أتركوا بحرنا نأكل منه.. لا أن يأكلنا !!!

عبد النبي إد سالم

سمعوا بخبر هجرتنا على قارب موت لا قارب حياة، انتشر الخبر كالنار في الهشيم بين أجهزة المحزن المحلية بكل أطيافها، ترصدوا كل تحركاتنا، لم يكن همهم حياتنا و ريعان شبابنا بل همهم أن يقال لهم من السلطات المركزية بالرباط “برافو” لقد ساهمتم في محاربة الهجرة السرية، ليتبجحوا بها في وسائل إعلامهم، لينالوا بها رضى الجنة المفقودة أوربا، ولربما بعض الملايين من الأوروهات كقروض باسم محاربة الهجرة السرية نؤديها نحن من جيوبنا، وها نحن مرة أخرى نقدم شهيدا.. شهيد الحكرة والذل والمهانة والفقر، ما ذنبه؟

شاب يتأمل كل يوم وضعه.. يطرح ألف سؤال، وسؤال ينتظر” كودوا” الذي يأتي أو قد لا يأتي، يهان كل يوم في بلده من أجل لقمة عيش ولا يجدها، كل يوم يغادر بيت والديه إلى جانب البحر يسائل أمواجه.. أسيقدر لي أن أنجو كآلاف الباعمرانيين الذين كتب لهم  النجاة؟ أم قد أكون في عداد الشهداء؟ تاركا وراءه دموع أمه وصيحاتها فور سماعها بخبر نهايتي كمئات شبابنا، ولا  من مجيب عن سؤاله.

يغادر ليلا إلى فوق قمة جبل “بولعلام” ليتأمل ضوء جزر كناريا لتنجرف ذاكرته إلى هناك، ويتخيل أنه يسير بين أزقتها، التي قلت عنها عند زيارتي  لها مؤخرا “إلا فيك الجوع لحسها امشي جوعك”..

 فجأة يعود إلى الواقع المر، ليطرح سؤاله الأساسي، لماذا لا يتركوا لنا بحرنا نأكل منه لا أن يأكلنا؟ ولما يستنزفون ثرواتنا  يوما عن يوم على حساب جوعنا وألمنا؟

ذلك لأن ملايين الدراهم تمر بين أعيننا بين لحظة وأخرى، مئات “الفريكوات” من أجود الأسماك تخرج من إيفني “سانتا كروز ديمار بكينيا” وكذلك سيصير الصبار غدا، وأنتم تعلمون أن مهندس ملكة جمال إيفني  استقدم شركات أجنبية لتبتلع “أكناري نغ” وهذا موضوع آخر.

هذا البحر ملك لنا هبة من الله لنا، كلنا نعرف عمليات الحساب اتركوا لنا على الأقل خمسون بالمئة من ثرواتنا، لقد قلناها سنة 2005 بمسيرات ضخمة، وأعدنا السؤال سنة 2008 بانتفاضة مجيدة ولكم فيها عبرة لن تنسوها، وقدمنا من أجل ذلك عشرات المعتقلين ظلما وعدوانا..

 لن أكثر من الكلام لأنني سئمته، سأطرح بعض ما حيرني من الأسئلة وأتمنى أن يكون الجواب..ماذا تريدون من هذه البقعة من العالم المسماة آيت باعمران؟ ألكم بغض تاريخي معها؟

ألا تلعبون بالنار كل مرة في احتقار أبناء بلدكم؟

أتقرؤون التاريخ جيدا أم تتجاهلونه، فحذاري التاريخ لا يرحم وقد يعيد نفسه؟

أتنظرون إلى المستقبل، أم فقط إلى ذواتكم وبطونكم؟

 

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *