تظاهر الآلاف من المواطنين أمس الجمعة، 26 أكتوبر 2018، أمام مبنى البرلمان بالرباط، احتجاجا على الاعتداءات المتتالية للرعاة الرحل على ممتلكاتهم وأراضيهم وأبنائهم بالقبائل الجنوبية لمنطقة سوس، الذين أصيب عدد منهم في مواجهات عنيفة مع المعتدين على محاصيلهم الزراعية.
وشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية مئات المواطنين والمواطنات الذين حجوا من كافة قبائل ومناطق جهة سوس ماسة كتافراوت وأشتوكة أيت بها وإداوكنظيف وتيزنيت وتارودانت، وغيرها من المناطق المتضررة إضافة إلى عدد من نشطاء الحركة الأمازيغية وعدة تمثيليات جمعوية وحقوقية ونقابية وسياسية والتي عبرت عن شجبها لما تتعرض له ساكنة ”سوس” من اعتداءات وانتهاكات.
وفي تصريح للناشط الأمازيغي وأحد الداعين إلى هذه الوقفة، أحمد عصيد، قال بأن هؤلاء المتظاهرين جاءوا كي يحملوا الدولة والحكومة والبرلمان مسؤولية الانتهاكات التي يتعرضون لها من طرف الرعاة الرحل أمام أنظار السلطات، وأضاف عصيد أن الدولة إذا لم يكن باستطاعتها حماية المواطنين، فلتخبرهم بذلك، حتى يكون بإمكانهم أن يتدخلوا لحماية ممتلكاتهم بأنفسهم”.
وطالب عصيد الدولة بالقيام بواجبها، وبإخراج قانون الرعي إلى حيز التنفيذ، وكذا “حماية ممتلكات المواطنين وإنزال العقوبات الضرورية بهؤلاء الرعاة الرحل الذين يترامون على الأملاك الخاصة بدون احترام لا الإنسان ولا الحيوان ولا النبات ولا السلطة بنفسها”، مؤكدا أن هذه الخطوة التي قامت بها ساكنة سوس هي مجرد وقفة إنذارية، والتي ستأتي بعدها، حسب عصيد، العديد من الخطوات التصعيدية.
ورفع المحتجون شعارات منددة بتطاول الرعاة الرحل على ممتلكات المواطنين بجهة سوس، واستباحة أراضيهم الزراعية، وإفساد محاصيلها، وكذا الاعتداءات التي تسببت للكثيرين في عاهات مستديمة، نتيجة المواجهات العنيفة التي تندلع بشكل يومي عبر ربوع مناطق ”سوس”، وصدحت حناجر المحتجين بعبارات من قبيل ”هذا عيب هذا عار سكان سوس في خطر” ، ”علاش جيتو علاش احتجتو على الرعاة الرحل لي داروا فينا ما بغاو”، وغيرها من العبارات التي تلخص حجم معاناة أهالي الجنوب مع جحافيل الإبل والماعز والأغنام، التي أفسدت موارد رزقهم، وأتت على الأخضر واليابس.
أمضال أمازيغ: متابعة