
ويؤكد سكان المنطقة والمهتمون بالتراث أن عمال شركات خاصة يعمدون إلى اقتلاع الأحجار والنقوش وفتح مقالع غير مرخصة، بدافع “البحث عن الربح السريع وفي جهل تام لقيمة هذا الإرث التاريخي والبيئي”، الذي يضم متحف أركيولوجي مفتوح عرضة للعبث.
لا يقتصر الخطر، وفقا للنداء، على جبل بودايو فحسب، بل يمتد ليشمل منطقة تينزرت وامتطضي وحوض أيت حربيل بأكمله، الذي وصفه السكان بالمتحف أركيولوجي مفتوح غني باللقى الأثرية والقبور الجنائية الدائرية التي تعود لفترة ما قبل التاريخ.
ويشير النداء إلى أن هذا الموقع الأثري الهام “أصبح اليوم عرضة للعبث والإهمال والتخريب بالجرافات والشاحنات وتجار الآثار”، واصفا ما يحدث بأنه “مجزرة بشعة في حق تاريخ المغرب”.
استنكر موجهو النداء ما أسموه “صمت وزارة الثقافة” و”تقاعس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان” عن حماية هذا الموروث. كما أعربوا عن استيائهم من السلطات الإدارية والأمنية والجماعة الترابية، مؤكدين أنها “تلتزم موقف المتفرج” أمام هذه الأعمال التخريبية التي تتم “نهارا جهارا”.
ووجه الأهالي نداءهم إلى “كل الضمائر الحية والجهات المسؤولة” للمطالبة بـالتدخل فوري وحازم لحماية هذا التراث الإنساني الفريد، وصون ذاكرة الأجيال القادمة من الاندثار. وأكد النداء على الرفض القاطع لـ”محو ذاكرة وتاريخ واحة تينزرت” و”تخريب النقوش الصخرية”.
ويأمل السكان في أن تتحرك الجهات المعنية لوقف هذا الاعتداء الذي يهدد بإزالة شواهد تاريخية قيمة من الخريطة التراثية الوطنية والإنسانية.
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر


