وضعت أمينة إبن الشيخ رئيسة التجمع العالمي الأمازيغي بالمغرب لدى الديوان الملكي بالرباط، رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس، دعت فيها إياه إلى التدخل من أجل إقرار القانون التنظيمي للأمازيغية، بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لخطاب أجدير، وبعد مرور أربع سنوات على ترسيم الأمازيغية الذي بقي بدون تفعيل، وذلك بتكوين لجنة ملكية توكل إليها مهمة صياغة القانون التنظيمي للأمازيغية، كما استثمرت أمينة إبن الشيخ ذات المناسبة لتدعو الملك إلى إدراج الامازيغية لغة وثقافة في المدرسة المولوية وكل دواليب المؤسسة الملكية.
وجاء توجه أمينة إبن الشيخ إلى القصر الملكي بعد تماطل الحكومة والبرلمان المغربيين في تفعيل رسمية الأمازيغية، بل ربط تلك المؤسستين في تصريحات لأعضاء الأحزاب المكونة لهما وفي مقدمتهم رئيس الحكومة لتفعيل رسمية الأمازيغية بجهات عليا.
النص الكامل للرسالة الأمازيغية الموضوعة الموجهة للملك:
التجمع العالمي الأمازيغي المغرب
الرباط في 22 أكتوبر 2015
إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس
الموضوع: طلب تحكيمكم السامي بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لخطاب أجدير
صاحب الجلالة،
بحلول الذكرى الرابعة عشرة لخطابكم السامي بأجدير ليوم 17 أكتوبر 2001، الذي بمناسبته تفضلتم بوضع طابعكم الشريف على الظهير المؤسس والمنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
وبعد مرور أربع سنوات على إقرار التعديلات الدستورية التي أعطيتم أمركم السامي بإجرائها في خطابكم المؤرخ بالتاسع من شهر مارس من العام 2011، والذيكان ضمن أولى تعديلاته إقرار الأمازيغية لغة رسمية للمغرب إلى جانب اللغة العربية، وذلك بعد ما ينيف عن نصف قرن من التغييب الكلي للأمازيغية المتجذرة في التاريخ، والتي تشكل صلب الهوية المغربية.
مناسبة كذلك مع خطابكم السامي اثر افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية التاسعة بمقر البرلمان المغربي يوم الجمعة 9 أكتوبر َ2015، الذي أكدتم فيه جلالة الملك على أن ما ينتظر البرلمان من عمل، خلال هذه السنة، لاستكمال إقامة المؤسسات، لا يستحمل إضاعة الوقت في الصراعات الهامشية وذكرتم الحكومة والبرلمان بضرورة الالتزام بأحكام الفصل 86 من الدستور، الذي يحدد نهاية هذه الولاية التشريعية كآخر أجل لعرض القوانين التنظيمية على مصادقة البرلمان. وذكرتم جلالة الملك، على سبيل المثال، مشاريع القوانين التنظيمية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الامازيغية، التي جلعتموها ضمن القضايا الوطنية الكبرى التي تتطلب من الجميع، أغلبية ومعارضة، حكومة وبرلمانا، تغليب روح التوافق الإيجابي والابتعاد عن المزايدات السياسية الضيقة.
صاحب الجلالة،
لقد استبشرنا خيرا بكل الخطوات التي اتخذتموها لإنصاف الأمازيغ والأمازيغية منذ إعلانكم عن تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإقرار حرف تيفيناغ لكتابة الأمازيغية، وإطلاق قناة أمازيغية، وترسيم اللغة الأمازيغية، وكذلك بخطاباتكم في البرلمان، لكننا للأسف لمسنا تماطلا في بلورة إرادتكم من قبل الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان والحكومة، إذ في هذا الإطار وعلى الرغم من كل الأوراش والقرارات العظيمة التي اتخذها جلالتكم لصالح الأمازيغية فلا زال واقعها كلغة وثقافة لكل المغاربة لم يشهد التطور المنشود.
لذلك جلالة الملك،
واستحضارا لكون المغرب يعيش ظرفية انتخابية ستستمر إلى نهاية ولاية الحكومة الحالية، وهي ظرفية تجعل الأحزاب منشغلة بتدافعها السياسي وصراعاتها الضيقة على غرار ما عبرتم عنه في خطابكم أكثر من القضايا الإستراتيجية للبلاد، وتفاعلا مع خطابكم السامي في كون القانون التنظيمي للأمازيغية يتعين أن تتم صياغته قبل متم ولاية الحكومة الحالية، وبما ينسجم مع توجيهاتكم السامية، فلم يتبقى لنا من سبيل إلا أن نرفع إلى جلالتكم هذه الرسالة لنلتمس منكم إعادة الأمور إلى نصابها وذلك بتأسيس لجنة ملكية توكل إليها مهمة صياغة القانون التنظيمي للأمازيغية، بما ينسجم مع موقعها في الدستور ومكانتها في المجتمع، و وفاءا لمسلسل إنصاف الأمازيغية الذي أطلقتموه بخطابكم السامي في أجدير قبل أربعة عشرة سنة.
صاحب الجلالة،
ارتباطا بما ورد أعلاه فإننا نستثمر هذه الفرصة لنتوجه إليكم قصد إدراج الامازيغية لغة و ثقافة في المدرسة المولوية وكل دواليب المؤسسة الملكية، نظرا لما سيكون لذلك القرار من انعكاس ايجابي على باقي مؤسسات الدولة على النحو الذي تصبون إليه والذي من شانه أن يفضي إلى إنصاف اللغة والثقافة العريقتين للشعب المغربي.
وتقبلوا مني جلالة الملك أسمى عبارات التقدير و الامتنان.
أمينة إبن الشيخ
رئيسة التجمع العالمي الأمازيغي المغرب