انتظمت النسخة الثالثة من التظاهرة الثقافية مرداسيات يومي 28 و29 ماي الجاري، وذلك بمبادرة من جمعية مرداسيات لتنمية المرأة الريفية بميداس، وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر.
وتهدف هذه التظاهرة إلى الترويج للسياحة الثقافية في قرية ميداس الجبلية من بوابة المرأة المبدعة التي تمكنت من أن تميز منتوجها الحرفي بعلامة جعلته مطلوبا في السوق المحلية والخارجية.
ولأن طموح أبناء قرية ميداس هو تحويل التظاهرة الى مهرجان يروج للسياحة الثقافية فقد كانت النسخة الثالثة متنوعة الفقرات إذ تضمنت معارض تبرز منتوج المرأة في المنطقة، وورشات حية ترمي الى تجسيد مظاهر متنوعة من التراث المحلي في مجال الحرف اليدوية والافراح، بالإضافة الى سهرات فنية في ساحة القرية.
وأشار مدير التظاهرة، محمد بن صالح، إلى أن المكون الاساسي الذي تسعى التظاهرة الى التعريف به إلى جانب مكونات السياحة الثقافية في المنطقة، والمناظر الطبيعية كالجبل والمنحدرات العميقة والواحة بما يميزها من تنوع بيولوجي والقرية الامازيغية وما يميز طابعها المعماري، هو قدرة المرأة الريفية على تخطي الصعاب ليتحول منتوجها الى واحد من أفضل المنتجات الحرفية المطلوبة، على غرار النسيج التقليدي، وخاصة الكليم والمرقوم، و منتوجات السعف والفخار.
وقال بن صالح إن ما تقدمه المرأة من منتوج ذي جودة عالية ينسجم مع خصوصيات القرية السياحية والثقافية باعتبارها مزارا سياحيا، علاوة على أنها محطة دائمة لتصوير الأفلام والومضات الترويجية من مختلف أنحاء العالم .
ولمزيد ترويج المنتوج عملت جمعية مرداسيات لتنمية المرأة الريفية على إبرام عقد شراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يبحث في طرق جديدة للترويج ولتكوين الحرفيات في هذا المجال، بالإضافة الى تدخل عديد الهياكل في هذا السياق.
وقدمت التظاهرة، وفق ما بينته وفاء مباركي، أمين مال جمعية مرداسيات والنطاق الرسمي باسمها، نماذج من هذا المنتوج في مجال النسيج وخاصة المرقوم واللباس التقليدي والاكلات التقليدية والخزف والسعف، مشيرة إلى أن هذه المنتوجات أضحتجزء من الاقتصاد التضامني بعد تحولها إلى مورد رزق لعدد كبير من العائلات.
يذكر أن المرأة في قرية ميداس حظيت بدعم من عدة هياكل منها وزارة المرأة والمجلس الجهوي لولاية توزر وذلك من خلال تمكين الجمعية من معدات ومواد أولية تسهم في تطوير المنتوج، علاوة على تدخلات أخرى قامت بها وزارة التشغيل والتكوين المهني ساعدت المرأة على تنويع منتوجها الذي لم يعد يقتصر على النسيج الاقتصادي بل تجاوزه لإحياء عادات غذائية قديمة كإعداد عولة الكسكسي واعداد السفة والبركوكش بشكل جعل القرية تقدم منتوجاثقافيا وسياحيا وتراثيا متكاملا.