أعلنت للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، مساء أمس الأحد، عن اختتام الجولة الأولى من ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي انعقد في الفترة من 7 إلى 15 تشرين الثاني/ نوفمبر في العاصمة التونسية. وجرت المحادثات بالاستناد إلى التفويض الوارد في قرار مجلس الأمن رقم 2510 لسنة 2020 الذي صادق على خلاصات مؤتمر برلين حول ليبيا والذي عقد في 19 كانون الثاني/ يناير 2020.
وتوافق ممثلو الليبيين في ملتقى الحوار السياسي الليبي والبالغ عددهم 75 مشاركاً على خارطة طريق لإجراء انتخابات وطنية وشاملة وديمقراطية وذات مصداقية، وذلك في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021. وهذا اليوم التاريخي، الذي سيصادف مرور 70 عاماً منذ إعلان ليبيا استقلالها في عام 1951، يمثل أخيراً فرصة لليبيين لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار طريق جديد للمضي قدماً. وتمثل خارطة الطريق عملية قائمة على الحقوق وتستجيب للآمال والمطالب التي أعرب عنها العديد من الأطراف المعنية الليبية والفئات والأشخاص من الليبيين الذين انخرطت معهم الأمم المتحدة في مناقشات طوال هذه العملية وحتى الآن.
كما اتفق المشاركون على ضرورة إصلاح السلطة التنفيذية بما يتماشى وخلاصات مؤتمر برلين، وحددوا هيكل واختصاصات المجلس الرئاسي ورئيس للحكومة منفصل عن المجلس. وحددوا أيضاً معايير الترشح لهذه المناصب.
واجتمعت النساء المشاركات في ملتقى الحوار السياسي الليبي لإصدار بيان حددن فيه سلسلة من المبادئ والتوصيات لتحسين مشاركة المرأة في العملية السياسية والحكم. وأشرن إلى ضرورة تمثيل المرأة في الحياة السياسية على نحو أفضل، وإلى ضرورة أن تفي الدولة بالتزاماتها الدولية فيما يتعلق بحقوق المرأة وحمايتها. كما عكست خارطة الطريق مطلبهن بأن تمثل النساء ما لا يقل عن 30 بالمائة من المناصب القيادية في السلطة التنفيذية التي سيجري إصلاحها، مما يدلل على الدور الإيجابي الذي لعبته المرأة في الحوار.
وتشكل خارطة الطريق ووثيقة الاختصاصات ومعايير الترشح والبيان الصادر عن المشاركات المخرجات الرسمية لهذه الجولة من ملتقى الحوار السياسي الليبي. وسوف تتواصل المناقشات في الأسابيع المقبلة عبر الإنترنت حول إصلاح السلطة التنفيذية وحول الدستور. وقد تقرر بالفعل عقد اجتماع للملتقى عبر الإنترنت في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر بغية التوصل إلى اتفاق حول معايير الاختيار للمجلس الرئاسي بعد إصلاحه ومنصب رئيس الوزراء.
ومن غير الممكن أن يمثل اجتماع واحد التنوع الليبي تمثيلاً كاملاً. وقد جاءت هذه الجولة التي انعقدت مؤخراً لملتقى الحوار السياسي الليبي بعد شهور من المشاورات والعمل مع الشباب والنساء والبلديات ولجنة الخبراء الاقتصاديين الليبيين والمحادثات العسكرية التي تحرز تقدماً سريعاً والتي تجريها اللجنة العسكرية المشتركة. وسوف تستمر كل هذه المسارات بالتوازي مع العملية السياسية خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وتتقدم ستيفاني وليامز، الممثلة الخاصة بالإنابة، بالشكر إلى الشخصيات الليبية الـ 75 التي شكلت ملتقى الحوار السياسي الليبي على الروح الوطنية التي أبدوها وعلى رغبتهم الصريحة في إيجاد حل شامل للأزمة الليبية التي طال أمدها. وتعرب عن امتنانها لسيادة الرئيس التونسي، قيس سعيّد، لاستضافة تونس الكريمة لهذا الحدث، ولحكومات ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمساعدتها المادية السخية لهذا الحدث. كما تغتنم الممثلة الخاصة بالإنابة هذه الفرصة للإعراب عن خالص امتنانها لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز الحوار الإنساني لمساعدتهما الدؤوبة ودعمهما لملتقى الحوار السياسي الليبي.