقاومة الاسطورية للملكة “ديهيا ” امام الغزو الاسلامي لشمال افريقيا وهزمتهم كما هزمت البيزيطيين والروم من قبلهم، ولم تُهزم (الكاهنة) الا بغدر من قبل اسير عربي حررته وتبنته الملكة ديهيا ، قيم الشعب الامازيغي تميز بالشجاعة والمروءة والشهامة وقيم الفاتحين تميز بالغدر، لم يتوقف نضال الشعب الامازيغي لاثبات هويته القومية على ارضه التاريخي “نوميديا “وكان نتاج كفاحهم الطويل الاعتراف الدستوري للخصوصية القومية الأمازيغية في كل من الجزائر والمغرب، ولن يتوقف هذا النضال الا بانهاء الصبغة العروبية على شمال افريقيا .

– أخيراً

الدعوة الى سمو الفكر والعقل التي اطلقها مهند القاطع في الفضاء الالكتروني للتخلي عن النزعة العصبية، من مبدأ اللاخيار او القبول بالقدر، فهي تنم عن الجهل او التجاهل الكامل لوقائع التاريخ والحاضر والمستقبل .

الشعوب لم تعد تؤمن بتذويب الاخر في امبراطوريات وهمية لانها تعيش واقع الاستبداد الحقيقي ، والشعب العربي في الخليج لم يعد رجعي ومتخلف كما كنتم تصفهونهم وتحرر من مصائد الوهم العروبي العنصري الشوفيني .

شاهد أيضاً

بيان التنسيقية النسائية على إثر إحالة بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة على المجلس العلمي الأعلى

صدر بيان التنسيقية النسائية على إثر إحالة بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *