أولا: أصدر المعهد الملكي للثقافة الامازيغية المئات من الدواوين الشعرية والمجموعات القصصية والروايات والمجموعات الأمثالية والحكائية الشعبية والنصوص المسرحية إلخ.
وكل هذه الاعمال أصدرها مكتوبة أو مدونة بفروع اللغة الامازيغية ( تريفيت، تمازيغت، تشلحيت)، ولم يصدرها أبدا باعتماد “اللغة المختبرية” كما يدعي البعض، بل وأصدرها كذلك مكتوبة اما بالحرفين : تيفيناغ والحرف اللاتيني أو بالحرفين تيفيناغ والحرف العربي.
ثانيا: ساعد المعهد العديد من الفرق الفنية، الغنائية والمسرحية والسينمائية أو التي تنتج الأفلام الوثائقية بدعمها أو شراء منتوجاتها أو بتقديم الجوائز السنوية لها الخ. وكل هذه الفرق تنتج فنا تستعمل فيه الفروع اللغوية المحلية (تريفيت، تمازيغت، تشلحيت)، ولم يسبق للمعهد أبدا أن دعم أو ساعد أو اعطى جوائز لأعمال تم إنتاجها ب” اللغة المختبرية”،
ثالثا: ساعد المعهد الصحافيين بتنظيم لقاءات علمية وتكوينات لهم أو بتقديم الجوائز السنوية للأعمال الصحفية التي قدموها بفروع اللغة الامازيغية، وليس ب”اللغة المختبرية” كما يقول البعض؛
رابعا: لم يسبق للمعهد أن صنع لغة مختبرية جديدة. إن كل ما قام به مركز التهيئة اللغوية هو استخراج قواعد اللغة الامازيغية من الفروع/ اللهجات واستخرج المعجم المشترك بين جميع هذه اللهجات، واقترح كلمات جديدة لمفاهيم أو لأشياء لا تتوفر الامازيغية الحالية، بجميع فروعها على أسماء ومصطلحات لها. وهو عمل ليس اختراعا جديدا للمعهد، لأن هناك من سبقه في هذا المجال من باحثين ودارسين واساتذة جامعيين وغيرهم منذ بداية القرن العشرين؛
خامسا: لم يسبق للمعهد أن وضع لغة مختبرية لا علاقة لها بالواقع اللهجي للغة الامازيغية كي يتم تدريسها بالمدارس المغربية. إن المنهاج المعتمد في تدريس اللغة الامازيغية يقوم على المبادئ التالية:
1- تدريس فروع اللغة الامازيغية من السنة الأولى الى السنة الرابعة من التعليم الابتدائي. فالاطفال بمنطقة الريف مثلا، يدرسون تريفيت، والأطفال في منطقة الاطلس المتوسط يدرسون تمزيغت والأطفال في منطقة سوس يدرسون تشلحيت. والتدخل البسيط في هذه المستويات الاربع لا يمس سوى بعض المصطلحات أو الكلمات الجديدة والتي لا وجود لها بالاطلاق لا في الريفية ولا في تشلحيت ولا في تمزيغت؛ وهي كلمات قليلة لا تتجاوز 6 ست كلمات في كل وحدة، وذلك بمعدل كلمة أو أو أقل في كل حصة.
واما بالنسبة للمستويين الأخيرين: الخامس والسادس، (ويبدو أن كل الكلام الاتهامات التي تدور حول “اللغة المختبرية” إنما المقصود به هو هذين المستويين)، فإن منهاج اللغة الأمازيغية يستند في تدبير متغيراتهما اللغوية على ما يلي:
- اعتماد المشترك المعجمي بين الفروع الثلاثة في بناء وحدات الكتاب المدرسي،
- اعتماد ما تواتر من معجم أمازيغي حي ويستعمل بكثرة في الدارجة المغربية؛
- اعتماد التعدد المعجمي بوصفه مترادفات(اذا تم استعمال مثلا كلمة “أيراذ” التي تعني بالريفية “أسد” فإن الكلمة يتم شرحها بكلمة “إزم” المستعملة في بعض المناطق بسوس والاطلس المتوسط وحتى بالريف، أو أن هذه الكلمة تستعمل في النص في سياق آخر) وهذا بهدف إغناء فروع اللغة الامازيغية وتقريبها لبعضها البعض؛
- استعمال بعض الكلمات الجديدة التي لا وجود لها في اللهجات الثلاث والعمل على استرجاع كل ما درسه المتعلمون وما راكموه من معرفة لسانية خلال السنوات الاربع الاولى لتثبيته واستثماره من أجل إغناء اللهجات الفرعية وتقريبها من بعضها البعض، وخلق جيل جديد قادر على التفاهم،
- انفتاح المتعلمين والمتعلمات على بعض الصيغ التعبيرية القليلة المستعملة في فروع اللغة الامازيغية، وتمكينهم من تمثلها إغناء، من جهة، لهذه الفروع وانفتاحا، من جهة ثانية، على الفرعين الآخرين.
إن الحديث عن لغة مختبرية أو لغة إركامية فيه الكثير من التجني. وحتى لو افترضنا أن الأمر يتعلق بلغة مختبرية فهل “المختبر” جناية؟!! إن كل هذا التطور الإنساني الذي نعرفه اليوم والذي شمل العالم كله إنما خرج من “المختبر” / المختبرات. وإن التطور الذي تعرفه اليوم اللغات العالمية لم يكن لو لم يكن لها مختبراتها التي مكنتها من المعيرة ومن الاستعمال المؤسساتي والرسمي لها في جميع مجالات.