جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر
يأتي يوم 3 ماي محملا بدلالات استثنائية بالنسبة لنا في العالم الأمازيغي. فهو ليس فقط مناسبة للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، بل يحمل في طياته ذكرى القرار التاريخي لجلالة الملك محمد السادس بجعل رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها، وهو القرار الذي أعلن عنه يوم 3 ماي 2023، ليدشن عهدا جديدا من الإنصاف والاعتراف بالعمق الأمازيغي لهويتنا المغربية.
لقد خضنا في العالم الأمازيغي، منذ تأسيس هذا المنبر قبل أكثر من عقدين، معركة الكلمة من أجل انتزاع هذا الاعتراف. واجهنا الصمت الرسمي، وقاومنا التهميش، وكتبنا الحقيقة بلغة صادقة، دفاعا عن الأمازيغية في بعدها الثقافي واللغوي والحقوقي وحتى السياسي، إيمانا منا بأن الإعلام الحر ليس ترفا، بل ضرورة مجتمعية من أجل التغيير.
اليوم، نحتفي بقرار ملكي شجاع طالما نادت به الحركة الأمازيغية، وواكبته صفحات جريدتنا بنداءات ومقالات وتحقيقات، في لحظة التقاء بين نضال الهوية وحرية التعبير.
هو يوم للذكرى وللفرح، نعم، ولكنه أيضا يوم للافتخار بحجم المكتسبات التي راكمناها ويوم للتأمل في حجم التحديات التي لا تزال أمامنا.
إن تزامن هذا الاعتراف التاريخي والهوياتي والثقافي مع اليوم العالمي لحرية الصحافة يضعنا أمام مسؤولية مزدوجة وهي مواصلة الدفاع عن الأمازيغية كحق أصيل، ومواصلة الالتزام بإعلام حر، جاد، ومستقل، لا يخاف في قول الحقيقة لومة لائم.
ومن موقعنا كمنبر دافع دائما عن قضايا الهوية والحرية، نجدد اليوم العهد على الاستمرار، بنفس الروح، ونفس القناعة، لأنه لا ديمقراطية بدون مساواة، ولا حرية بدون عدالة ثقافية.
شكرا لكم ببساطة على نبل القضية المشتركة.